قال الصحفي الأمريكي «ديفيد اغناطيوس», المتخصص في الشئون الخارجية في صحيفة «واشنطن بوست»، إن مصر في حاجة إلى بداية جديدة للديمقراطية، معتبرا أن الرئيس السابق محمد مرسي وجماعته الإخوان المسلمين، كانا يعملان بشكل سيء، موضحا أنه ونتيجة لذلك وصلت مصر إلى الفصل ال 11 من الإفلاس، منوها إن مرسي قاوم محولات الولاياتالمتحدة، وقطر للتوسط لإيجاد حل وسط للازمة، مؤكدا ان التدخل العسكري بداية لدورة جديدة من العنف الرهيب، وهو ما لم تعد مصر قادرة على الاستمرار أكثر من ذلك في ذلك الوضع المشلول. وأضاف الكاتب في مقال له في موقع "أوماها" الأمريكي، إن مأساة الرئيس مرسي هو انه رئيس غير كفئ يحكم شعب حيوي، ومبدع، وان مصر تحتاج إلى من هو أفضل لذلك أيد اغلب المصريين تدخل الجيش. وأكد الكاتب، إن الثورة المصرية الثانية تتيح لمصر الفرصة لعودة الديمقراطية لمسارها، وهذا يتمثل في انتخابات رئاسية وبرلمانية في غضون من ستة إلى تسعة أشهر؛ وكتابة دستور حقيقي، وتدريب قوة الشرطة الديمقراطية التي يمكن أن توفر الأمن للسكان المصابين بصدمات نفسية؛ وضخ مبالغ مالية كبيرة من دول الخليج لاستعادة الثقة والحصول على اقتصاد مصري حيوي مرة أخرى. ونوه الكاتب إلى أن واشنطن تركت مصر معلقة خلال "كارثة" رئاسة مرسي، حيث ترك البيت الأبيض السياسة,إلى حد كبير, في يد السفيرة آن باترسون في القاهرة، وبالرغم من أنها واحدة من أفضل الدبلوماسيين؛ إلا أن تركيزها كان على العمل مع الحكومة المنتخبة مما أدى لإدراك العديد من المصريين، أن الولاياتالمتحدة "مساعد لمرسي" ، وهو الأمر الذي أدى إلى تشويه صورة باترسون شخصيا. وأشار الكاتب إلى حاجة الرئيس أوباما لقيادة الجهود من قبل جميع الحلفاء الإقليميين لأمريكا، من المملكة العربية السعودية إلى قطر وإسرائيل، لمساعدة الحكومة المصرية الجديدة لتحقيق النجاح. واعتبر "اغناطيوس" ان البيت الأبيض فخر بنفسه في عهد مرسي إن قضية أمريكا لم تعد تتمثل في الإسلاميين، مبينا أن أمريكا تحتاج إلى التواصل مع القوى السياسية المعتدلة في الشرق الأوسط في كل الأحيان، على اعتبار أن المنطقة في بداية فترة طويلة من الجهد لتحقيق العدالة والديمقراطية، مع العديد من الانتكاسات على طول الطريق. ويرى الصحفي الأمريكي، أنه من الأفضل لأمريكا عدم قطع المعونة عن مصر اعتراضا على الانقلاب، داعيا إياها بان تكون أكثر انخراطا مع مصر وحكامها، لمواصلة تقديم المساعدات المشروطة بالانتخابات المبكرة وأكد الكاتب، ان الخطر الحقيقي للانقلاب هو الاعتقالات التي تليه والقتال الذي من شانه يدفع الإخوان المسلمين للعمل في سرية مرة أخرى - وتجديد القمع الحكومي والعنف الإرهابي وهذا المأزق السياسي سيؤدي لصعود تنظيم القاعدة (من أصول مصرية) وأحداث تغيير العالم من 11 سبتمبر 2001، داعيا إلى تصحيح هذا الجزء هذه المرة.