إجراءات حازمة للحد من الغش بالامتحانات    الذهب يحقق أفضل أداء سنوى منذ 46 عامًا والفضة تقفز 150% فى 2025    إعداد اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة مع قطر    أسعار الغاز الطبيعي الأوروبية تتجه إلى انخفاض سنوي حاد رغم تراجع المخزونات    محافظ الغربية: طريق مصرف الزهار هدية طال انتظارها لأهالي مركز قطور    محافظ الجيزة: افتتاح سوق اليوم الواحد فى حى إمبابة الأسبوع المقبل    العملة الإيرانية تهوي إلى أدنى مستوى تاريخي وتفاقم الضغوط على الأسواق    رابطةُ العالم الإسلامي تُدين قرارَ الاحتلال منعَ المنظماتِ الإنسانية من العمل في غزّة    منتخب السودان يخسر ضد بوركينا فاسو بثنائية ويواجه السنغال فى دور ال16    ترتيب المجموعة الخامسة بعد فوز بوركينا فاسو على السودان    حصاد 2025.. عام استثنائي من العمل والنجاحات بمديرية الشباب والرياضة بالجيزة    2025 عام الإنجازات الكبرى.. ميداليات عالمية ومناصب دولية تؤكد ريادة مصر في رياضات الإعاقات الذهنية    العثور على جثة شاب أمام مسجد سيدى عبد الرحيم القنائى    كنوز| مصطفى أمين الشاهد الأمين على كرم «صاحبة العصمة»    «هنو» يتابع تنفيذ توصيات لجنة الدراما مع «عبد الرحيم»    معتز التوني: أذهب للجيم للكلام فقط.. ومهنة المذيع أصعب من الإخراج    كنوز| «الضاحك الباكي» يغرد في حفل تكريم كوكب الشرق    الجمهور يغنى بحماس مع تامر عاشور بحفل العاصمة الجديدة    ماس كهربائي.. التحريات الأولية تكشف أسباب حريق مخزن أوراق بالقاهرة    رئيس تايوان: التدريبات العسكرية الصينية تهدد الاستقرار الإقليمي    حريق يلتهم شقة سكنية في دار السلام    نجاح جراحة دقيقة لسيدة سبعينية بمستشفى قنا العام لاستخراج دعامة مرارية مهاجرة    إكسترا نيوز: التصويت بانتخابات النواب يسير بسلاسة ويسر    السجن المشدد 15 سنة للمتهمة الأولى وتغريمها 2 مليون جنيه في قضية سرقة «إسورة المتحف المصري»    ظهور مميز ل رامز جلال من داخل الحرم المكي    هل يجوز الحرمان من الميراث بسبب الجحود أو شهادة الزور؟.. أمين الفتوى يجيب    "التعليم الفلسطينية": 7486 طالبًا استشهدوا في غزة والضفة الغربية منذ بداية 2025    وزير «الصحة» يتابع تنفيذ خطة التأمين الطبي لإحتفالات رأس السنة وأعياد الميلاد    خالد الجندي: الله يُكلم كل عبد بلغته يوم القيامة.. فيديو    مدافع جنوب إفريقيا: علينا تصحيح بعض الأمور حتى نواصل المشوار إلى أبعد حد ممكن    وزير الصحة يتابع تنفيذ خطة التأمين الطبي لاحتفالات رأس السنة وأعياد الميلاد المجيد    الدبلوماسية الثقافية.. أحد الركائز الرئيسية للقوة الناعمة المصرية خلال عام 2025    الداخلية تضبط تشكيلًا عصابيًا للنصب بانتحال صفة موظفي بنوك    حصاد 2025| حرس الحدود في المنطقة الدافئة بالدوري.. وينافس في كأس مصر    بشرى سارة لأهالي أبو المطامير: بدء تنفيذ مستشفي مركزي على مساحة 5 أفدنة    حصاد جامعة العاصمة لعام 2025    «التضامن»: تسليم 567 طفلًا لأسر بديلة وتطبيق حوكمة صارمة لإجراءات الكفالة    ضبط 5 أشخاص بالإسماعيلية بعد نشر فيديو لإحداث ضوضاء أسفل منزل    دون أي مجاملات.. السيسي: انتقاء أفضل العناصر للالتحاق بدورات الأكاديمية العسكرية المصرية    ذات يوم 31 ديسمبر 1915.. السلطان حسين كامل يستقبل الطالب طه حسين.. اتهامات لخطيب الجمعة بالكفر لإساءة استخدامه سورة "عبس وتولى" نفاقا للسلطان الذى قابل "الأعمى"    حصاد 2025| منتخب مصر يتأهل للمونديال ويتألق في أمم أفريقيا.. ووداع كأس العرب النقطة السلبية    دينيس براون: الأوضاع الإنسانية الراهنة في السودان صادمة للغاية    إيمري يوضح سبب عدم مصافحته أرتيتا بعد رباعية أرسنال    انطلاق مبادرة «أمان ورحمة» بتعليم قنا    وزارة الصحة: صرف الألبان العلاجية للمصابين بأمراض التمثيل الغذائى بالمجان    مواعيد مباريات الأربعاء 31 ديسمبر - الجزائر وكوت ديفوار والسودان في أمم إفريقيا.. وكأس عاصمة مصر    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 31ديسمبر 2025 فى المنيا    "القومي للمسرح" يطلق مبادرة"2026.. عامًا للاحتفاء بالفنانين المعاصرين"    رابط التقديم للطلاب في المدارس المصرية اليابانية للعام الدراسي 2026/2027.. يبدأ غدا    إصابة 8 عاملات في حادث انقلاب ميكروباص بالطريق الصحراوي القاهرة–الإسكندرية بالبحيرة    الدفاع عن الوطن.. مسئولية وشرف    محافظ أسيوط: عام 2025 شهد تقديم أكثر من 14 مليون خدمة طبية للمواطنين بالمحافظة    التضامن: إلزام الأسر المستفيدة بالمشروطية التعليمية ضمن برنامج تكافل وكرامة    شوارع وميادين الأقصر تعلن جاهزيتها لاستقبال احتفالا رأس السنة الجديدة    قصف وإطلاق نار اسرائيلي يستهدف مناطق بقطاع غزة    انقطاع واسع للكهرباء في ضواحي موسكو عقب هجوم بطائرات مسيرة أوكرانية    رضوى الشربيني عن قرار المتحدة بمقاطعة مشاهير اللايفات: انتصار للمجتهدين ضد صناع الضجيج    استشهاد فلسطيني إثر إطلاق الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على مركبة جنوب نابلس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ننشر قصيدة الشاعر أحمد حسن الفائزة بجائزة "القدس"
نشر في محيط يوم 27 - 09 - 2012

فاز الشاعر المصرى أحمد حسن بجائزة المركز الاول فى مسابقة "القدس في عيون الشعر" التي نظمتها الحركة الاسلامية بالقدس لهذا العام، وذلك عن قصيدة “على خد زيتونك دمع حمامي” بينما فاز بالمرتبة الثانية الشاعر عبد الناصر عبد المولى احمد من جمهورية مصر عن قصيدة “آمن بالحلم” .أما المرتبة الثالثة فكانت من نصيب الشاعر حارث ابراهيم شلالدة من مدينة الخليل عن قصيدة “اغنية مقدسية على نغم دمشقي”
الشاعر أحمد محمد حسن عضو اتحاد كتاب مصر، وأحد مؤسسي رابطة أدباء الحرية، وله العديد من المؤلفات منها "نَغَمَاتٌ مُتَقَطِّعَةٌ عَلَى أَوْتَارٍ مُمَزَّقَةٍ2000" ، "الْبَدَلُ وَالْمُبْدَلُ مِنْهُ" ، "مدينة شرق الوريد" ، "البرد ينسج معطفًا" .
