عبرت دول افريقية عن أملها في أن تستعيد مصر مكانتها ودورها التاريخي في إفريقيا وتعميق التعاون الثنائي والشراكة الإستراتيجية مع الدول والشعوب الإفريقية. كما عبرت الدول الإفريقية عن تفهمها لحقيقة الأوضاع السياسية المصرية وتأييدها لإرادة الشعب المصري الذي قام بثورة شعبية في 30 يونيو من اجل استكمال تحقيق أهداف ثورة 25 يناير للمطالبة بالديمقراطية وتحقيق العدالة الاجتماعية. وقال السفير مخلص قطب مبعوث رئيس الجمهورية الى عدد من الدول الناطقة بالفرنسية في القارة الإفريقية - في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إنه قام بتسليم رسائل من الرئيس عدلي منصور لقادة ورؤساء دول الكاميرون والنيجر والجابون وجمهوريتي الكونغو كينشاسا والكونغو برزافيل ، لشرح حقيقة الأوضاع في مصر واطلاع المسئولين الأفارقة على أن ما جرى في مصر يوم 30 يونيو هو ثورة شعبية عكستها خروج الملايين من اجل المطالبة بالديمقراطية وتنفيذ خريطة الطريق التي توافق عليها الشعب المصري لإجراء تعديل في الدستور وانتخابات حرة رئاسية وبرلمانية. وأكد السفير مخلص قطب أن الدول الأفريقية عبرت عن ارتياحها التام وتقديرها للتحرك الدبلوماسي المصري في افريقيا ، واعتبرت أنه يمثل رسالة ايجابية يؤكد الاهتمام المصري، وفى الوقت نفسه فان مصر ترحب باية وفود للتعرف عن قرب عن حقائق ومجريات الأمور. وقد حرص السفير مخلص قطب - وهو مساعد سابق لوزير الخارجية - في كل لقاءاته مع القادة والمسئولين الأفارقة على أن يؤكد رفض مصر لقرار مجلس الأمن والسلم الإفريقي تجميد أنشطة مصر في الاتحاد الافريقى، ومعارضة مصر لأية قمة استثنائية افريقية تتناول الأوضاع المصرية قد يدعو إليها الجانب التونسي ...كما حرص على أن يؤكد معارضة مصر لفكرة عقد منتدى دولي تشاوري للتباحث بشأن تطورات الأوضاع الداخلية المصرية. وقد قام قطب بشرح التطورات الجارية في مصر وما جرى بشان تصحيح مسار ثورة 25 يناير وتعيين رئيس مؤقت لجمهورية مصر العربية طبقا لما هو وارد فى كل الدساتير المصرية المتعاقبة ، وتعيين نائب لرئيس الجمهورية يحظى بثقة واحترام محلى دولى، وتشكيل حكومة كفاءات وطنية، وتعديل للدستور، وهو ما جاء وفق خريطة طريق للإجراءات والخطوات التي تعتزم السلطات المصرية اتخاذها . وأكد المسئولون الأفارقة أنه يجب على مصر أن تقف عند قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي باعتباره قرارا روتينيا اتخذ وفقا لإجراءات فنية ضيقة ، وأن التطورات الجارية تجعل من الوجب التعامل معه بروح جديدة تتواكب مع التطورات والظروف الدولية الجديدة. وأكد السفير مخلص قطب المبعوث الخاص لرئيس الجمهورية أن تنفيذ خريطة الطريق هى عنصر هام ورئيسي لتحقيق الاستقرار في مصر وهو ما سينعكس بالضرورة وبصورة ايجابية على دول القارة الأفريقية بما يحقق لها الاستقرار ويتيح لشعوبها الانطلاق في عمليات التنمية الاقتصادية والاجتماعية المطلوبة وتحقيق تطلعات وامال شعوبها . وأشار إلى أنه برز من خلال لقاءاته مع مختلف المسئولين في القارة الإفريقية، وأيضا فى حوارته مع وسائل الإعلام