تمر اليوم 19 نوفمبر ذكرى زيارة الرئيس محمد أنور السادات لإسرائيل وإلقاؤه الخطاب في الكنيست عام 1977، في خطابه الشهير أمام مجلس الشعب فاجأ الرئيس الراحل محمد أنور السادات العالم أجمع وقرر السفر إلى إسرائيل.. وقال إنه مستعد للذهاب إلى أخر العالم. يقول الصحفي الكبير محسن محمد رئيس تحرير جريدة الجمهورية عام 1977 أن السادات كان يعلم علم اليقين أنه ذاهبا للقدس وكان يحضر للزيارة قبل ذهابه إلى القدس بفترة كافية واستدل على ذلك بسؤاله للرئيس الراحل السادات في الطائرة العائدة بهم من زيارة طهران 31أكتوبر 1977 إذا كان هناك مفاجئة ما سينقلها السادات للشعب المصري في خطابه أثناء افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة .. وهنا ثار السادات على الصحفي محسن محمد وقال له " تقصد أيه بكلامك ده " ومن هنا جاء تأكيد نية السادات المسبقة على تفجير مفاجئة قريبة في خطابه للبرلمان.
وقد سبقت زيارة السادات للقدس مجموعة من الاتصالات السرية، حيث تم إعداد لقاء سري بين مصر وإسرائيل في المغرب تحت رعاية الملك الحسن الثاني، التقى فيه "موشى ديان" وزير الخارجية الإسرائيلي، و"حسن التهامي" نائب رئيس الوزراء برئاسة الجمهورية. وفي أعقاب تلك الخطوة التمهيدية قام السادات بزيارة لعدد من الدول ومن بينها رومانيا، وتحدث مع رئيسها شاوشيسكو بشأن مدى جدية بيجن ورغبته في السلام، فأكد له شاوشيسكو أن بيجن رجل قوي وراغب في تحقيق السلام.
وخطب السادات بأعلى صوته داخل البرلمان المصري مفجرا مفاجئته الكبرى حينما قال " ستدهش اسرائيل حينما تسمعني الآن أقول أمامكم أني مستعد إلى الذهاب لبيتهم نفسه إلى الكينست الإسرائيلي ذاته".
وعلّق الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر بعد سماع الخطاب " السادات يشبه أول رجل صعد إلى سطح القمر" واستعد الموساد الإسرائيلي بجميع أجهزته ورجاله للزيارة المرتقبة في قلق بالغ واعتبروا أن خطاب السادات ما هو إلا خدعة جديدة مثل خدعة حرب 1973 .
رحب بيجن والأمريكيون بزيارة السادات للقدس، وتحدد موعد هذه الزيارة بعد غروب يوم السبت الموافق 19 نوفمبر 1977م. وعشية الزيارة أعلن بيجن سياسة حكومته وهي أن إسرائيل لا يمكن أن تعود إلى حدود عام 1967م، كما أنها لن تعترف بالدولة الفلسطينية، ولن تقبل بإجراء اتصالات مع منظمة التحرير الفلسطينية، ولم يثن هذا الإعلان السادات عن القيام برحلته، وقد اتخذ السادات قرار ذهابه إلى القدس بصورة انفرادية، واعترف كثير من المسئولين المصريين بعدم معرفتهم بالقرار قبل إعلانه.
قدم إسماعيل فهمي، وزير الخارجية الراحل استقالته بعد تأكده من زيارة السادات للقدس وقال إن زيارة أنور السادات للقدس المحتلة حطمت دور مصر تجاه الفلسطينيين وعزلت مصر عربيا كما عزلت السادات داخل بلاده.
وجاء في خطاب السادات: "..وقد جئت إليكم اليوم على قَدَمَيْن ثابتَتَيْن، لكي نبني حياة جديدة، لكي نُقِيم السلام. وكلنا على هذه الأرض، أرض الله، كلنا، مسلمين ومسيحيين ويهود، نعبد الله، ولا نشرك به أحدا. وتعاليم الله ووصاياه، هي حب وصدق وطهارة وسلام".