3 أيام متتالية.. موعد إجازة المولد النبوي الشريف في مصر للموظفين والبنوك والمدارس    الحرس الثوري الإيراني يرد على ترامب: على الجميع داخل إسرائيل المغادرة فورًا    بلايلي يقود تشكيل الترجي ضد فلامنجو في كأس العالم للأندية 2025    ثلاث حالات طرد وأربعة أهداف.. أوتاميندي يخطف التعادل ل بنفيكا أمام بوكا جونيورز    الأهلي ينهي مرانه الأول استعدادًا لمواجهة بالميراس    «إرث الكرة المصرية».. وزير الرياضة يتغنى ب الأهلي والخطيب    أمطار ورياح اليوم.. الأرصاد تكشف حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    سحر إمامي.. المذيعة الإيرانية التي تعرضت للقصف على الهواء    أسعار الخضار والبطاطس ب الأسواق اليوم الثلاثاء 17 يونيو 2025    ردًا على ترامب.. الحرس الثوري الإيراني: على الجميع داخل إسرائيل المغادرة فورًا    إغلاق جميع منشآت التكرير في حيفا بعد ضربة إيرانية    وكالة إس إن إن: إيران تعتزم مهاجمة قاعدة جوية عسكرية إسرائيلية حساسة    مكافآت ضخمة للاعبي الأهلي حال الفوز على بالميراس    تفاصيل العملية الجراحية لإمام عاشور وفترة غيابه    صفارات الإنذار تدوي في الجولان خشية تسلل طائرة مسيرة    وزير الدفاع الأمريكي: تعزيزات عسكرية إضافية إلى الشرق الأوسط لحماية إسرائيل    بعد إنهاك إسرائيل.. عمرو أديب: «سؤال مرعب إيه اللي هيحصل لما إيران تستنفد صواريخها؟»    رئيس مدينة دمنهور يقود حملة مكبرة لإزالة الإشغالات بشوارع عاصمة البحيرة| صور    تفاصيل محاضرة ريبيرو للاعبي الأهلي    عيار 21 يفاجئ الجميع.. انخفاض كبير في أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 17 يونيو بالصاغة    مصرع عامل في حريق مطعم شهير في الطالبية    مصرع شاب غرقا فى مياه البحر المتوسط بكفر الشيخ وإنقاذ اثنين آخرين    ما هي علامات قبول فريضة الحج؟    "حقوق الإنسان" بحزب مستقبل وطن تعقد اجتماعًا تنظيميًا بحضور أمنائها في المحافظات    تراجع أسعار الذهب العالمي رغم استمرار الحرب بين إسرائيل وإيران    د.حماد عبدالله يكتب: وظائف خالية !!    أكسيوس: الولايات المتحدة تبلغ حلفاءها أنها لن تنضم إلى الحرب ما لم تستهدف إيران الأمريكيين    "سقوط حر" يكشف لغز جثة سوداني بفيصل    مباحث الفيوم تتمكن من فك لغز العثور على جثة شاب مقتول بطلق ناري    محاكمة تشكيل عصابي متهم بسرقة المواطنين بالإكراه ببولاق أبو العلا اليوم    العثور على جثة مسنّة متحللة داخل شقتها في الزقازيق    إلهام شاهين تروي ل"كلمة أخيرة" كواليس رحلتها في العراق وإغلاق المجال الجوي    تركى آل الشيخ يزور الزعيم عادل إمام ويعلق: بصحة جيدة وشربت عنده أحلى كوباية شاى    فاروق حسني يكشف تفاصيل مثيرة بشأن المتحف المصري الكبير وموقف غريب لمبارك    حدث بالفن | عودة إلهام شاهين وهالة سرحان من العراق والعرض الخاص لفيلم "في عز الضهر"    بسبب إغلاق مطار بغداد.. إلهام شاهين تكشف تفاصيل عودتها لمصر قادمة من العراق    حرب إسرائيل