قال الرئيس محمد مرسي أن زيارة الرئيس التركي عبدالله جول إلى القاهرة تكتسب أهمية كبرى لأنها تتزامن مع انعقاد مؤتمر القمة الإسلامية الذي انعقد في القاهرة خلال اليومين الماضيين، والذي يجمع بين كل الدول الإسلامية، مشيراً إلى انه تباحث مع «جول» في مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيداً بالدعم التركي لمصر الذي يأتي في هذه المرحل التاريخية من التحول الديمقراطي لمصر. وأضاف في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عُقد، مساء اليوم الخميس، بين الرئيس المصري ونظيرة التركي والذي بثته قناة «الجزيرة مباشر مصر» إلى أنهم اتفقا على زيادة الاستثمارات التركية في مصر ومضاعفة ما هو موجود الآن، مضيفاً أن مصر تريد من المستثميريين الأتراك الاستفادة من المناخ الاستثماري الموجود في مصر وإمكانيات التصدير للدول التي ترتبط بها مصر عن طريق اتفاقيات «التجارة الحرة»، لافتاً إلى أنه بحث أيضا زيادة التعاون التجاري بين البلدين، مؤكداً على رغبة البلدين في زيادة النمو التجاري ومضاعفة قيمة هذه التجارة لتصل إلى 10 مليار دولار في الفترة القادمة.
وأشار «مرسي» إلى أنه اتفق مع الرئيس التركي على إنشاء غرفة للتجارة المشتركة بين البلدين بالإضافة للجهود التي تبذلها أنقرة لوقف نزيف الدم السوري، والتوصل لتسوية في الأزمة السورية، وقد عرضت مصر أفكار جديدة في إطار «المبادرة الرباعية» التي تشارك بها مصر و تركيا؛ بالإضافة لإيران والسعودية والأطراف المهتمة بالأزمة السورية.
وأوضح أن الاجتماع تناول أيضا الأوضاع في فلسطين وضرورة إطلاع «المجتمع الدولي» على هذه الأوضاع ووقف الانتهاكات على الفلسطينيين وضرورة رفع الحصار على غزة، والوقف الفوري لكافة أشكال العدوان للاستيلاء على الاراضى الفلسطينية ووقف كل محاولات تهويد القدس.
وتحدث مرسي على أنه حرص على أن يطلع جول على جهود مصر المبذولة لتحقيق المصالحة الفلسطينية، مشيراً إلى أن كل الفصائل الفلسطينية ستلتقي في القاهرة في مطلع الأسبوع القادم لاستكمال ملف المصالحة الفلسطينية، وتابع أن المباحثات شملت أيضا الأزمة في مالي وسبل إعادة الاستقرار لها والحيلولة دون انتشار الفوضى في الدول المجاورة لمالي، وكذلك تنول الطرفين سبل تعزيز التعاون في منطقة الساحل و في القارة الأفريقية بصفة عامة للعلاج الشامل للازمة الأفريقية.
من جانبه، قال الرئيس التركي عبدالله جول أن «الملف السوري» يؤلم الشعب والحكومة التركية، مشيراً إلى أن اسطنبول تتابع القضية السورية، ليل نهار، مع كافة الأطراف المعنية، مشيراً إلى أنه لابد من وقف سيل الدماء، مضيفاً أن الأزمة في سوريا تعتبر من القضايا التي تلقى أهتماماً تركياً كبيراً.
وأضاف خلال وقائع المؤتمر الصحفي، أن حجم التبادل التجاري بين البلدين كان 5 مليارات دولار، مؤكداً أن بلاده ستعمل على زيادته إلى 10 مليارات دولار، مشيراً إلى أن مصر ستحقق نجاحًا كبيرًا من خلال مواصلة مسيرة الثورة، وبحكم موقعها الإقليمي والدولي الهام، موضحاً أن العلاقات بين البلدين شهدت تطورًا كبيرًا خاصة عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير.