قال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل إنه يرحب بدعوة دولة قطر لعقد قمة عربية مصغرة بشأن المصالحة الفلسطينية، واعتبر الاعتذار الإسرائيلي لتركيا عن هجوم سفينة مرمرة 2010 بأنه إنجاز يتطلب المتابعة . وأوضح مشعل ، في تصريحات لصحيفة "القدس " المحلية الفلسطينية ، أن "المطلوب ليس دعم الفلسطينيين في القدس فقط، بل إستراتيجية فلسطينية عربية إسلامية لإنقاذ القدس"، مؤكداً "هذه مسؤولية الأمة والشعب الفلسطيني وما ينطبق على القدس ينطبق على مجمل القضية الفلسطينية".
وأضاف" الدعم العربي للقدس بكل أشكاله مقدر، ولكنه لا يكفي ولا يتناسب مع حجم الجريمة الصهيونية التي ترتكب في كل يوم في القدس، من تهويد، واستيطان، وتهجير، واقتلاع للمواطنين الفلسطينيين، وتغيير لمعالم المدينة المقدسة بتدمير الأحياء العربية، وتزيف التاريخ بالإضافة إلى تدنيس المسجد الأقصى".
وقال: المطلوب ليس فقط دعم مالي سخي، بل تحويل هذا الدعم من قرارات والى مشاريع تنفذ على الأرض، في كل مجالات الحياة في القدس، من اجل تثبيت الوجود الفلسطيني في القدس، ومساعدة المواطنين المقدسيين، وتعزيز صمودهم.
وأعرب مشعل عن ترحيبه بدعوة أمير قطر لعقد قمة عربية مصغرة، لدفع المصالحة بين فتح وحماس، مؤكداً أنها قابلة للنجاح، ولابد من السير فيها، وتأتي الجهود القطرية والمصرية لتعزز هذا الاتجاه، وجهود قطر بالدفع نحو المصالحة، وتذليل العقبات التي تواجهها ليست جديدة، وتأتي من حرص قطر.
وشدد على إن "الظروف مواتية لتحقيق المصالحة في جميع الأحوال، ولا بد أن نحمي المصالحة من أي تدخلات خارجية، وإنشاء الله ننجح نحن وفتح، وأنا وأبو مازن، في تذليل كل عقبات المصالحة وإنهاء هذا الانقسام".
وقال مشعل: إن حماس لا تخشى الانتخابات، وهي تثق وتحترم شعبها ولا تخشى الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، واصفا وضع حركته بأنه الأفضل منذ سنوات، وأنها "حركة واسعة وممتدة وفيها ديمقراطية وشفافية عالية، وتحترم القيادة كافة الآراء وفي النهاية يلتزم الجميع بالموقف" مؤكداً أن الانتخابات الداخلية للمكتب السياسي طالت ولكنها قريباً ستنتهي.
وردا على سؤال حول إمكانية ترشحه للرئاسة، قال مشعل أن "حماس لم تحدد موقفها النهائي من موضوع الانتخابات الرئاسية. هل تشارك فيها بمرشح رئاسي أم لا؟ وهذا موضوع سابق لأوانه".
وعن الأحاديث التي ترددت بشأن إشغاله منصب رئيس منظمة التحرير، قال: "حماس لا تزاحم أحدا، ولا تطرح نفسها بديلا عن احد، إنما تمارس حقها الطبيعي في المشاركة في مؤسسات القرار الفلسطيني، سواء في المنظمة أو السلطة. ونمارس هذا الحق على قاعدة الشراكة مع الآخرين، وليس على قاعدة أن نأتي كبديل، مكان احد أو أن نحل مكان احد".
وحول تقييمه لزيارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما إلى المنطقة، قال مشعل: "الرئيس اوباما كشخص يتمتع بالكثير من الكاريزما والمهارة، ويمثل حالة جديدة في نمط الرؤساء الأمريكيين، لكن ما يعنينا ليس الحكم على الأشخاص، بل العبرة في السياسة، ونحن نقيم أي رئيس أمريكي من زاوية مصلحتنا الوطنية الفلسطينية".
وأضاف "اوباما في ولايته الاولى اخذ مواقف متميزة قياسا على المواقف الأمريكية السابقة، وخاصة لجهة مطالبته بتجميد الاستيطان، ولكن للأسف هو تراجع عمليا عما قاله، وظهر هذا في بداية ولايته الثانية، وفي زيارته، بدا منحازا بشكل واضح للموقف الإسرائيلي، في سياق إعادة ترميم علاقته مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والقيادة الإسرائيلية، على حساب الحقوق الفلسطينية. وبدا انه لا يحمل لا مشروعا ولا رؤية محددة تجاه الصراع العربي الإسرائيلي.