وإيران.. البيئة والصحة في مرمى الصواريخ الفرط صوتية والنيران النووية    أمريكا: حالات الإصابة بمرض الحصبة تقترب من 1200 حالة    طلاب الثانوية العامة يؤدون امتحاني اللغة الأجنبية الثانية للنظام الجديد والاقتصاد والاحصاء القديم.. اليوم    أخبار 24 ساعة.. الوزراء: الحكومة ملتزمة بعدم رفع أسعار الوقود حتى أكتوبر    قطع أثرية بمتحف الغردقة توضح براعة المصريين القدماء فى صناعة مستحضرات التجميل    مستشارة الاتحاد الأوروبي: استمرار تخصيب اليورانيوم داخل إيران يمثل مصدر قلق    هل تتأثر الزراعة والمحاصيل الصيفية بمصر مع استمرار الحرب؟.. الجبهة الوطنية تكشف التفاصيل    مدرب الأهلي ينفي غضب بن شرقي بعد مباراة إنتر ميامي    مسئول بالغرف التجارية: التوترات الجيوسياسية تلقي بظلالها على أسعار الغذاء.. والمخزون الاستراتيجي مطمئن    محافظ كفر الشيخ: إقبال كبير من المواطنين على حملة «من بدرى أمان»    حصاد بنك المعرفة للعام المالي 2024/2025: تحول إلى منصة إقليمية رائدة    ما الفرق بين الركن والشرط في الصلاة؟.. دار الإفتاء تُجيب    وزير العمل والأكاديمية الوطنية للتدريب يبحثان تعزيز التعاون في الملفات المشتركة    لمست الكعبة أثناء الإحرام ويدي تعطرت فما الحكم؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    ما هي علامات عدم قبول فريضة الحج؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    إيبارشية قنا تستقبل أسقفها الجديد بحضور كنسي    اتحاد المرأة بتحالف الأحزاب يعلن الدفع بمجموعة من المرشحات بانتخابات مجلسي النواب والشيوخ    محافظ الإسماعيلية يتفقد مستشفى القنطرة شرق المركزي والمركز التكنولوجي (صور)    عضو ب«مركز الأزهر» عن قراءة القرآن من «الموبايل»: لها أجر عظيم    محافظ المنوفية: مليار و500 مليون جنيه حجم استثمارات قطاع التعليم خلال ال 6 سنوات الأخيرة    محافظ المنوفية ورئيس الجامعة يدشنان القافلة الطبية المتكاملة بمنشأة سلطان    الصحة: لا نعاني من أزمة في أعداد الأطباء.. وبدء تحسين أوضاع الكوادر الطبية منذ 2014    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ننشر قصيدة الشاعر أحمد حسن الفائزة بجائزة "القدس"
نشر في محيط يوم 27 - 09 - 2012

فاز الشاعر المصرى أحمد حسن بجائزة المركز الاول فى مسابقة "القدس في عيون الشعر" التي نظمتها الحركة الاسلامية بالقدس لهذا العام، وذلك عن قصيدة “على خد زيتونك دمع حمامي” بينما فاز بالمرتبة الثانية الشاعر عبد الناصر عبد المولى احمد من جمهورية مصر عن قصيدة “آمن بالحلم” .أما المرتبة الثالثة فكانت من نصيب الشاعر حارث ابراهيم شلالدة من مدينة الخليل عن قصيدة “اغنية مقدسية على نغم دمشقي”
الشاعر أحمد محمد حسن عضو اتحاد كتاب مصر، وأحد مؤسسي رابطة أدباء الحرية، وله العديد من المؤلفات منها "نَغَمَاتٌ مُتَقَطِّعَةٌ عَلَى أَوْتَارٍ مُمَزَّقَةٍ2000" ، "الْبَدَلُ وَالْمُبْدَلُ مِنْهُ" ، "مدينة شرق الوريد" ، "البرد ينسج معطفًا" .
