أكد تقرير فلسطيني صعوبة خروج غزة من أسر الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع خلال المرحلة المقبلة، رغم سقف الأماني المرتفع لدى أهالي غزة عقب فوز الدكتور محمد مرسى برئاسة الجمهورية.
ونقلت وكالة "سما" الفلسطيينة اليوم السبت عن التقرير الذي اصدره مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات ان تعقيدات الظروف والمواقف السياسية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي فضلا عن عدد من الاعتبارات القانونية تضع كوابح عملية في الطريق وتصوغ مقاربة واقعية لا تسمح بأكثر من تقديم التسهيلات والمساعدات في ضوء استشراف مستقبل الحصار على القطاع وتنحي نحو رسم التوافق الفلسطيني الداخلي سبيلا لانقاذ القطاع من أزمة الحصار وكافة الأزمات الاخرى التي تعصف به في كل الاتجاهات.
واضاف التقرير ان قطاع غزة يعيش تحت سطوة الحصار المفروض منذ نحو ست سنوات، ويعتمد بدرجة كبيرة في توفير احتياجاته الأساسية ومقومات الحياة فيه على الأنفاق القائمة على الحدود المصرية مع قطاع غزة؛ إذ يبلغ عددها نحو 1,200 نفقا أقدمت القوات المصرية على إغلاق حوالي 120 نفقاً منها خلال حملة المداهمات التي تمت في الأشهر الثلاثة التي تلت حادثة الهجوم على الجنود المصريين في سيناء في 5/8/2012، مع العلم بأن هذه الأنفاق تشكل شريان الحياة الذي يمده بالغذاء والدواء ومستلزمات البنية التحتية.
وتابع : بالرغم من إقدام سلطات الاحتلال على تخصيص معبر كرم أبو سالم لإدخال البضائع إلى القطاع في الفترة الأخيرة إلا أن قائمة المحظورات والممنوعات التي كرستها "إسرائيل" على معبر كرم أبو سالم، وما تشتمل عليه من أصناف مهمة ومواد أساسية، اضطر أهالي القطاع إلى استمرار الاعتماد على الأنفاق الحدودية في إدخال البضائع المصرية ريثما يتم بلورة حلول نهائية لاحتياجات القطاع بعيداً عن المنع الإسرائيلي.
وأوضح التقرير أنه ومع فوز الدكتور محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية المصرية انتعشت الآمال بشأن إمكانية رفع الحصار عن القطاع، الذي كان يغذيه ويحرص عليه نظام مبارك المنصرف في تحالف وثيق مع إرادة النظام الإقليمي والدولي المعادي لحركة حماس وحكومتها التي تقود القطاع حالياً.
وانهى التقرير الاستراتيجي بمجموعة توصيات كان أهمها :"العمل على توحيد الموقف الفلسطيني الرسمي والفصائلي من ناحية المطالبة برفع الحصار عن قطاع غزة دون مواربة بعيدا عن انقسام الموقف الضار حالي".
وطالب بانهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي بما يسمح بتشكيل حكومة توافق وطني تتولى حمل هموم ومعاناة أهالي القطاع، وتشكل أساسا صالحا لدفع وتعزيز الموقف المصري الرسمي لجهة فتح معبر رفح ورفع الحصار.
ودعا الي مراجعة الموقف المصري الرسمي وضمان تشذيب تطرفات المواقف داخل أجهزة الدولة العميقة التي كانت تعمل ضمن دوائر ومصالح النظام القديم، بما يؤدي إلى رفع الحصار وإنهاء معاناة أهالي القطاع في أقرب وقت ممكن.
كما طالب بالدفع باتجاه بلورة موقف عربي وإسلامي وإنساني قوي لكشف الاحتلال الإسرائيلي وممارساته ومحاصرة سياسته العنصرية تجاه غزة دولياً، وإسناد أهالي القطاع ودعم مطلبهم العادل بشأن إنهاء المعاناة ورفع الحصار.