لندن: أكد علماء أوروبيون أنهم اكتشفوا أدلة قاطعة على أن أكبر أقمار كوكب المريخ المعروف باسم "فوبوس"، قد تشكل نتيجة انفجار صخور انطلقت من سطح الكوكب. وأشارت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إلى أن العلماء خلصوا إلى أن "فوبوس" و"ديموس"، الدائرين في فلك كوكب المريخ، قد يكونان كوكيكبين تشكلا في حزام الكويكبات الرئيسي، وبالتالي تم "التقاطهما" عبر نظام الجاذبية في كوكب المريخ. ويدعم الاكتشاف الجديد سيناريوهات أخرى، منها أن القمر "فوبوس" تكوّن من مواد تناثرت من سطح المريخ نتيجة ارتطام صخرة فضائية بالكوكب. فيما يقول سيناريو آخر، أن "فوبوس" قد يكون تشكل من بقايا قمر دمّر، في وقت سابق، نتيجة نظام الجاذبية لكوكب المريخ. ومع ذلك، قد يكون هذا القمر نشأ من مواد القيت في المدار من سطح كوكب المريخ. وكانت عمليات الرصد السابقة للقمر فوبوس أظهرت احتمال وجود مادة صخرية كربونية عليه مشابهة لتلك التي عثر عليها في نيازك سقطت على سطح الأرض. وساد الاعتقاد بأن هذه المادة تعود أصولها الى ما يعرف ب "الحزام الرئيسي" من الكويكبات ما بين كوكبي المريخ والمشتري. ولكن، حالياً، تشير بيانات "وحدة أبحاث المريخ" المعروفة باسم "مارس اكسبرس" في "وكالة الفضاء الأوروبية" إلى أن هذا السيناريو أقل احتمالاً. وأظهرت عمليات الرصد والمراقبة التي أجرتها أخيراً "مارس اكسبرس"، تشابهاً ضعيفاً بين الصخور الموجودة على القمر فوبوس وأي فئة من النيازك الصخرية التي سقطت على سطح الأرض. ويبدو أن هذه المقارنة تدعم نماذج "إعادة التراكم" لتشكيل القمر "فوبوس"، والتي ترى أن الصخور من سطح المريخ قد انطلقت في المدار في وقت لاحق لتندمج بالقمر "فوبوس". ويقول العلماء أن رصداً آخر ل"فوبوس"، وجد تطابقاً بين أنواع من المعادن التي تم تحديدها على سطح المريخ. وبالتالي، فإن تكوين "فوبوس" يبدو أكثر ارتباطاً بالمريخ من الكويكبات الأخرى في الحزام الرئيسي. هدف المهمة الروسية بإرسال إنسان آلي إلى القمر "فوبوس"، والتي يطلق عليها "فوبوس جرونت" "جرونت تعني الأرض بالروسية" والمزمع إطلاقها في العام 2011، التحقق من تكوين القمر بتفصيل أكبر. يذكر أن هذه النتائج قدمت على شكل دراسة علمية للنشر في "مجلة الكواكب وعلوم الفضاء" الأميركية، كما قدمت في المؤتمر الأوروبي لعلوم الكواكب 2010 في روما.