حصل على عدد من الجوائز العربية من مؤسسة البابطين وقصور الثقافة ووكالة أنباء القدس بالمغرب وتجمع شعراء بلا حدود .
وننشر نص القصيدة الفائزة بالمرتبة الاولى في مسابقة "القدس في عيون الشعراء".
قُطُوفُ نَبْضِي اسْتَوَتْ حَبَّاتُهَا سَهَرَا بِطَعْمِ شَوْقِي، دَنَتْ لِلْحَرْفِ فَاعْتَصَرَا
أَدْمَنْتُ -يَا قُدْسُ- فِي الأَوْرَاقِ غَرْسَ يَدِي فَاسْقِي بِذِكْرَاكِ فِي أَوْرَاقِيَ الشَّجَرَا
تُلْقِينَنِي مِنْ غُصُونِ الرُّوحِ فِي وَرَقِي حَرْفًا؛ صَدَاهُ لِعُصْفُورِ الْحَنَانِ قِرَى
مَعِي عَكَاكِيزُ حِبْرٍ عِشْتُ أَسْنُدُهَا عَلَى سُطُورِي، نُوَلِّي –شَطْرَكِ- الفِكَرَا
وَالْحَرْفُ حَافٍ عَلَى رَمْلِ الْخَيَالِ، إِذَا مَسَّتْهُ ذِكْرَاكِ فِي عِزِّ الْهُمُومِ، جَرَى
يَا أَبْجَدِيَّةَ مَجْدٍ بِالضُّحَى كُتِبَتْ مَنْقُوطَةً بِدَمٍ فِي حُبِّهَا سُطِرَا
مَا زِلْتِ تَمْشِينَ فَوْقَ السَّطْرِ، مُثْمِرَةً -مِنْ خَطْوَتَيْكِ- الضُّحَى وَالْحُلْمَ وَالْمَطَرَا
عذراءَ مَهْمَا ارْتَدَيْتِ الْجُرْحَ، أَوْ سَرَقُوا مِنْ نَظْرَتَيْكِ صَبَاحًا طَالَمَا انْتُظِرَا
يَا بِنْتَ كَنْعَانَ! مِنْ رِحْمِ الْعُرُوبَةِ قَدْ نَزَلْتِ فِي وَرَقِي؛ فَاسْتَعْمِرِي الصُّوَرَا
فِي قَمْحِ مَاضِيكِ مَا زَالَتْ مُعَلِّمَةً أَصَابِعُ العُرْبِ؛ فَادْعِي لِلَّذِي بَذَرَا
هُمْ أَوَّلُ الضَّوْءِ فِي عَيْنَيْكِ مُنْذُ صَحَا فِي الْكَوْنِ ضَوْءٌ بِهِ عَقْلُ الزَّمَانِ يَرَى
إِذْ مَشَّطُوا الْعُشْبَ فِي مِيلادِ أَرْضِكِ كَيْ تُنَافِسِي -مِنْ بَنَاتِ الشَّمْسِ- أَيَّ قُرَى
رَبَّوْا عِيالَ حُقُولٍ؛ كُلُّهَا كَبرَتْ فِي بَدْءِ حِضْنِكِ حَتَّى أَصْبَحَتْ شَجَرَا
وَدُورُهُمْ آنَسَتْ خَدَّيْكِ إِذْ بُنِيَتْ كَأَنَّهَا دَمْعُ مَسْرُورٍ قَدِ انْهَمَرَا
فَكَذِّبِي الْعُمْيَ؛ إنَّ الشَّمْسَ لاكِمَةٌ بِلَسْعَةِ الضَّوْءِ مَنْ لَمْ يُتْقِنُوا النَّظَرَا
حَتَّى اليَهُودُ -وَقَدْ قَدُّوا قَمِيصَ ضُحًى بِالْغَدْرِ مِنْ دُبُرٍ- لَمْ يُطْفِئُوا الْقَمَرَا
أَلْقَوْا عَلَيْنَا ثَعَابِينَ ادِّعَائِهُمُو يَا صَدْقُ؛ فَالْقَفْ حَفِيدَ الظُّلْمَةِ الأَشِرَا
سَبْعونَ حَبَّةَ عُمْرٍ مِنْ سِنِينِكِ فِي أَغْصَانِ دُاوُدَ؛ سَمِّي وَاجْمَعِي الثَّمَرَا
لَيْسَتْ حَلالَ يَهُودِيٍّ لِيَطْعَمَهَا فَنَحْنُ أَوْلَى بِدَاوُدٍ إِذَا ذُكِرَا
كَمْ عَتَّقُوا مِنْ دِمَاءِ الْوَحْيِ فِي قَدَحٍ مِنْ صُنْعِ إِبْلِيسَ؛ وَالشَّرُّ (الْعَمَى) سَكِرَا!!
فِي كُلِّ قَبْرٍ نَبِيٌ؛ لَحْدُهُ وَرَمٌ مِنْ تَحْتِ جَفْنَيْكِ، أَوْ دَمْعٌ بِخَدِّ ثَرَى
أَلَمْ تَزَلْ بَشْرَةُ التَّارِيخِ مُحْرَقَةً مِنْ يَوْمَ أَنْ أَشْعَلُوا في (رُومَةَ) الضَجَرَا..؟!
فَالْحِقْدُ مِنْ نَسْلِهِمْ، وَالأُمُّ مَعْصِيَةٌ تَزَوَّجُوا نَارَهَا؛ كَيْ يُحْرَقُوا مِرَرَا
وَأُخْرِجُوا مِنْ بُيُوتِ اللَهِ شِرْذِمَةً غَاظُوا الْبَيَاضَ، وَعَقُّوا الضَّوْءَ والْمَطَرَا
وَعِشْتِ -يَا قُدْسُ- بَيْنَ الْفُرْسِ مُرْهَقَةً وَبَيْنَ رُومَا! ارْتَدَتْ أَيَّامُكِ الْخَطَرَا
وَأَذَّنَ الضَّوْءُ فِي حَلْقِ السَّمَاءِ؛ فَيَا سُبْحَانَ مَنْ صَاغَ -بِالْمِعْرَاجِ- تَاجَ سُرَى
يُحْصِي لَكِ الْمَسْجِدُ الأَقْصَى عِبَادَتَنَا سَبْعًا سِمَانًا، وَخُضْرَ السُّنْبُلِ الْعَشَرَا
فإن أُكِلْنَ بِنَوْمِ الْعُرْبِ، فَانْتَظِرِي أَنْ يَصْحُوَ الْعُرْبُ حَتَّى يُنْقِذُوا الْبَشَرَا
تَوَضَّئِي الآنَ؛ مَاءُ الْجُبِّ عُلْوَ دَمِي وَالْفَجْرُ يَنْهَضُ (شَاءَ الْقَصْفُ أَمْ ضَجِرَا)
كَالْغَيْمِ آتٍ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى وَقْتِ الصَّلاةِ؛ فَقُومِي اسْتَمْطِرِي عُمَرَا
أُبُوَّةُ الضَّوْءِ فِي قَلْبِ الْهِلالِ سَقَتْ مِنْهَا الْكَنَائِسَ عَطْفًا خَضَّرَ الإِصَرَا
شَفَا -بِهَا- الْمَسْجِدَ الأَقْصَى الَّذِي جُرِحَتْ جُدْرَانُهُ مِنْ حُرُوقٍ تُزْعِجُ الْجُدُرَا
لَكِنْ تَعُودُ عِيَالُ الظُّلْمِ شَاهِرَةً قَمِيصَ "عِيسَى" عَلَى سَيْفٍ، عَمٍ، سُعِرَا
لَمْ يَرْحَمُوا الزَّرْعَ مِنْ أَفْوَاهِ طَلْعَتِهِمْ كَيْ يَزْرَعُوا -فِي الظُّهُورِ- الرُّمْحَ وَالدِّرَرَا
سَبْعُونَ سُنْبُلَةً (فِي كُل سُنْبُلَةٍ أَلْفٌ) قَدِ انْفَرَطَتْ أَرْوَاحُهُمْ هَدَرَا
أَرَى -عَلَى بُعْدِ ذِكْرَى- صَوْتَ مِئْذَنَةٍ وَالْرُّمْحُ يَقْطِفُهُ مِنْ حَلْقِهَا خَضِرَا