حصل على عدد من الجوائز العربية من مؤسسة البابطين وقصور الثقافة ووكالة أنباء القدس بالمغرب وتجمع شعراء بلا حدود .
وننشر نص القصيدة الفائزة بالمرتبة الاولى في مسابقة "القدس في عيون الشعراء".
قُطُوفُ نَبْضِي اسْتَوَتْ حَبَّاتُهَا سَهَرَا بِطَعْمِ شَوْقِي، دَنَتْ لِلْحَرْفِ فَاعْتَصَرَا
أَدْمَنْتُ -يَا قُدْسُ- فِي الأَوْرَاقِ غَرْسَ يَدِي فَاسْقِي بِذِكْرَاكِ فِي أَوْرَاقِيَ الشَّجَرَا
تُلْقِينَنِي مِنْ غُصُونِ الرُّوحِ فِي وَرَقِي حَرْفًا؛ صَدَاهُ لِعُصْفُورِ الْحَنَانِ قِرَى
مَعِي عَكَاكِيزُ حِبْرٍ عِشْتُ أَسْنُدُهَا عَلَى سُطُورِي، نُوَلِّي –شَطْرَكِ- الفِكَرَا
وَالْحَرْفُ حَافٍ عَلَى رَمْلِ الْخَيَالِ، إِذَا مَسَّتْهُ ذِكْرَاكِ فِي عِزِّ الْهُمُومِ، جَرَى
يَا أَبْجَدِيَّةَ مَجْدٍ بِالضُّحَى كُتِبَتْ مَنْقُوطَةً بِدَمٍ فِي حُبِّهَا سُطِرَا
مَا زِلْتِ تَمْشِينَ فَوْقَ السَّطْرِ، مُثْمِرَةً -مِنْ خَطْوَتَيْكِ- الضُّحَى وَالْحُلْمَ وَالْمَطَرَا
عذراءَ مَهْمَا ارْتَدَيْتِ الْجُرْحَ، أَوْ سَرَقُوا مِنْ نَظْرَتَيْكِ صَبَاحًا طَالَمَا انْتُظِرَا
يَا بِنْتَ كَنْعَانَ! مِنْ رِحْمِ الْعُرُوبَةِ قَدْ نَزَلْتِ فِي وَرَقِي؛ فَاسْتَعْمِرِي الصُّوَرَا
فِي قَمْحِ مَاضِيكِ مَا زَالَتْ مُعَلِّمَةً أَصَابِعُ العُرْبِ؛ فَادْعِي لِلَّذِي بَذَرَا
هُمْ أَوَّلُ الضَّوْءِ فِي عَيْنَيْكِ مُنْذُ صَحَا فِي الْكَوْنِ ضَوْءٌ بِهِ عَقْلُ الزَّمَانِ يَرَى
إِذْ مَشَّطُوا الْعُشْبَ فِي مِيلادِ أَرْضِكِ كَيْ تُنَافِسِي -مِنْ بَنَاتِ الشَّمْسِ- أَيَّ قُرَى
رَبَّوْا عِيالَ حُقُولٍ؛ كُلُّهَا كَبرَتْ فِي بَدْءِ حِضْنِكِ حَتَّى أَصْبَحَتْ شَجَرَا
وَدُورُهُمْ آنَسَتْ خَدَّيْكِ إِذْ بُنِيَتْ كَأَنَّهَا دَمْعُ مَسْرُورٍ قَدِ انْهَمَرَا
فَكَذِّبِي الْعُمْيَ؛ إنَّ الشَّمْسَ لاكِمَةٌ بِلَسْعَةِ الضَّوْءِ مَنْ لَمْ يُتْقِنُوا النَّظَرَا
حَتَّى اليَهُودُ -وَقَدْ قَدُّوا قَمِيصَ ضُحًى بِالْغَدْرِ مِنْ دُبُرٍ- لَمْ يُطْفِئُوا الْقَمَرَا
أَلْقَوْا عَلَيْنَا ثَعَابِينَ ادِّعَائِهُمُو يَا صَدْقُ؛ فَالْقَفْ حَفِيدَ الظُّلْمَةِ الأَشِرَا
سَبْعونَ حَبَّةَ عُمْرٍ مِنْ سِنِينِكِ فِي أَغْصَانِ دُاوُدَ؛ سَمِّي وَاجْمَعِي الثَّمَرَا
لَيْسَتْ حَلالَ يَهُودِيٍّ لِيَطْعَمَهَا فَنَحْنُ أَوْلَى بِدَاوُدٍ إِذَا ذُكِرَا
كَمْ عَتَّقُوا مِنْ دِمَاءِ الْوَحْيِ فِي قَدَحٍ مِنْ صُنْعِ إِبْلِيسَ؛ وَالشَّرُّ (الْعَمَى) سَكِرَا!!
فِي كُلِّ قَبْرٍ نَبِيٌ؛ لَحْدُهُ وَرَمٌ مِنْ تَحْتِ جَفْنَيْكِ، أَوْ دَمْعٌ بِخَدِّ ثَرَى
أَلَمْ تَزَلْ بَشْرَةُ التَّارِيخِ مُحْرَقَةً مِنْ يَوْمَ أَنْ أَشْعَلُوا في (رُومَةَ) الضَجَرَا..؟!
فَالْحِقْدُ مِنْ نَسْلِهِمْ، وَالأُمُّ مَعْصِيَةٌ تَزَوَّجُوا نَارَهَا؛ كَيْ يُحْرَقُوا مِرَرَا
وَأُخْرِجُوا مِنْ بُيُوتِ اللَهِ شِرْذِمَةً غَاظُوا الْبَيَاضَ، وَعَقُّوا الضَّوْءَ والْمَطَرَا
وَعِشْتِ -يَا قُدْسُ- بَيْنَ الْفُرْسِ مُرْهَقَةً وَبَيْنَ رُومَا! ارْتَدَتْ أَيَّامُكِ الْخَطَرَا
وَأَذَّنَ الضَّوْءُ فِي حَلْقِ السَّمَاءِ؛ فَيَا سُبْحَانَ مَنْ صَاغَ -بِالْمِعْرَاجِ- تَاجَ سُرَى
يُحْصِي لَكِ الْمَسْجِدُ الأَقْصَى عِبَادَتَنَا سَبْعًا سِمَانًا، وَخُضْرَ السُّنْبُلِ الْعَشَرَا
فإن أُكِلْنَ بِنَوْمِ الْعُرْبِ، فَانْتَظِرِي أَنْ يَصْحُوَ الْعُرْبُ حَتَّى يُنْقِذُوا الْبَشَرَا
تَوَضَّئِي الآنَ؛ مَاءُ الْجُبِّ عُلْوَ دَمِي وَالْفَجْرُ يَنْهَضُ (شَاءَ الْقَصْفُ أَمْ ضَجِرَا)
كَالْغَيْمِ آتٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى وَقْتِ الصَّلاةِ؛ فَقُومِي اسْتَمْطِرِي عُمَرَا
أُبُوَّةُ الضَّوْءِ فِي قَلْبِ الْهِلالِ سَقَتْ مِنْهَا الْكَنَائِسَ عَطْفًا خَضَّرَ الإِصَرَا
شَفَا -بِهَا- الْمَسْجِدَ الأَقْصَى الَّذِي جُرِحَتْ جُدْرَانُهُ مِنْ حُرُوقٍ تُزْعِجُ الْجُدُرَا
لَكِنْ تَعُودُ عِيَالُ الظُّلْمِ شَاهِرَةً قَمِيصَ "عِيسَى" عَلَى سَيْفٍ، عَمٍ، سُعِرَا
لَمْ يَرْحَمُوا الزَّرْعَ مِنْ أَفْوَاهِ طَلْعَتِهِمْ كَيْ يَزْرَعُوا -فِي الظُّهُورِ- الرُّمْحَ وَالدِّرَرَا
سَبْعُونَ سُنْبُلَةً (فِي كُل سُنْبُلَةٍ أَلْفٌ) قَدِ انْفَرَطَتْ أَرْوَاحُهُمْ هَدَرَا
أَرَى -عَلَى بُعْدِ ذِكْرَى- صَوْتَ مِئْذَنَةٍ وَالْرُّمْحُ يَقْطِفُهُ مِنْ حَلْقِهَا خَضِرَا
هَذَا سَلامٌ صَلِيبِيٌ؛ فَقَدْ صَلَبُوا مُقَدَّسَاتِي بِمَا يُرْضِي الَّذِي كَفَرَا
نَسِيتِ -يَا قُدْسُ- أَنَّ الْجُنْدَ إن قُذِفُوا مِنْ صُلْبِ لَيْلٍ، مَشَوْا -فَوْقَ الضُّحَى- حُمُرَا
وَعَادَتِ الْقُدْسُ -بَعْدَ الْحُبِّ- أَرْملةً من الأَذَانِ، تَبَنَّتْ عَيْنُهَا سَهَرَا
لَكِنْ بِهَا امْرَأَةٌ إِنْ غَسَّلَتْ يَدَهَا عِنْدَ الْوُضُوءِ تُغَسِّلْ بِالدُّعَاءِ قُرَى
قَالَتْ: ((سَأَبْقَى هُنَا؛ فَالْخَيْلُ عَائِدَةٌ مِنْ جُزْءِ "عَمَّ"؛ يُصَحِّي ضَبْحُهَا الظَّفَرَا
سَأَتْرُكُ الْبَابَ مَفْتُوحًا أَرَدِّدُ فِي سِرِّي -لكي يَسْمَعُوا- الإسْرَاءَ وَالسُّوَرَا
شَعْرِي مَشَانِقُ لِلأَعْدَاءِ، أَوْ لُجُمٌ، وَابْنِي يُخَبِّئُ فِي دُولابِهِ حَجَرَا......))
وَمِنْ ضُلُوعِ "صَلاحِ الدِّينِ" قَدْ خُلِقَتْ حِطِّينُ؛ مُنْجِبَةً ذِكْرَى لِمَنْ ذَكَرَا
فَفَرَّحَ الأَرْضَ بِالْبُنْيَانِ، وَانْبَثَقَتْ حُرِّيَّةُ الدِّينِ تَرْوِي البَدْوَ وَالْحَضَرَا
هَذَا سَلامٌ مِنَ الإِسْلامِ تَعْرِفُهُ لَوْ -فِي مَكَانِ دَمٍ- مَاءُ الْحُقُولِ جَرَى
وَنَامَ فَوْقَ الْحَصِيرِ الْفَظِّ مَنْ أَمِرَا وَكَانَ يُصْبِحُ أَغْنَى النَّاسِ.. لَوْ أَمَرَا
وَوَفْدُ كِسْرَى رَأَى الْفَارُوقَ مُلْتَحِفًا بِالظِّلِّ فَوْقَ سَرِيرِ الرَّمْلِ؛ فَانْبَهَرَا
أَتَاكِ -يَا قُدْسُ- يَمْشِي، حِينَ خَادِمُهُ عَلَى الْمَطِيَّةِ، يُبْكِي عَدْلُهُ الفِطَرَا
عَلَيْهِ ثَوْبٌ؛ مَشَتْ فِي نَسْجِهِ رُقَعٌ وَلَوْ نَوَى لارْتَدَى فِي خُفِّهِ الدُّرَرَا
هَذَا السَّلامُ الَّذِي خَافُوهُ فَاطَّبَخُوا لَنَا سَلامًا، بِطَعْمِ الْجُرْحِ، مُسْتَعِرَا
رَبَّوْا عَلَى شَفَةِ التَّارِيخِ بِنْتَ دُجًى مِنْ كِذْبِهِمْ، وَلَدَتْ -مِنْ ظُلْمِهَا- ذَكَرَا
مَا وِرْثُ أَحْفَادِ بلْفُورٍ؛ وقَدْ شَبِعَتْ أُخْرَاهُ مِنْ لَعَنَاتٍ حَمَّرَتْ سَقَرَا!!!
بَيْنَ الْمَغُولِ وَبَيْنَ الإِنْكِلِيزِ وَمَن سِوَاهُمَا عِشْتِ حُلْمًا مُرْبِحًا خَسِرَا
أَمِيرَةٌ أَنْتِ قَدْ فَاحَتْ عُرُوبَتُهَا فَأَغْرَتِ التَّاجِرَ الْخُفَّاشَ، والنَّمِرَا
فَلا تَطُوفِي عَلَى كُهَّانِ مَحْكَمَةٍ تُعَاشِرُ الصَّمْتَ؛ حَتَّى يُنْجِبَا تَتَرَا
وَلا تَهُزِّي عِشَاشَ (الْحُكْمِ) فِي بَلَدٍ فَتُسْقِطِي قِمَّةً أُخْرَى وَمُؤْتَمَرَا
فَاللوْمُ لَيْسَ عَلَى بِنْتِ الثُّلُوجِ إِذَا مَا مَشَّطَتْ رَأْسَهَا كَيْ تَطْرُدَ الْحَشَرَا
أَوْ نَظَّفَتْ ثَوْبَهَا مِنْ بُقْعَةٍ سَرَحَتْ فِي نَسْجِهِ الْمُجْتَبَى خَزًّا، وَعِطْرَ ثَرَا (ء)
لُومِي الَّذِي فَتَحَ الْجَيْبَيْنِ كَيْ يَدَعُوا قُمَامَةَ الْغَدْرِ فِي جَيْبَيْهِ وَالْقَذَرَا
**
مِنْ يَوْمِ أَنْ خَطَفَتْ قُطُّاعُهُمْ طُرُقِي أَمْشِي عَلَى السَّطْرِ؛ حِبْرِي -لِلْجُنُونِ- قِرَى
تَجْرِي مَعِي مِنْ عِيَالِ الْحَرْبِ قُنْبلَةٌ مِنْ فَوْقِ سَطْرِيَ جَوْعَى تَأْكُلُ الْبَشَرَا
وَكُلَّمَا سِرْتُ ساختْ فِي الْجُرُوحِ يَدِي وَفِي قُبُورٍ، وَأَوَرَاقِي اسْتَوَتْ حُفَرَا
وَالْحَقْلُ يَشْكُو صُدَاعَ الطَّائِرَاتِ؛ فَمَا رشَّتْهُ إِلا دَمَ الْفَلاحِ وَالشَّرَرَا
قَدْ كَانَ يَرْعَى طُفُولاتِ النَّبَاتِ؛ وَقَدْ أَمْسَى عَجُوزًا عَقِيمًا يَفْطِمُ الشَّجَرَا
تَنَاوَلُوا قِطْفَ أَطْفَالٍ، وَدَلْوَ بُكًى! مِنْ قَلْبِ يَعْقُوبَ هَذَا الدَّمْعُ قَدْ عُصِرَا
بَاعُوا النَّبِيَّ بِبَخْسٍ، واشْتَرَوْا وَطَنًا في بَطْنِ دَبَّابَةٍ كَمْ ضَاجَعَتْ (دُوْلَرَا)
مَا طَعْمُهُ الْوَطَن الْمَتْبُولُ مِنْ جُثَثٍ بِلُقْمَةِ الْغَدْرِ، فِي صَحْنِ الدُّجَى نُسِرَا!!
مَا طَعْمُهُ الْوَطَن الْمَسْرُوق مِنْ عَرَبٍ لَهُمْ دُيُونٌ عَلَى كِتْفِ الظَّلامِ تُرَى!!
