كان أول نقص دخل على حكم عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما رفض أهل الكوفة استقبال الوالي الذي عينه عثمان عليهم، وقاموا بطرده وعينوا بدلا منه واليا من طرفهم، فرأى عثمان منعا للفتنة إقراراهم على ذلك فكان أن تجرأوا أكثر وتجرأ غيرهم حتى سار المنشقون إلى المدينة ليحاصروا خليفة المسلمين ويقتلوه في داره. هذه رسالة أرسلها للدكتور محمد مرسي رئيس البلاد ولرئيس حكومته الدكتور هشام قنديل، وهما مازالا في خطواتهما الأولى في الحكم.
الكثير يتربص، ينتقد، يرفع صوته، يتعدى ويزيد في ذلك كلما لمس تهاونا من الرئيس، بعض القضاة يريد أن يلغي كل قرار يصدره الرئيس وافق القانون أو لايوافقه حسبما يتراءى له، لإرساء قاعدة أنهم هم الأعلى صوتا، والأقدر حكما، وأن مبارك قد خلف وراءه رجالا.
مادفعني لكتابة هذه الأسطر بخلاف الحالة الفوضوية التي استقبلت بها بعض القرارات الرئاسية السابقة، هو موضوع الساعة أي قرار الحكومة بإغلاق المحال التجارية في العاشرة مساءا بدءا من الأحد القادم، وتحدي الغرفة التجارية لذلك علانية.
لو كنت رئيس الحكومة لأخذت حبوب الشجاعة ونفذت القرار الذي يوجد مثله في عشرات من دول العالم المتقدم والمتأخر، الحر والمستبد بلا أي معارض يحاول فرض سطوته، وإن اعترضت الغرفة التجارية فيتم التعامل معها كأي مواطن يخالف قوانين البلاد بلا أي هوادة ولااستثناء لأي قامة منهم مع احترامنا للجميع.
نحن الآن بعد ثورة بيضاء، كل يريد أن يفرض سطوته، البلطجية تعاملوا معها على أنهم أصحاب البلد ولابد من فرض واقعهم الجديد، الباعة الجائلون يريدون أن يحتلوا الأرصفة ويغلقوا الطرق لأكل العيش، أصحاب التوك توك تعاملوا معها باختراق حظر المرور في الشوارع الرئيسية في المدن، أصحاب العقارات تعاملوا أنه لاشئ اسمه قانون تنظيم البناء ولابنيه تحتيه ولامرافق ولاخلافه، هم يضعون واقعا جديدا ويعيدون تقسيم المدن إلى أماكن نفوذ، السياسيون القدامى يريدون أن يتعاملوا معها بأسلوب تكسير العظام وإهانة الحاكم الجديد حتى يتسنى لهم السطو على الحكم بعد تهييج مشاعر الناس إن استطاعوا.
المواطن البسيط يريد حقه من الثورة ويريد تكبيل أيدي العابثين والطامحين لمنع استمرار استغلال النفوذ وجني الأرباح ، يريد منعهم من التقدم للأمام وانتهاء مسلسل الفساد الذي بدأ ولم يقف بعد منذ الأربعينات وحتى الآن.
الرئيس والحكومة الآن على المحك، أطالب ومعي معظم أفراد الشعب الذي سأم الفساد ورجاله والتطاول وأهله بكثير من الحزم وكثير من الحرية المسئولة، مع قليل من الصرامة والدكتاتورية لصالح البسطاء على حساب من تغول من اصحاب النفوذ والثروة، الحزم في تطبيق القانون وسيادته وتعميمه على الجميع.
البطش الأعمى بمن تسول له نفسه التعدي على هيبة الدولة وقوة القانون أصحب مطلبا عاما، نريد حاكما يرحم الضعفاء ويحكم الأقوياء ويرغمهم على طاعة النظام وإن رأوه جائرا، ....
ونحن بإذن الله مع القانون والنظام إن كان في مصلحة الأمة، وسنذهب يدا بيد مع الرئيس للقبض على من تسول له نفسه أو تحدثه بمخالفة قوانين الدولة طالما أنها لم تخالف شرع الله أو تؤسس ظلما أو تجور على حق مصرى.
الآن أطالب سيادة الرئيس باستعادة مصر من أيدي العابثين والمتجرأين والبلطجية وأذناب النظام السابق ..... ونحن بإذن الله معه مادام في الجسد دماء.