هَذَا سَلامٌ صَلِيبِيٌ؛ فَقَدْ صَلَبُوا مُقَدَّسَاتِي بِمَا يُرْضِي الَّذِي كَفَرَا
نَسِيتِ -يَا قُدْسُ- أَنَّ الْجُنْدَ إن قُذِفُوا مِنْ صُلْبِ لَيْلٍ، مَشَوْا -فَوْقَ الضُّحَى- حُمُرَا
وَعَادَتِ الْقُدْسُ -بَعْدَ الْحُبِّ- أَرْملةً من الأَذَانِ، تَبَنَّتْ عَيْنُهَا سَهَرَا
لَكِنْ بِهَا امْرَأَةٌ إِنْ غَسَّلَتْ يَدَهَا عِنْدَ الْوُضُوءِ تُغَسِّلْ بِالدُّعَاءِ قُرَى
قَالَتْ: ((سَأَبْقَى هُنَا؛ فَالْخَيْلُ عَائِدَةٌ مِنْ جُزْءِ "عَمَّ"؛ يُصَحِّي ضَبْحُهَا الظَّفَرَا
سَأَتْرُكُ الْبَابَ مَفْتُوحًا أَرَدِّدُ فِي سِرِّي -لكي يَسْمَعُوا- الإسْرَاءَ وَالسُّوَرَا
شَعْرِي مَشَانِقُ لِلأَعْدَاءِ، أَوْ لُجُمٌ، وَابْنِي يُخَبِّئُ فِي دُولابِهِ حَجَرَا......))
وَمِنْ ضُلُوعِ "صَلاحِ الدِّينِ" قَدْ خُلِقَتْ حِطِّينُ؛ مُنْجِبَةً ذِكْرَى لِمَنْ ذَكَرَا
فَفَرَّحَ الأَرْضَ بِالْبُنْيَانِ، وَانْبَثَقَتْ حُرِّيَّةُ الدِّينِ تَرْوِي البَدْوَ وَالْحَضَرَا
هَذَا سَلامٌ مِنَ الإِسْلامِ تَعْرِفُهُ لَوْ -فِي مَكَانِ دَمٍ- مَاءُ الْحُقُولِ جَرَى
وَنَامَ فَوْقَ الْحَصِيرِ الْفَظِّ مَنْ أَمِرَا وَكَانَ يُصْبِحُ أَغْنَى النَّاسِ.. لَوْ أَمَرَا
وَوَفْدُ كِسْرَى رَأَى الْفَارُوقَ مُلْتَحِفًا بِالظِّلِّ فَوْقَ سَرِيرِ الرَّمْلِ؛ فَانْبَهَرَا
أَتَاكِ -يَا قُدْسُ- يَمْشِي، حِينَ خَادِمُهُ عَلَى الْمَطِيَّةِ، يُبْكِي عَدْلُهُ الفِطَرَا
عَلَيْهِ ثَوْبٌ؛ مَشَتْ فِي نَسْجِهِ رُقَعٌ وَلَوْ نَوَى لارْتَدَى فِي خُفِّهِ الدُّرَرَا
هَذَا السَّلامُ الَّذِي خَافُوهُ فَاطَّبَخُوا لَنَا سَلامًا، بِطَعْمِ الْجُرْحِ، مُسْتَعِرَا
رَبَّوْا عَلَى شَفَةِ التَّارِيخِ بِنْتَ دُجًى مِنْ كِذْبِهِمْ، وَلَدَتْ -مِنْ ظُلْمِهَا- ذَكَرَا
مَا وِرْثُ أَحْفَادِ بلْفُورٍ؛ وقَدْ شَبِعَتْ أُخْرَاهُ مِنْ لَعَنَاتٍ حَمَّرَتْ سَقَرَا!!!
