في الحب شئ من الأنانية.. وكثير من الغيرة.. من حق المحب ان يشعر انه يمتلك حبيبه والملكية هنا لا تشبه ملفات الشهر العقاري.. ان الملكية في الحب هي الالتزام والصدق والأمانة.. ولابد ان يشعر المحب بالأمان وانه لا يبحر بلا شراع أو ان يجد نفسه بين امواج متلاطمة ويكتشف انه يعيش أكذوبة كبري.. أما الغيرة فهي الوجه الأخر لهذه الملكية الروحية.. وهناك الغيرة المجنونة التي تنتهي عادة بجريمة قتل وهناك الغيرة العاقلة التي تترك إحساسا جميلا بالرضا... وكل الأشياء في الحياة إذا زادت عن الحد تحولت إلي كارثة افسدت كل شئ حتي في الحب نفسه.. اعرف صديقا وكان كاتبا كبيرا أفسدت الغيرة حياته امام امرأة احبته بجنون وتحول الحب إلي نكد دائم وكان الفراق.. ولم يتزوج صديقي بعدها.. وإذا زاد حجم الأنانية في الحب تحول إلي مرض دائم يبدأ بالحصار وينتهي بمشاكل يومية لا حدود لها.. ان المرأة تشعر بالسعادة إذا وجدت امامها رجلا يحبها ويغار عليها ولكن للغيرة حدود.. وهي تأمن كثيرا إذا شعرت انها في حماية قلب يحبها ولكن بشرط ان يفرق هذا القلب بين ان يكون ملاذا.. وان يكون سجنا وقد اختلفت كثيرا مع عمنا احمد رامي وهو يقول في اغنيته الشهيرة لأم كلثوم ولما اشوف حد يحبك.. يحلالي أجيب سيرتك وياه.. وانا هنا اتساءل هل يمكن ان يجلس رجلان يحبان امرأة واحدة ويتحدث كل منهما عن ذكرياته معها.. في تقديري ان الرجلين لا يحبان هذه المرأة وعليها ان تبحث عن رجل ثالث يحبها دون ان يبحث عنها في ملفات الآخرين.. قليل من الغيرة في الحب مثل ملح الطعام يعطي مذاقا احلي.. وكثير من الملح في الطعام يفسده وهذا ما يحدث في الحب ايضا.. اما الإحساس المشترك بالملكية فهي مشاعر جميلة إذا تحولت إلي قيد من حرير وسجن من عبير وقلبين يحلقان في المدي وكل منهما يعرف العش الذي يسكنان فيه. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة