أكد المراقب العام السابق لحركة "الاخوان المسلمين" في سوريا عضو الائتلاف الوطني السوري علي صدر الدين البيانوني أن جماعة الاخوان ضد التطرف والتشدد ومع الاعتدال والوسطية. ونقلت صحيفة "الراى" الكويتية عن البيانونى قوله خلال اتصال هاتفي "كنا ننظر الى جبهة النصرة على أنها فصيل من الفصائل السورية التي تقاتل النظام" ، مشيراً الى أن الأفكار التي تستند اليها الجبهة خاصة بها، ومعتبراً أن مبايعة النصرة للقاعدة تسببت بضرر بالغ للثورة السورية ونحن نرى في هذا الموقف خطأ كبيراً استغله النظام وبعض الدول التي كانت تبحث عن أي حجج كي لا تُقدِم على موقف حاسم في القضية السورية.
ولفت البيانوني الى أن جبهة النصرة لا تشكل خطراً على سورية المستقبل فليس كل أتباعها يحملون الأفكار نفسها، مؤكداً أن ثمة الكثير من الذين يقاتلون مع الجبهة لا يتبنون ايديولوجيتها المتطرفة، مضيفاً أن المتطرفين في سورية قلة.
واعتبر أن إعلان باريس إمكان إدراج الجبهة على لائحة الإرهاب ليس له مبرر، لا سيما أن الجبهة لا تشكل خطراً على أحد خارج سورية أو داخلها. وتساءل: "لماذا تتجاهل بعض الدول إرهاب النظام وهو أكبر متطرف وتسكت عن جرائمه؟"، مشدداً على أن "الخطر الأكبر الآن في سورية هو خطر النظام السوري فهو الإرهابي الأول" داعياً المجتمع الدولي الى وقف إرهاب النظام.
وعمّا إذا كانت مبايعة "جبهة النصرة" لزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري تعزز وجهة نظر النظام الذي أكد أنه يواجه مجموعات ارهابية بتمويل خارجي، قال البيانوني إن "النظام استغل ويستغل هذه القضية مع حلفائه" ، مشيراً الى أن الجبهة تشكل نسبة ضئيلة من حجم الفصائل العسكرية المعارضة ولا تتجاوز 5 في المئة من مجموع المقاتلين لافتاً الى أن العناصر التي قاتلت مع الجبهة وجدت فيها فصيلا قويا وشجاعا ومنظما وتعاملوا معها على هذا الاساس من دون أن يعني ذلك أنهم يؤيدون أفكارها.
وشدد على أن المجتمع السوري بعيد عن الفكر المتطرف، موضحاً أن هناك إسلاميين في سورية يرفضون الاتجاه المتشدد ويحملون مواقف معتدلة، ونحن نعتبر أن جبهة النصرة أساءت الى نفسها وعزلت نفسها عن بقية الثوار حتى عن الثوار الذين يتبنون أفكاراً إسلامية.
ورداً على سؤال حول كيفية تعاطي الائتلاف الوطني السوري مع مأزق جبهة النصرة بعدما كان اعتبر مقاتلي الجبهة أخوة لنا في السلاح ذكر ان أخوة لنا أخطأوا ونحن دافعنا عنهم ونرفض منطقهم وأكدنا أننا لا نقبل اي وصاية على الشعب السوري.
ورأى أن "الثورة السورية لن تتجه في اتجاه النمط الطالباني وفي حال حدثت مثل هذه الوقائع فهي معزولة وغير منتشرة"، وذلك رداً على تقارير أشارت الى أن جبهة النصرة تطبق الشريعة الإسلامية بالقوة داخل المناطق التي تسيطر عليها.
وأشار الى أن البيان الذي أصدرته حركة الاخوان أول من أمس أكد مجدداً على مواقف الجماعة الثابتة التي تبلورت في شكل واضح في وثيقة الشرف الوطني مؤكداً أن الحركة لا تسعى الى السيطرة على الائتلاف ولا الى فرض رؤيتها فنحن من دعاة التعددية والديموقراطية.
واعتبر أن إصرار ايران وروسيا على موقفهما الداعم للنظام أدى الى قطع أي علاقة مع الشعب السوري وقد شددنا على هذه النقطة في البيان الأخير حيث قلنا ان هؤلاء قطعوا على أنفسهم أيّ طريق للقاء في الحاضر والمستقبل.
وأكد أن حزب الله الذي تبث تورطه في شكل واضح في دعم النظام خسر الشعب السوري وجمهور الأمة العربية والإسلامية لافتاً الى أن وقوف الحزب الى جانب نظام معزول دولياً وعربياً أفقده الكثير من الصدقية والتأييد، نافياً صدور أي فتاوى من أي فصيل إسلامي تبيح تكفير العلويين والشيعة في سورية، مشدداً على أنه لا أحد يمكن أن يزعم أن ثمة فئة من فئات الشعب السوري تُضطهد من قبل الثوار وحتى الطائفة العلوية التي ينتمي اليها النظام لا تُعامل هذه المعاملة.