نجد أن مجلة "ذى نيويوركر"، ذات المستوى الثقافى الرفيع، تنشر تأملات بالغة العمق والعذوبة للشاعر الأمريكى هنرى كول فى قضايا الحب وشجونه. وتحت عنوان: "شارع الشاعر" يتحدث الشاعر الأمريكى هنرى كول عن أيامه فى" الحى اللاتينى" بباريس، وعن شوارع تفوح بعبق ذكريات الحب، ونهر السين والمكتبات، ودور السينما وبرج إيفل وحدائق لكسمبورج وتمثال بودلير والزهور التى وضعها عند نصبه التذكارى دون أن ينسى إلقاء نظرة على الفنادق الرخيصة التى قضى فيها المبدع الأنجلوإيرلندى أوسكار وإيلد، أيامه الأخيرة فى بداية القرن العشرين .
وفى ديوانه الأخير الصادر فى نيويورك بعنوان: "لمسة" والذى حصل على جائزة" جاكسون"، يرى أن للشعر نزعات نوستالجية حادة، كما يؤمن بأن القصيدة ينبغى أن تتوهج بالصدق، ويريد أن يصنع بالشعر عالما من الخيال، لكنه حقيقته هو وحده.
يذكر أن هنرى كول شاعر من طراز غريب من حيث التركيبة العائلية، فوالده أمريكى ووالدته أرمنية فرنسية وقد ولد عام 1956 فى منطقة "فوكوكا" باليابان وشب عن الطوق فى فيرجينيا بالولايات المتحدة ليسير فى طريق الشعر ويصدر حتى الآن ثمانى مجموعات شعرية بالإنجليزية.
بينما تناول الشاعر والكاتب فاروق جويدة طرفا من قضايا الحب والمحبين بقوله: "بعض الناس يتصور أن الحب لا يموت فى حين أن كل الأشياء فى الحياة لها بداية ونهاية "مضيفا، "وفى الحب شيء غامض لانراه، ولكننا نشعر به، وحين يختفى يتحول الحب إلى تمثال من الشمع فيه الملامح والعيون، ولكنه غارق فى صمت مخيف".
ويرى جويدة فى سلسلة من "هوامشه الحرة" مؤخرا بجريدة الأهرام أن المحب لا بد وأن يشعر بالأمان وأنه لا يبحر بلا شراع أو أن يجد نفسه بين أمواج متلاطمة ويكتشف أنه يعيش أكذوبة كبرى أما الغيرة فهى الوجه الآخر لهذه الملكية الروحية.
وأضاف فاروق جويدة، "أعرف صديقا وكان كاتبا كبيرا أفسدت الغيرة حياته أمام امرأة أحبته بجنون، وتحول الحب إلى نكد دائم، وكان الفراق ولم يتزوج صديقى بعدها"، فيما رأى أن قليلا من الغيرة فى الحب مثل ملح الطعام يعطى مذاقا أحلى وكثيرا من الملح فى الطعام يفسده وهذا مايحدث فى الحب أيضا".