شَاءَ النَّعِيقُ بِأَنْ يَبْنُوا عِشَاشَ دُجًى مِنْ أَجْلِ غِرْبَانِهِمْ كَيْ يُزْعِجُوا نَفَرَا
بَاتُوا يَغُزُّونَ أَطْوَالَ الشَّوَارِعِ فِي جِسْمِ الْبُيُوتِ (كَمَرْضَى أُشْبِعُوا إِبَرَا)
وَتَبْلَعُ الدُّورَ جَرَّافَاتُهُمْ؛ وَإِذَا شَمَّتْ بِهَا عَرَبًا لَمْ تَرْحَمِ الْجُدُرَا
تَبْكِي الْبُيُوتُ عَلَى أَصْحَابِهَا؛ أُخِذُوا مِنْ حِضْنِهَا ذَاتَ ظُلْمٍ يُطْفِئُ الْقَمَرَا
تَبْكِي عَلَى طِفْلِهَا إِذْ لَمْ يَجِدْ لَعِبًا إِلا عَلَى سَطْحِ بَيْتٍ؛ يَلْعَبُ الْحَذَرَا
وهَاجَرَ الْبُومُ مِنْ بَرْدِ الشَّمَالِ إِلَى دِفْءِ الْجِرَاحِ هُنَا، واسْتَوْطَنُوا السَّحَرَا
مَنْ قَالَ: إِنَّكِ أُمٌّ لِلَّذِينَ أَتَوْا مِنْ صُلْبِ لَنْدَنَ، أَوْ بِكِّينَ أو أُخَرا!!
مَا أَنْتِ أُمٌّ لِغَيْرِ الْعُرْبِ، رَغْمَ أسًى أَعْيَا حَمَامَكِ حَتَّى مَاتَ أَوْ هَجَرَا
وَفِيكِ أُمِّي، وَفِي قَبْرٍ هُنَاكَ أَبِي حَتَّى وَإِنْ لَمْ تَلِدْنِي، أَوْ يَكُنْ عَقَِرَا
وَفِيكِ أُخْتِي؛ وَإِنْ لَمْ تَشفِ وَجْنَتَهَا أَصَابِعِي مِنْ دَمِ الدَّمْعِ الّذِي قُهِرَا
وفيكِ طِفْلِي وَجِيرَانٌ لَنَا رَحَلُوا وَغَيْرُهُمْ مَنْ لَبسْنَا قُرْبَهُمْ عُمُرَا
وَفِيكِ نَحْنُ؛ وَإِنْ لَمْ نَسْقِ أَيْدِيَنَا بِضَمِّ أَرْضِكِ، أَوْ نُشْبِعْ بِكِ النَّظَرَا
مَا زِلْتُ أَمْشِي عَلَى سَطْرِي إِلَيْكِ، وَلَوْ لَفُّوا بِهِ عُنُقِي كي يَشْنُقُوا الفِكَرَا!!
السَّطْرُ يُفْضِي إِلَى سَطْرٍ يُوَصِّلُنِي لِثَالِثٍ تُهْتُ فِي أَوْجَاعِهِ سَحَرَا
جَفِّفْ دُمُوعَكَ يَابْنَ الْحِبْرِ، كَيْفَ تَرَى أَنِّي سَأُنْفِقُ نَسْلِي فِي الأَسَى هَدَرَا؟!
