يسلم اللواء مراد موافي، مدير المخابرات المصرية، خلال ساعات الرئيس السوداني الفريق عمر حسن احمد البشير، والذي سيلتقيه بالقصر الجمهوري بالخرطوم- رسالة من المشير محمد حسين طنطاوي تعطي شارة البدء لانطلاق علاقات تكامل استراتيجية على أوسع نطاق ما بين البلدين الشقيقين بالمجالات السياسية والاقتصادية. ووفق مصادر مسئولة: "يبحث موافي أيضاً التنسيق بين البلدين بخصوص ملف مياه النيل والسدود الإثيوبية وإعادة توزيع موارد المياة، ولمنع محاولات التسلل والتهريب التي يقوم بها أفارقة عبر الحدود بين الجارتين.
وقال مصدر مسئول بجهة سيادية ل"محيط" إن تلك الزيارة تجيء لتزيل آثار رواسب مرحلة ماضية بالنسبة للعلاقات السودانية المصرية، حيث شهدت تلك العلاقات خلال فترة حكم نظام الرئيس المتنحي حسني مبارك حالة من التردي ألقت بظلالها علي الأمن القومي للبلدين الشقيقين، وهو ما ساهم في إتمام عملية تقسيم السودان ووجود أكثر من بؤرة للتمرد بهذا البلد العربي الشقيق والأكبر من حيث المساحة.
ووفق المصدر: "يحاول اللواء مراد موافي أن يطّلع بنفسه من خلال لقاءات يعقدها مع مختلف القوى الفاعلة بالنظام السوداني، علي أسباب التمرد الذي تفجر مؤخرًا بمنطقة النيل الازرق بالجنوب الشرقي من السودان، وأيضا تزايد مخاطر التمرد في دارفور، والقلاقل التي تشهدها خطوط التماس بين شمال السودان وجنوبه، وتبيان ما إذا كانت أصابع أجنبية تقف وراء هذا التمرد أم لا".
ونفى مصدر بجهة سيادية مصرية ما تردد عن أن زيارة مراد موافي للخرطوم استهدفت مطالبة القيادة السودانية بعدم انتقاد الرئيس المصري السابق حسني مبارك أو أيٍّ من رموز نظام المنهار.
وقال المصدر: إن اللواء موافي ما يعنيه هو أمن مصر القومي وليس تجميل صورة الأشخاص أيا كانت مواقعهم.
ووصف المصدر السيادي من يرددون تلك المقولات بأنهم "يستهدفون خلق وقيعة ما بين أطراف ثورة 25 يناير المجيدة، والتي يعتبر الجيش شريكًا أساسيًّا في صنعها".
وكان الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير صرح أمس الأول بأن الرئيس المصري السابق كان يتآمر علي السودان، وساهم في تمزيق أواصر التكامل والوحدة بين البلدين.
وكان أكثر من مسئول سوداني صرح مرارًا وأبلغ مصريين زاروا الخرطوم بأن السودان طرح على مبارك زراعة مشاريع واسعة النطاق من القمح بالسودان التي تمتلك ملايين الأراضي الخصبة على أن تساهم مصر بالخبرة والعمالة والسودان بالأرض وليبيا بالمال إلا أن مبارك رفض ذلك متذرعًا بالخوف من عدوان أمريكي جراء تنفيذ هذا المشروع.
الجدير بالذكر أن الرئيس المتنحي حسني مبارك كان يكنّ نوعًا من العداء للقيادة السودانية، ويعتبرها متورطة في محاولة اغتيال دبرتها له الجماعة الإسلامية بأديس أبابا في تسعينيات القرن الماضي.
وتأتي زيارة المسئول المصري البارز كمقدمة لسلسلة جولات ينتظر أن يقوم بها في منطقة القرن الإفريقي ومنابع النيل لإزالة أية عثرات تعترض انطلاق علاقات تعاون واسعة بين مصر وتلك البلدان الإفريقية الشقيقة.