قال أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي إن إسرائيل "ستندم على عدوانها" على سوريا. وأضاف جليلي ، في مؤتمر صحفي عقده في دمشق الاثنين على هامش زيارة له للعاصمة السورية، أنه "كما ندمت إسرائيل في حروبها السابقة ضد المقامة الإسلامية، فإنها ستندم على عدوانها الأخير على أراض سورية".
وكانت طائرات إسرائيلية قصفت الأربعاء مركزا للبحث العلمي قرب دمشق، قال مسؤول أميركي إنه "قاعدة صواريخ أرض-جو ومجمعا مجاورا يحتوي على أسلحة كيميائية".
واستطرد: "إسرائيل فشلت في خلق اختلافات داخلية في سوريا لذلك بادروا إلى التدخل (العسكري) المباشر".
وتابع "أن سوريا لها دور أساسي في دعم المقاومة وهي القلعة الصامدة مقابل أنظمة كانت تنتهج خط التسوية مع إسرائيل ، وقال " إن النظام السوري الذي صمد لسنوات أمام السياسات العدوانية يتمتع بدعم شعبه والشعب السوري اختار طريق العزة عندما اختار طريق دعم المقاومة ونهجها".
وأضاف جليلي "إن سوريا شعبا وقيادة دافعت عن قضاياها ولذلك ستتعرض لمخططات العدو الذي يستمر في الانتقام منها، وأن إيران أكدت منذ بداية الأزمة ضرورة الحل السوري الداخلي لها وأن دعم الشعب السوري لا يكون من خلال تدمير البنى التحتية للدولة السورية بل من خلال الحوار الوطني الذي هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة".
تابع جليلي قائلا " إن الدور السوري كان رئيسيا في كل انتصارات المقاومة على إسرائيل وكي يغطي هذا الكيان هزائمه قام بالتخطيط والمؤامرة كي يشغل العالم الإسلامي ببعضه ويبث الخلافات الداخلية بين دوله".
وأضاف " إن الهدف من تفعيل المؤامرة على سوريا هو أن يغض العالم الإسلامي طرفه عن إسرائيل ، وكنا نتوقع أن هذا الكيان يخطط لعمل ما للتعويض عن ضعفه وأبرز دلالات العدوان على سوريا هو إثارة الخلافات بين السوريين من خلال التدخل المباشر ولكن مثلما ندم على حروبه السابقة سيندم اليوم على عدوانه على سوريا".
واستطرد جليلي "إن إيران ستستفيد من طاقاتها في المجتمع الدولي لدعم سوريا ضد العدوان الإسرائيلي " ، مشيرا إلى أن البرنامج السياسي الذي طرحه الرئيس السورى بشار الأسد سيكون الأساس المناسب للحوار الوطني ونأمل أن يسير الشعب السوري في عجلة الحوار والوصول إلى نتائج تنعكس إيجابيا على سورية.
وأكد أن الحل العسكري ليس مخرجا للأزمة في سوريا والتدخل الأجنبي والممارسات الإرهابية وأعمال العنف كلها مدانة والحل لن يكون إلا سوريا داخليا عبر الشعب السوري الذي عليه أن يقرر مصيره بنفسه .
وحول البرنامج النووى الإيرانى ، أكد جليلى أن إيران تؤيد حق الاستفادة من الطاقة النووية للأغراض السلمية لكنها ترفض وتعارض بقوة انتشار الأسلحة النووية في المنطقة وتدعو إلى إخلائها من كافة أسلحة الدمار الشامل.
ولم تعلن إسرائيل صراحة مسؤوليتها عن الغارة التي تشير تقارير إلى أنها استهدفت أسلحة مضادة للطائرات ومركزا عسكريا سوريا.
لكن وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك ألمح ضمنا خلال مشاركته بمؤتمر ميونيخ للأمن الأحد إلى مسؤولية بلاده عن الهجوم.
وكان الرئيس السوري بشار الأسد استقبل الأحد جليلي والوفد المرافق له، وجرى خلال اللقاء بحث الأوضاع في المنطقة عموما وفي سوريا على وجه الخصوص لاسيما بعد الغارة الإسرائيلية قرب دمشق.
وشدد الأسد - حسب وكالة الأنباء السورية - على أن "هذا العدوان يكشف الدور الحقيقي الذي تقوم به إسرائيل بالتعاون مع القوى الخارجية المعادية وأدواتها على الأراضي السورية لزعزعة استقرار سوريا وإضعافها، وصولا إلى التخلي عن مواقفها وثوابتها الوطنية والقومية".
وأكد الأسد أن سوريا "بوعي شعبها وقوة جيشها وتمسكها بنهج المقاومة قادرة على مواجهة التحديات الراهنة والتصدي لأي عدوان".