لا الْقُدْسُ عَطْشَى إِلَى حِبْرِ الْعَوِيلِ، وَلا يَشْفِي الطَّبِيبُ جُرُوحًا رَشَّهَا عَفَرَا
دَمْعُ السَّجِينِ عَلَى الأَقْفَالِ يُصْدِئُهَا كَسِّرْ بِأُصْبَعِ صَوْتِي خَوْفَ مَا سُطِرَا
فِي آخِرِ السَّطْرِ "سَلْمَى" تَشْتَرِي خُضَرا فِي الْقُدْسِ مِنْ عَرَبِيِّ يُشْبِهُ البُشَرَا
وَثَوْبُهَا خِيطَ مِنْ طِيْفِ الرُّجُوعِ؛ أَتَتْ تُؤَرِّقَ الْبُعْدَ بِالْوَصْلِ الّذِي انتُظِرَا
وَقَيْسُ "لَيلَى" امْتَطَى ظَهْرَ الطَّرِيقِ لَهَا يَسُوقُ بُهْمَ الصِّبَا كَيْ يُطْعِمَا الفُقَرَا
زَارَتْ مَحلَّ حُلُيٍّ، تَصْطَفِي حَلَقًا وَخَاتَمًا يَتَبَنَّى دِفْئُهُ الأُسُرَا
قَيْسٌ سَيَبْتَاعُهُ مِنْ أَجْلِ فَرْحَتِهَا وَوَرْدُ لُقْيَاهُ يَكْسُو وَجْهَهَا نَضِرَا
فِي الْقُدْسِ عَبْلَةُ رَبَّتْ رُوحَ فَارِسِهَا فِي جِسْمِ حَقْلٍ تَعَافَى... وَدَّ لَوْ ثَأَرَا
شَرِّبْ حُرُوفَكَ مِنْ يُمْنَاهُ، إِنَّ بِهَا سَيْفًا؛ وَمَهْرًا سَيُرْضِي أَهْلَهَا الْغُرَرَا
دَعَتْ سُعَادُ نِسَاءَ العُرْبِ تَسْمَعُ مِنْ كَعْبٍ قَصَائِدَ بَعْدَ الْمُلْتَقَى أُخَرَا:
((عَادَتْ سُعَادُ، وَكَعْبٌ قَدْ تَزَوَّجَهَا فِي الْقُدْسِ، وَابْنُهُمَا طِفْلُ الْهُدَى كَبرَا
وفَّتْ سُعَادُ بِوَعْدٍ كَانَ بَيْنَهُمَا وَتَابَ عَاصِي الْمُنَى، وَالْخُلْفُ قَدْ غُفِرَا)) ...
لا تَنْسَ يَا قَلَمِي؛ فِي الْقُدْسِ جَارِيَةٌ فِي كِتْفهَا حَرَقٌ، مَحْبُوبُهَا أُسِرَا
فِي ضَوْءِ نَظْرَتِهِ عَرْشٌ، وَجَيْشُ رُؤًى ماضٍ إلى الْقُدْسِ حَتَّى يَهْزِمَ التَّتَرَا
فِي الْقُدْسِ مِئْذَنَةٌ فِي رَأْسِهَا رَحِمٌ فِيهِ هِلالٌ سَيَغْدُو فِي غَدٍ قَمَرَا!!
وسوف تُنْفَخُ رُوحُ السَّيْفِ فِي جَسَدٍ مِنْ حِبْرِ دَرْوِيشَ، مَخْلُوقٍ لِيَنْتَصِرَا
فِي قَلْعَةٍ بُنِيَتْ مِنْ رَمْلِ أَحْرُفِهِ لِتَسْكُنَ الْقُدْسُ فِيهَا.. والسُّطُورُ ذُرَا
عَلَيْهِ سُتْرةُ عِشْقٍ؛ خَاطَهَا وَجَعٌ يَقِي بِهَا الْقُدْسَ بَرْدًا فِي الْقُلُوبِ سَرَى
مُعَسْكِرًا فِي سُطُورِ الصَّبْرِ، مُنْجِبَةً مِنْ صُلْبِهِ كَلِمَاتٌ، مُنْبِتًا شَجَرَا
قَدِ ارْتَدَى الْغَيْبَ، لَكِنْ عُودُ كِلْمَتِهِ مَا زَالَ يَطْرَحُ فِي أَقْلامِنَا الثَّمَرَا
** **
فِي الْقُدْسِ عُرْسٌ قَرِيبٌ؛ فَامْشِ يَا قَلَمِي! سَيَطْلُعُ الصُّبْحُ طَالَ السَّطْرُ أَمْ قَصُرَا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.