وكالات: تحاول الإدارة الأمريكية أن تفهم إن كانت للهجمات التي خلفت مقتل السفير الأمريكي، وثلاثة موظفين آخرين، في مدينة بنغازي في ليبيا، صلة بفيلم مسيء للإسلام نشر على قناة "يوتيوب"، أم أن تزامن الأحداث يدل على علاقة لهجمات 11 من سبتمبر أو ما عُرف ب" تدمير البرجين". ونشرت القناة الأمريكيةCNNالخبر أن فصيلة تابعة لمنظمة "القاعدة" تقف وراء العملية الإرهابية ضد السفارة الأمريكية في ليبيا. ونقلت القناة الأمريكية الإخبارية عن مصادر أمينة أمريكية قولهم إن زعيم "القاعدة"، أيمن الظواهري، ظهر في شريط فيديو مؤكدا أن العملية هي انتقام لمقتل قيادي من المنظمة سابقا.
وصرح مسئولون أمريكيون في واشنطن أن طبيعة الهجوم على السفارة تشير إلى أنه هجوم مدبر ومدروس، خلافا لعملية عشوائية، وأن جهات إسلامية متطرفة شاركت في الهجوم واستغلت الفوضى التي عمّت الشوارع غضبا على فيلم مسيء للإسلام انتشر على قناة "يوتيوب".
ويعتقد محللون مطّلعون على شؤون الشرق الأوسط أن الربيع العربي خلق حيزا استطاعت ان تقتحمه جهات إسلامية متطرفة، وأن هذه الجهات أطلت برأسها بعد سقوط السلطات المركزية في دول "الربيع العربي"، وهي تنفذ مخططتها الإرهابية بدون حسيب أو رقيب.
وشاهد مواكبو المظاهرات في ليبيا وفي مصر خاصة بأن جهات إسلامية سلفية حاولت تأجيج الجمهور ضد أمريكا والغرب. وقال مراسلون إن أعلام منظمة "القاعدة" شوهدت وسط بعض المظاهرات. وما زالت الاحتجاجات الشعبية عارمة في شوارع القاهرة، وفي عواصم عربية أخرى، في محيط السفارات الأمريكية.
وفيما يتعلق بالفيلم المثير للجدل، اعترف مسيحي قبطي من ولاية كاليفورنيا بأنه من المساهمين في إنتاج الفيلم المسيء للإسلام ورسوله، تحت اسم "براءة المسلمين"، والذي أثار الغضب والسخط في العالم الإسلامي. وقال نقولا بسيلي نقولا، وعمره 55 عاما، انه يعرف هوية مخرج الفيلم وأطلق عليه اسم "سام باسيل"، ونقل رقم هاتفه إلى صحافيين أجانب، ولكن فحص الرقم والعنوان أوصل الصحافيين إلى نقولا.
ويبدو أن الخلفية للفيلم هو التوتر الطائفي بين الأقباط والمسلمين في مصر، وحسب تقديرات أجنبية فإن قبطيين آخرين قد ساهموا في صنع الفيلم. وعدا عن إنتاج فيلم مسيء للإسلام ومحاولة رسم صورة مشوهة ومهينة لديانة سماوية، حاول منتج الفيلم زرع الكراهية والحقد بين جميع الطوائف، فعرف على نفسه بأنه يهودي وإسرائيلي الأصل، وأن اسمه "سام باسيل".
وظهر كذلك اسم ستيف كلاين على صفحات الصحف الأجنبية، وهو مستشار عاون في إنتاج الفيلم، ودعم الفكرة بأن قبطيين في المهجر هم وراء إنتاج الفيلم، وقال زميل كلاين إن الأخير ساعد الأقباط في مصر على الصمود في وجه إساءات المسلمين لهم. وأفادت الصحف بأن كلاين كان مقاتلا في فيتنام، وأنه أقام مجموعة مسيحية متشددة، ويعرّف نفسه بأنه خبير في مكافحة الإرهاب.
وأجمع مشاهدو الفيلم على انه عمل لا يمت بصلة إلى حرية التعبير عن الرأي، وهو إنتاج ضعيف ومهين، ويثير الامتعاض والازدراء في قلب من يشاهده، أكان يهوديا أم مسلما أم مسيحيا. لكن، ليس من المستبعد أن تستغل جهات إسلامية متطرفة الأجواء الراهنة لزرع الفوضى والكراهية بين الديانات، ونشر نظريات المؤامرة.
وفي حديث مع وسائل إعلام غربية قالت الممثلة، سندي لي غرسية، وهي من المشتركين في الفيلم، إن الممثلين في الفيلم وقعوا ضحية أكاذيب المنتج، وإنهم لم يعلموا أن للعمل السينمائي علاقة بالديانة الإسلامية. وتأسفت الممثلة على الفوضى التي خلفها الفيلم واستنكرت غايته التي شوهِت بعد تصويرهم. وقالت غرسية انه جرت عملية "دوبلاج" للتسجيل الأصلي، وتحويله إلى فيلم مهين ومحرض. مضيفة أن مخرج الفيلم تكلم اللغتين، الإنجليزية والعربية. مواد متعلقة: 1. وكالة: واندلعت مظاهرات العراق منددة بالفيلم المُسيء للرسول 2. الجبهة الحرة للتغيير السلمي: ازدراء الأديان يؤدي إلى توليد العنف وزعزعة الاستقرار 3. برلماني يهودي: « الفيلم المسيء للإسلام إهانة لجميع الأديان»