الإفريقية أن هناك تخوفا في إفريقيا من حالة تنامي الإعمال الإرهابية خلال الفترة الماضية تحت غطاء ديني سواء في سيناء أو في شمال دول التماس العربي الإفريقي، كما أن تولى جماعة دينية حكم مصر مثل هاجسا كبيرا وعنصر قلق خصوصا من مصر عبد الناصر التى كانت احدى الدول المؤسسة للاتحاد الافريقى والتي ساعدت شعوب افريقيا في تحقيق استقلالها من الاستعمار . وحرص السفير مخلص قطب على أن يؤكد في حوار التليفزيونية على أن الرئيس الأسبق حسنى مبارك ونظامه أصبحا من الماضي كما أن مرسى ونظامه أصبحا من الماضي ، وانه لا رجعة إلى الوراء. كما حرص على توضيح أن مفهوم الوطن غائب في أدبيات جماعة الإخوان وبالتالي تغيب معه فكرة وحدة وسلامة ارض الوطن وحقوق المواطنة. وقال السفير قطب انه كان هناك تطابق تام وتأييد لمصر في حربها ضد العنف والإرهاب واستخدامه كوسيلة للسيطرة وإقامة حكم يعتبر المعارضة عليه خروجا على الشرع، وأشار إلى أن المسئولين الأفارقة قد تناولوا خلال لقاءاتهم تجربة فرنسا في إقامة الديمقراطية، وقالوا إنها لم تتحقق بهذه الصورة التي نراها حاليا إلا بعد قيام الثورة الفرنسية والقضاء على حكم الكنيسة ، وفصل الدين عن السياسة وحصر دور الكنيسة في الدين فقط. وأشار إلى أن دستور دولة مثل النيجر هو لعموم شعب النيجر دون تفرقة، ويؤكد على حقوق المواطنة دون غلبة أو تفرقة بين المواطنين باعتبارهم سواء ، رغم أن المسلمين في هذه الدولة يمثلون 97 في المائة من إجمالي عدد السكان وعبر القادة والمسئولون الأفارقة عن الأسف لغياب دور مصر في إفريقيا ، وانتقدوا بشدة غياب موقف مصر في مواجهة الإرهاب في إفريقيا لاسيما في عدم مساندة جهود مواجهة الإرهاب في شمال مالي في العام الماضي ، حيث حاول انفصاليون الانفصال عن البلاد تحت دعاوى دينية . وقال مبعوث الرئاسة المصرية انه فيما يتعلق بالتعاون الثنائي مع الدول الإفريقية فقد لمس وبشكل واضح الرغبة الأكيدة لدى الدول الإفريقية من إقامة تعاون وثيق مع مصر التي يعتبرونها صاحبة الفضل على إفريقيا منذ عهد الاستقلال ، وان هناك تلهفا على ما كل هو مصري ورأى تجارب مصرية ناجحة تعمل في هذه الدول لاسيما الأطباء والمهندسين ومشايخ الأزهر ، وان هناك احتراما ومحبة شعبية جارفة لهذه الجاليات المصرية والتي تعتبر في نظر الأفارقة من افصل العناصر التي تعمل لصالحهم. وأشار إلى أن الافارقة تحدثوا عن جهود مصر من اجل حل القضية الفلسطينية على امتداد أعوام طويلة غير انهم وهم يؤيدون ذلك يرون انه لا يجب أن يكون ذلك على حساب الاهتمام بإفريقيا التي تتطلع إلى عودة مصر مرة أخرى وختم السفير مخلص قطب تصريحاته بالإشارة إلى أن المناقشات والحوارات التي أجراها في الدول التي زارها أكدت أن هناك تفهما كاملا لموقف الحكومة الجديدة في مصر ، وانه بمجرد الدعوة إلى إجراء انتخابات في مصر وفقا لخريطة الطريق فان قرار تعليق أنشطة مصر في الاتحاد سيسقط ، وبالتالي لا نقف عنده كثيرا ، موضحا أن القرار تم وفقا لمعايير فنية ضيقة ، وأصبحت لا تستوعب التطورات الجارية على الساحة ويلزم إعادة النظر فيها وتعديلها.