بَيْنَ الْمَغُولِ وَبَيْنَ الإِنْكِلِيزِ وَمَن سِوَاهُمَا عِشْتِ حُلْمًا مُرْبِحًا خَسِرَا
أَمِيرَةٌ أَنْتِ قَدْ فَاحَتْ عُرُوبَتُهَا فَأَغْرَتِ التَّاجِرَ الْخُفَّاشَ، والنَّمِرَا
فَلا تَطُوفِي عَلَى كُهَّانِ مَحْكَمَةٍ تُعَاشِرُ الصَّمْتَ؛ حَتَّى يُنْجِبَا تَتَرَا
وَلا تَهُزِّي عِشَاشَ (الْحُكْمِ) فِي بَلَدٍ فَتُسْقِطِي قِمَّةً أُخْرَى وَمُؤْتَمَرَا
فَاللوْمُ لَيْسَ عَلَى بِنْتِ الثُّلُوجِ إِذَا مَا مَشَّطَتْ رَأْسَهَا كَيْ تَطْرُدَ الْحَشَرَا
أَوْ نَظَّفَتْ ثَوْبَهَا مِنْ بُقْعَةٍ سَرَحَتْ فِي نَسْجِهِ الْمُجْتَبَى خَزًّا، وَعِطْرَ ثَرَا (ء)
لُومِي الَّذِي فَتَحَ الْجَيْبَيْنِ كَيْ يَدَعُوا قُمَامَةَ الْغَدْرِ فِي جَيْبَيْهِ وَالْقَذَرَا
**
مِنْ يَوْمِ أَنْ خَطَفَتْ قُطُّاعُهُمْ طُرُقِي أَمْشِي عَلَى السَّطْرِ؛ حِبْرِي -لِلْجُنُونِ- قِرَى
تَجْرِي مَعِي مِنْ عِيَالِ الْحَرْبِ قُنْبلَةٌ مِنْ فَوْقِ سَطْرِيَ جَوْعَى تَأْكُلُ الْبَشَرَا
وَكُلَّمَا سِرْتُ ساختْ فِي الْجُرُوحِ يَدِي وَفِي قُبُورٍ، وَأَوَرَاقِي اسْتَوَتْ حُفَرَا
وَالْحَقْلُ يَشْكُو صُدَاعَ الطَّائِرَاتِ؛ فَمَا رشَّتْهُ إِلا دَمَ الْفَلاحِ وَالشَّرَرَا
قَدْ كَانَ يَرْعَى طُفُولاتِ النَّبَاتِ؛ وَقَدْ أَمْسَى عَجُوزًا عَقِيمًا يَفْطِمُ الشَّجَرَا
تَنَاوَلُوا قِطْفَ أَطْفَالٍ، وَدَلْوَ بُكًى! مِنْ قَلْبِ يَعْقُوبَ هَذَا الدَّمْعُ قَدْ عُصِرَا
بَاعُوا النَّبِيَّ بِبَخْسٍ، واشْتَرَوْا وَطَنًا في بَطْنِ دَبَّابَةٍ كَمْ ضَاجَعَتْ (دُوْلَرَا)
مَا طَعْمُهُ الْوَطَن الْمَتْبُولُ مِنْ جُثَثٍ بِلُقْمَةِ الْغَدْرِ، فِي صَحْنِ الدُّجَى نُسِرَا!!
مَا طَعْمُهُ الْوَطَن الْمَسْرُوق مِنْ عَرَبٍ لَهُمْ دُيُونٌ عَلَى كِتْفِ الظَّلامِ تُرَى!!
