حديث عابر بين شخصين ب«الميكروباص»، الأول ملتحي والأخر غير ملتحي الثاني تحدث إلى الأول «يا شيخ» فرد عليه الأول: «أنا مش شيخ ولا أخواني يا سيدي».. تجاذب الجميع داخل «الميكروباص» اطراف الحديث، الكل ضحك وهو يقول «أمال دقنك دي ايه»، هذا المشهد اختزنته ذاكرتنا واستعدناه أثناء كتابة الموضوع، إيه حكاية الذقن ؟ هل من الذقن يعرف أفراد كل فئة أو تيار بعضهم "طويلة، قصيرة، مهذبة، أو متروكة دون تهذيب، «و إذا أضيف للذقن كاب «شيوعي» نعرف انه يساري؟. الذقن لا تمثل الآن مجرد حرية شخصية؛ إنما وجهة نظر في الشخص نفسه هل هو ينتمي للتيار السلفي؟ أم الإخواني ؟ خاصة في ظل الأحداث السياسية الحالية، وسيطرة التيار الديني على المشهد السياسي، في ظل الكثير من النكات التي تخرج على ألسنة المصريين عملا بمقولة «هم يبكي وهم يضحك» والثورة اللي ركبت ذقن نحاول تأمل المشهد عن قرب.
تعريف الإخواني كما يراه أحمد مليجي، طالب بكلية الآداب ومنتمي لشباب سلفيو كوستا «زبيبة فطرية مع ذقن «مودرن» أما السلفي فمن الممكن يكون فيه زبيبة، والذقن لا يساويها، أو لا يهذبها ومفيش شنب، الإخواني كما يعرفه البعض «فافي» لا يترك ذقنه دون تهذيب، ويحرص على قصرها، قد يعتبرها مجرد رمز ليس إلا، أو يرغب في وجودها كالسنة، وقد لا يربيها من الأساس، أما السلفي فيحرص على وجودها بكثافة وبشكل واضح دون تهذيب وقد تطول لسنتيمترات كثيرة .
أما ذقن اليساري ذلك الرجل الذي يأخذ على عاتقه مهمة الدفاع عن كل شيء، حتى يصيبه الإحباط أحيانا فذقنه، غير معروفة الملامح.
يقول حسن عبد البر "عضو باتحاد الشباب الاشتراكي: أن اليساري لا يهتم كثيرا بذقنه، ولكن البعد النفسي أحيانا هو السبب في تربيته لها أكثر منه بعدا عقائديا، فعندما يكتئب حسن قد يترك لحيته تطول إلى حد ما ولكن طول مناسب لا يغير ملامحه ورغم ذلك فهو قد يتضايق، إذا اعتبره البعض إخوانيا لأنهم أيضا قد يتركونها بنفس الشكل فيضطر إلى حلقها فورا .
أما ياسر موجي فنان تشكيلي فيرى أن لحية الشباب الآن قد تعبر أحيانا عنهم ودون سؤال يستعلم البعض عن انتمائهم خاصة من ينتمون إلى التيار السلفي لان لحيتهم هي الأكثر حفظا وتميزا بسبب طولها وعدم اهتمامهم بالشارب بل حرصهم احيانا على حلقه والاكتفاء باللحية ،أما الذقن الخفيفة فهي ذقن بعض الشباب العادي مثل اليساري أو الغير منتمى تماما لأي حركة أو حزب وهناك من يفضل رسم الدقن بشكل ما «دوجلاس» وهو هنا لا يفسر بالانتماء قدر ما يفسر انه شاب «فانكي ستايل».
وهناك بعض من يرى أن الذقن أحيانا قد يستخدمها المشاهير من الفنانين من البداية من «الدوجلاس» التي اشتهرت بسبب الممثل الأمريكي مايكل دوجلاس، مرورا بالكثير من الفنانين الذين يطلقون اللحى حسب الشخصية التي يؤدوها في حين إن البعض منهم من الشباب يفضل تركها ولكن من اجل الوسامة ونوع آخر منهم ينتهز فرصة عدم ارتباطه باعمال فنية ويطلقها ولا يتكبد معاناة الحلاقة اليومية.
الفنان يحيى الفخرانى يقول انه يفضل ترك لحيته أثناء فترات الراحة بعيدا عن التصوير وأحيانا يجدها مناسبة لعمل فني ما كما حدث في مسلسل "شيخ العرب همام " لكنه عندما قدم شخصية الخواجة عبد القادر كان من الأهمية أن يواظب على حلاقه لحيته يوميه لتناسب الشخصية.