استضاف أمس الإعلامي يوسف الحسيني ببرنامجه "السادة المحترمون" الفنانة حنان مطاوع التي تحدثت عن يوم 30 يونيو وأحوال الفن المصري، وأزمة الفنانين مع وزير الثقافة د. علاء عبد العزيز. وقالت حنان أن الشعب ثار على الظلم ودفع الدم من أجل أن تخرج مصر للنور وتعود لها الريادة وتصبح على الخريطة وليس خارجها. مشيرة إلى أنها من المتمردين قائلة: "أنا متمرد إذا أنا موجود". وأضافت أن المصري شجاع فمن نزل أمام مبارك سينزل مجددا. وقالت أنه حتى من لم ينزل في مظاهرات 25 يناير سينزل في مظاهرات 30 يونيو؛ لأن الأمر أصبح أكثر استفزازا. مؤكدة أن الهتاف لن يكون لأشخاص بل بأسم مصر فقط. وأعربت حنان عن تعجبها من المظاهرات المؤيدة للرئيس د. محمد مرسي؛ حيث من المعروف أن المظاهرات تكون من أجل الاعتراض ورفع المطالب, وأن نظام مظاهرات التأييد لا يتبعه إلا الدول المتخلفة، فالحل ليس بنزول مجموعات مؤيدة للرئيس مقابل مجموعات معارضة كاستعراض للقوة. لكنهم دائما ما يتمثلون بالصحابة، في حين أن الصحابة لو اعترض عليهم عشرة أشخاص لاستمعوا لهم، ضاربة مثل بموقف عمر بن الخطار رضي الله عنه عندما قالت له امرأة "أتقي الله يا عمر"، فسألها عن سبب ذلك القول. كما تعجبت حنان من مؤيدي وزير الثقافة قائلة أن الرئيس منتخب وله أنصار، ولكن الوزير شخص معين ولا أحد يعرفه. كما أن الرئيس استمر في عرض برنامجه الإنتخابي لمدة شهر ولم يعمل به، لكن هناك أشخاص تتعاطف معه، أما من يؤيد الوزير فهو يؤيد شخص لم يعرفه بعد، شخص قلل من شأن المعتصمين. وعبرت حنان عن سعادتها بالاعتصام مع قامات ثقافية مثل سيد حجاب وبهاء طاهر وصنع الله إبراهيم. وأكدت أنها ليست ضد أشخاص ولكنها ضد أفكار. وقالت أن جماعة الإخوان لا يملكون أي فكر للتنمية بل نحن في استمرار للسقوط. ووصفت تصريحات وزير البترول حول أزمة البنزين بأنها إشاعة بإفلاس الحكومة. ورأت أن مصر بحاجة لمن يضع لها خطة أمنية لأن هناك حالة انهيار مجتمعي كامل بسبب عدم وجود الشفافية، ولا يوجد خطة لصالح الوطن. وناشدت الشرطة في مدينة الإسكندرية بحماية المثقفين المعتصمين بالمدينة؛ لأنه تم الاعتداء عليهم باليوم العاشر لاعتصامهم، وأصيب المخرج المسرحي أحمد أبو النصر وآخر بإصابات بالغة. وعن الفن قالت حنان أنه هو الذي يؤسس الحضارات، بينما رجل السياسة هو من يهدم الحضارات, كما أن الفن أداة تأريخ للحضارة. مؤكدة أن انحدار مستوى الفن ليس بسبب تلك الفترة ولكن منذ الفترة السابقة. مضيفة أن الفنان انفصل عن الشارع في حين أنه كان لابد أن يكون رائدا للثورة وليس مصاحبا لها. موضحة أن الفن انحدر في عهد مبارك لأنه كان معتمدا على الغرائز أو على "هشتكة الملك" أي الضحك لتلهية المواطنين، على الرغم من أن الفن كان يعتبر في فترة الستينيات صناعة ومصدر للدخل، لكن مع السبعينات وحركة الانفتاح انشق الصف وزاد واستمر من الثمانينات، ومن الطبيعي عندما يتولى المتشددين الحكم سيكون هناك رفض تام للفن. ووصفت حنان الإنسان المصري بأنه إنسان متدين معجون بالفن منذ عصر المصريين القدماء، وهو يبحث عن إلاه حتى مجيء المسيحية و الإسلام، وأن الشعب المصري عندما قام بالثورة فهو الوحيد في التاريخ الذي كان يصلي ويغني، وقدم ثورة أبهرت العالم، كما أن المصري عندما يفعل أمر ما ينتبه له العالم ليشاهد ماذا يفعل، فالمصري منفرد بطبعه. وعن أعمالها الفنية شاركت حنان في فيلمين أحدهما "بعد الطوفان" وهو إخراج حسن متولي، ويحكي عن ما بعد تنحي مبارك، كما حصل الفيلم على جائزة في مهرجان "الرباط". أما الفيلم الثاني فهو "قبل الربيع" وتدور أحداثه حول المدونين الذين استغلوا ثورة تونس لتحميس المواطن المصري للنزول والتظاهر في 25 يناير، وكيف كانت حالة الشعب وقتها من ركود، وهذا ما عكس حالة غليان الشارع المصري الذي نشهدها حاليا. وقالت حنان أن عبقرية حركة "تمرد" تنبع من أنها استقراء لحالة الشارع المصري؛ ولذلك أنضم لها الناس. وقالت أن الشعب المصري يحتاج لزعيم ولا يشترط أن يكون شخصا، فمن الممكن أن يكون فكرة يقتنع بها وتوقظ بداخله الأمل لأنه يعاني من اليأس؛ فخير أجناد الأرض هم المصريين الذين يتمتعوا بالبسالة سواء كانوا جنود أو أطباء أو عمال أو سيدات، فالمصري روحه تحت أقدامه من أجل وطنه وشرفه، وعرضه. مؤكدة أن 30 يونيو ليس النهاية بل البداية.