شَاءَ النَّعِيقُ بِأَنْ يَبْنُوا عِشَاشَ دُجًى مِنْ أَجْلِ غِرْبَانِهِمْ كَيْ يُزْعِجُوا نَفَرَا
بَاتُوا يَغُزُّونَ أَطْوَالَ الشَّوَارِعِ فِي جِسْمِ الْبُيُوتِ (كَمَرْضَى أُشْبِعُوا إِبَرَا)
وَتَبْلَعُ الدُّورَ جَرَّافَاتُهُمْ؛ وَإِذَا شَمَّتْ بِهَا عَرَبًا لَمْ تَرْحَمِ الْجُدُرَا
تَبْكِي الْبُيُوتُ عَلَى أَصْحَابِهَا؛ أُخِذُوا مِنْ حِضْنِهَا ذَاتَ ظُلْمٍ يُطْفِئُ الْقَمَرَا
تَبْكِي عَلَى طِفْلِهَا إِذْ لَمْ يَجِدْ لَعِبًا إِلا عَلَى سَطْحِ بَيْتٍ؛ يَلْعَبُ الْحَذَرَا
وهَاجَرَ الْبُومُ مِنْ بَرْدِ الشَّمَالِ إِلَى دِفْءِ الْجِرَاحِ هُنَا، واسْتَوْطَنُوا السَّحَرَا
مَنْ قَالَ: إِنَّكِ أُمٌّ لِلَّذِينَ أَتَوْا مِنْ صُلْبِ لَنْدَنَ، أَوْ بِكِّينَ أو أُخَرا!!
مَا أَنْتِ أُمٌّ لِغَيْرِ الْعُرْبِ، رَغْمَ أسًى أَعْيَا حَمَامَكِ حَتَّى مَاتَ أَوْ هَجَرَا
وَفِيكِ أُمِّي، وَفِي قَبْرٍ هُنَاكَ أَبِي حَتَّى وَإِنْ لَمْ تَلِدْنِي، أَوْ يَكُنْ عَقَِرَا
وَفِيكِ أُخْتِي؛ وَإِنْ لَمْ تَشفِ وَجْنَتَهَا أَصَابِعِي مِنْ دَمِ الدَّمْعِ الّذِي قُهِرَا
وفيكِ طِفْلِي وَجِيرَانٌ لَنَا رَحَلُوا وَغَيْرُهُمْ مَنْ لَبسْنَا قُرْبَهُمْ عُمُرَا
وَفِيكِ نَحْنُ؛ وَإِنْ لَمْ نَسْقِ أَيْدِيَنَا بِضَمِّ أَرْضِكِ، أَوْ نُشْبِعْ بِكِ النَّظَرَا
مَا زِلْتُ أَمْشِي عَلَى سَطْرِي إِلَيْكِ، وَلَوْ لَفُّوا بِهِ عُنُقِي كي يَشْنُقُوا الفِكَرَا!!
السَّطْرُ يُفْضِي إِلَى سَطْرٍ يُوَصِّلُنِي لِثَالِثٍ تُهْتُ فِي أَوْجَاعِهِ سَحَرَا
جَفِّفْ دُمُوعَكَ يَابْنَ الْحِبْرِ، كَيْفَ تَرَى أَنِّي سَأُنْفِقُ نَسْلِي فِي الأَسَى هَدَرَا؟!
