كشف خبراء وكالة الفضاء الأمريكية ناسا أن نيزك " المحطة 6" الذي سقط في صحراء السودان في 4 أكتوبر عام 2008 كان ناتجا عن حدوث تصادم بين مجموعة من الكويكبات في الفضاء الخارجي. وقال الخبراء اليوم ان تحليل اجزاء النيزك اكدت انها تحتوي على خليط غير عادي من العناصر، وهذا الخليط لاينتج الا عند حدوث تصادم بين كويكبين او اكثر من الكويبكات التي تدور في الفضاء الخارجي. واكد الخبراء ان الاجزاء الرئيسية من النيزك جاءت من الكويكيب المعروف باسم "2008 تي سي 3" الذي دخل الغلاف الجوي للأرض وامطرها باكثر من 600 قطعة من حطامه، سقطت جميعها في منطقة النوبة شمال السودان وتم العثور على 13 قطعة من حطام النيزك في منطقة تعرف باسم" المحطة 6" بالقرب من خط السكك الحديد الذي يربط بين منطقة وادي حلفا والخرطوم. وقال جايون ماركت إن الدراسات التي اجريت على بقايا النيزك اكدت انه ينتمي الى مجموعة كوكيبات"نيسا بولونا" التي تدور ضمن الاحزمة الداخلية في المجموعة الشمسية قريبا من الارض. ويعتبر نيزك المحطة 6 هو اول نيزك في التاريخ يتم رصده اثناء دخوله الغلاف الجوي للارض ومن ثم تتبعه حتي مكان سقوطه بواسطة القمر الصناعي الامريكي"ميتروسات8" المتخصص في بيانات الطقس والذي تمكن من رصد النيزك من خلال الاشعة تحت الحمراء. وقال ماركت ان هذا الكويكيب ينتمي الى مجموعة الكويكبات التي نشأت مع بداية ولادة النظام الشمسي وهو يحتوي على نسبة عالية من المعادن والمواد العضوية. وقال جايون ان مجموعة كويكبات "نيسا بولونا" التي تدور في الاحزمة الداخلية للمجموعة الشمسية تضم ثلاثة انواع هي الكويكبات المعدينة، والتي يشكل المعادن اساسا لتكوينها ثم الكويكبات الصخرية والنوع الثالث هو الكويكبات المختلطة التي تتكون من المعادن والصخور معا، مشيرا الى نيزك "المحطة" يجمع بين خصائص النيازك الثلاثة وهو ما يؤكد حدوث تصادم ما بين ثلاثة نيازك في الفضاء البعيد ضمن مجموعة بولونا خاصة ان 80 في المئة من عناصر نيزك " المحطة 6" تؤكد حدوث انصهار ناتج عن حرارة بالغة الارتفاع. وكان الفلكي ريتشارد كاوالسكي ، من جامعة أريزونا، قد تمكن من اكتشاف نيزك له شكل صخرة ضخمة هائمة كان يقترب من الأرض في اكتوبر 2008 أطلق عليه اسم 2008" تي سي3" ويبلغ قطره مترين، وسارع إلى إرسال إشارة تحذير لوكالة ناسا من خطورة سقوطه فوق مدينة كبرى أو تجمع بشري، وعمد باحثون في مختبر "الدفع النفاث" التابع لوكالة ناسا إلى إجراء الحسابات الفلكية المتعلقة بوجهة النيزك فتوصلوا إلى نتيجة تقضي بأنه سوف يصطدم بالأرض خلال 24 ساعة. وكان هذا هو أول نيزك يتم اكتشافه قبل اصطدامه بالأرض بما يوحي بإمكان اتخاذ التدابير اللازمة للتصدي للنيازك وتدميرها قبل أن تجلب الكوارث للجنس البشري. وأثبت العلماء قدرة لا تضاهي في تحديد الموعد الدقيق لاصطدام النيزك المذكور بسطح الأرض حيث دخل الغلاف الجوي للأرض واحترق فيه متحولاً إلى شهاب بالغ السطوع سقط في منطقة منعزلة وغير مأهولة شمالي السودان في تمام الساعة 2:45 بتوقيت جرينتش من يوم 4 اكتوبر 2008 ، ولم يتمكن أحد من مشاهدة هذه الواقعة إلا طاقم طائرة تابعة لشركة الخطوط الهولندية "كيه إل أم" كانت تحلق على بعد 1200 كيلومترعن الموقع، وتمكن الطاقم من رصد الكرة الملتهبة أثناء اندفاعها نحو الأرض بسرعة هائلة، وبلغ الاصطدام من الشدة بحيث تمكنت محطة كينية للرصد من سماع صوت تحطمه على بعد بضع مئات الكيلومترات، وقدّر الخبراء قوة الاصطدام بأنها تعادل انفجار ألف طن من مادة "ت إن ت". وتؤكد عمليات الرصد أن الشهب تضرب الأرض بشكل روتيني، وخاصة الصغيرة منها التي يُقدّر وزنها ببضع مئات الأطنان والتي تأتي من الفضاء البعيد لتلتقي بالأرض كل يوم. ويقول العلماء أن الأرض تدور حول الشمس ضمن قطاع مليء بالنيازك، ويتجمع حولها أكثر من نصف مليون نيزك صغير من التي يزيد قطر الواحد منها عن 40 متراً، ويمكن لأي منها أن يخترق الغلاف الجوي للأرض متحولاً إلى شهاب ينطوي على أخطار فادحة لو سقط فوق مدينة مأهولة، وتمكن العلماء منذ زمن بعيد من رصد 5700 نيزك تدور قريباً جداً من مدار الأرض حول الشمس وتشكل خطراً كبيراً على الجنس البشري.