وبصرف النظر عما قاله عن الدولة الفلسطينية، فان مجمل ما قاله اقرب للموقف الإسرائيلي، ويمثل تراجعا عن مواقفه السابقة، واخطر ما فيها انه تبنى الرواية الصهيونية لنشأة إسرائيل".
وتابع "نحن في حماس لا نعلق آمالنا ولا رهاناتنا على احد لا في البيت الأبيض ولا في أي عاصمة دولية. نعم نتابع المواقف الدولية، ونقرأ تطورات المواقف والفروق بينها بوعي سياسي شديد، ولكن قناعتنا أن مستقبل المنطقة، ومستقبل القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا، تصنع على الأرض الفلسطينية والعربية، من خلال امتلاكنا لخياراتنا المفتوحة، ولأوراق القوة، وعلى رأسها المقاومة بكل أشكالها، بما فيها المقاومة المسلحة، مع بقائنا منفتحين على الوضع الإقليمي والدولي، والاستفادة من كل الفرص المتاحة ".
وحول استفادة حركة حماس، من وصول بعض الحركات الإسلامية إلى السلطة في بعض دول عربية، قال مشعل :" الربيع العربي تعبير عن مرحلة تاريخية تمر بها الأمة، وهو حق للأمة وشعوبها، وحتماً يصب في مصلحة الأمة وشعوبها من حرية وإصلاح، ونحن مع كل شيء يخدم مصلحة الأمة مع المحافظة على وحدتها".
وأضاف:" لا شك أن نهضة الأمة من خلال الربيع العربي، وتأثيراته هو مصلحة للقضية الفلسطينية، وكلما كانت الأمة اقوي وأكثر تماسكاً وأكثر نهوضا، كان ذلك قوة للشعب والقضية الفلسطينية، واحدث توازناً في ميزان القوى مع الاحتلال، وان كان استثمار تطورات الربيع العربي لصالح القضية الفلسطينية يحتاج إلى مدى زمني أطول".
ولفت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى "أن التعامل الدولي الايجابي مع حقائق الربيع العربي، ومع ما أفرزته صناديق الاقتراع، وخاصة بروز الإسلاميين، يخدم موقف حماس في المنطقة، ولكن لا يغيب عن احد إن الغرب الذي اضطر أن يتعايش مع نتائج الربيع العربي بما فيها ظاهرة التعامل مع الإسلام السياسي وإدارة الإسلاميين للحكم، لا شك أن هذا الاضطرار له قيود أخرى في الحالة الفلسطينية، وذلك بسب العامل الإسرائيلي، مع أن هذا يمثل ازدواجية معايير في السياسة الغربيةالأمريكية وموقفاً غير مقبول".
وقال:" نحن نرى تجليات هذا الموقف المتناقض في الفيتو الأمريكي على المصالحة بين فتح وحماس، ورفض التعامل مع حماس إلا عبر بوابة شروط الرباعية الدولية التي رفضتها حماس ومازالت ترفضها. ليس أمام الإدارة الأمريكية والحكومات الغربية والشرقية إلا أن تتعامل وتحترم الديمقراطيات في المنطقة، بما فيها الساحة الفلسطينية، وعليها إن لا تتدخل في خيارات شعوب المنطقة".
وعن اعتذار نتنياهو لتركيا عن قتل المتضامنين الأتراك قال مشعل:" عندما تقوم دولة بحجم تركيا، ترسل أبناءها لفك الحصار عن غزة ، وتضحي ب 9 من أبناءها في سبيل ذلك، وتنشأ أزمة كبيرة بينها وبين إسرائيل، وتضع القيادة التركية مطالب لها، على رأسها الاعتذار ورفع الحصار عن قطاع غزة، وعندما تضطر إسرائيل للاعتذار، وهذا خارج نمط وسلوك إسرائيل المعتاد، فلا شك إن هذا انجاز يحسب للقيادة التركية، أنها فرضت على إسرائيل ذلك".
وأضاف" لابد من متابعة الجهد التركي من اجل رفع الحصار عن قطاع غزة بل وعن الضفة الغربية، فلا احد في المنطقة يثق بالنوايا الإسرائيلية، وما فهمته من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان انه يضع حالياً إسرائيل تحت الاختبار في تعويض ضحايا سفينة مرمرة او في موضوع رفع الحصار عن قطاع غزة، وجزء من هذا الاختبار والضغط، نيته الرئيس اردوغان زيارة غزة".
ووصف اعتذار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لنظيره التركي، رجب طيب أردوغان، عن الهجوم على سفينة "مافي مرمرة" عام 2010، بأنه" إنجاز يحتاج إلى متابعة، حتى نضمن رفع الحصار عن غزة" وشكر تركيا قيادة وشعبا، "لأنها تعلن بالقول والعمل أنها مع الشعب الفلسطيني وحقوقه".