لا الْقُدْسُ عَطْشَى إِلَى حِبْرِ الْعَوِيلِ، وَلا يَشْفِي الطَّبِيبُ جُرُوحًا رَشَّهَا عَفَرَا
دَمْعُ السَّجِينِ عَلَى الأَقْفَالِ يُصْدِئُهَا كَسِّرْ بِأُصْبَعِ صَوْتِي خَوْفَ مَا سُطِرَا
فِي آخِرِ السَّطْرِ "سَلْمَى" تَشْتَرِي خُضَرا فِي الْقُدْسِ مِنْ عَرَبِيِّ يُشْبِهُ البُشَرَا
وَثَوْبُهَا خِيطَ مِنْ طِيْفِ الرُّجُوعِ؛ أَتَتْ تُؤَرِّقَ الْبُعْدَ بِالْوَصْلِ الّذِي انتُظِرَا
وَقَيْسُ "لَيلَى" امْتَطَى ظَهْرَ الطَّرِيقِ لَهَا يَسُوقُ بُهْمَ الصِّبَا كَيْ يُطْعِمَا الفُقَرَا
زَارَتْ مَحلَّ حُلُيٍّ، تَصْطَفِي حَلَقًا وَخَاتَمًا يَتَبَنَّى دِفْئُهُ الأُسُرَا
قَيْسٌ سَيَبْتَاعُهُ مِنْ أَجْلِ فَرْحَتِهَا وَوَرْدُ لُقْيَاهُ يَكْسُو وَجْهَهَا نَضِرَا
فِي الْقُدْسِ عَبْلَةُ رَبَّتْ رُوحَ فَارِسِهَا فِي جِسْمِ حَقْلٍ تَعَافَى... وَدَّ لَوْ ثَأَرَا
شَرِّبْ حُرُوفَكَ مِنْ يُمْنَاهُ، إِنَّ بِهَا سَيْفًا؛ وَمَهْرًا سَيُرْضِي أَهْلَهَا الْغُرَرَا
دَعَتْ سُعَادُ نِسَاءَ العُرْبِ تَسْمَعُ مِنْ كَعْبٍ قَصَائِدَ بَعْدَ الْمُلْتَقَى أُخَرَا:
((عَادَتْ سُعَادُ، وَكَعْبٌ قَدْ تَزَوَّجَهَا فِي الْقُدْسِ، وَابْنُهُمَا طِفْلُ الْهُدَى كَبرَا
وفَّتْ سُعَادُ بِوَعْدٍ كَانَ بَيْنَهُمَا وَتَابَ عَاصِي الْمُنَى، وَالْخُلْفُ قَدْ غُفِرَا)) ...
لا تَنْسَ يَا قَلَمِي؛ فِي الْقُدْسِ جَارِيَةٌ فِي كِتْفهَا حَرَقٌ، مَحْبُوبُهَا أُسِرَا
فِي ضَوْءِ نَظْرَتِهِ عَرْشٌ، وَجَيْشُ رُؤًى ماضٍ إلى الْقُدْسِ حَتَّى يَهْزِمَ التَّتَرَا
فِي الْقُدْسِ مِئْذَنَةٌ فِي رَأْسِهَا رَحِمٌ فِيهِ هِلالٌ سَيَغْدُو فِي غَدٍ قَمَرَا!!
وسوف تُنْفَخُ رُوحُ السَّيْفِ فِي جَسَدٍ مِنْ حِبْرِ دَرْوِيشَ، مَخْلُوقٍ لِيَنْتَصِرَا
فِي قَلْعَةٍ بُنِيَتْ مِنْ رَمْلِ أَحْرُفِهِ لِتَسْكُنَ الْقُدْسُ فِيهَا.. والسُّطُورُ ذُرَا
عَلَيْهِ سُتْرةُ عِشْقٍ؛ خَاطَهَا وَجَعٌ يَقِي بِهَا الْقُدْسَ بَرْدًا فِي الْقُلُوبِ سَرَى
مُعَسْكِرًا فِي سُطُورِ الصَّبْرِ، مُنْجِبَةً مِنْ صُلْبِهِ كَلِمَاتٌ، مُنْبِتًا شَجَرَا
قَدِ ارْتَدَى الْغَيْبَ، لَكِنْ عُودُ كِلْمَتِهِ مَا زَالَ يَطْرَحُ فِي أَقْلامِنَا الثَّمَرَا
** **
فِي الْقُدْسِ عُرْسٌ قَرِيبٌ؛ فَامْشِ يَا قَلَمِي! سَيَطْلُعُ الصُّبْحُ طَالَ السَّطْرُ أَمْ قَصُرَا


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.