قرر السيد البدوى رئيس حزب الوفد إنهاء خدمة رؤساء تحرير جريدة الوفد الأربعة وبوابته على الإنترنت، وأعلن ذلك في اجتماع المكتب التنفيذي للحزب الذي عقد اجتماعه مؤخراً، حيث قرر البدوي أيضا تكليف شردي رئيس مجلس إدارة الجريدة بإدارة شئون تحرير الجريدة لحين اختيار إدارة جديدة تقوم بمهام الإدارة التي تم إقالتها، وذلك أثناء مناقشة المكتب التنفيذي سياسة الجريدة في الفترة الأخيرة. وتغليباً لأهل الثقة قرار شردي تكليف حنان فهمي، مسؤولة الشئون الخارجية – وزميلته السابقة في قسم الشئون الخارجية – بإدارة الجريدة لحين تعيين رئيس تحرير جديد، فيما لم يحضر اجتماع المكتب التنفيذي، رؤساء التحرير الذين تمت إقالتهم.
والمعروف أن لحزب الوفد جريدة يومية لها 3 رؤساء تحرير هم السادة وجدي زين الدين رئيس التحرير التنفيذي وسليمان جودة رئيس تحرير العدد اليومي وسيد عبد العاطي رئيس مجلس تحرير المؤسسة، وللحزب بوابة إخبارية متطورة على شبكة الإنترنت يرأس تحريرها الكاتب الصحفي عادل صبري.
وتعددت التفسيرات من داخل الحزب والجريدة حول هذا القرار المفاجئ لرئيس الحزب، فترددت أنباء عن أنه صدر بعد المقال الذي نشرته الجريدة لتوفيق عكاشة، مالك قناة الفراعين، والذي ساهم في تشويه صورة حزب "الباشوات".
في حين ذكرت مصادر داخل «الوفد» أن القرار جاء بسبب تدني مبيعات العددين اليومي والأسبوعي لجريدة «الوفد»، والانتقادات التي تعرضت لها الجريدة في الفترة الأخيرة بسبب سياستها التحريرية.
وفي جميع الأحوال فإنه يمكننا القول إن سياسة التحرير الغريبة التي اتبعتها الجريدة الورقية للحزب (وليس البوابة الإلكترونية) خلال الفترة الماضية قد أسهمت كثيراً في فقدان الحزب كثيراً من شعبيته ، حيث أهملت الجريدة الورقية قواعد المهنية التي تقتضي الموضوعية في العمل، وعدم التحيز في الخدمة الإخبارية، وكانت دائماً تميل للفلول على حساب الثورة ، وللعسكر على حساب مدنية الدولة، وللجهات المعينة التابعة للنظام المخلوع على حساب الجهات المنتخبة من الشعب المصري ، وللدولة العميقة على حساب الجمهورية الثانية التي أسسها ثورة يناير.
فعلى الرغم من أن حزب الوفد هو الثالث من حيث عدد المقاعد في مجلس الشعب المنتخب ، إلا أن هذا لم يمنع أن تتواري عن الجريدة الأخبار الجادة عن هذا البرلمان ، في حين تتصدر صفحاته الأولى الأخبار الشخصية السلبية عن ممارسات فردية لبعض أعضائه، تماماً مثلها مثل أي صحيفة صفراء وليس صحيفة حزب له تاريخ !
أما رئيس الدولة المنتخب لأول مرة في تاريخ البلاد فتغطيته الإخبارية في الجريدة سلبية فقط ، تظهره عاجزاً أمام العسكر ، أو متخاذلاً أمام الإخوان.
وهذه الممارسات اللامهنية التي اتبعتها جريدة الوفد الورقية ربما لها دوافعها الشخصية أو السياسية لدى رؤساء التحرير المقالين، لكن الأمر يختلف تماماً عند الحديث عن بوابته الإلكترونية.
فقد أسس هذه البوابة الزميل الفاضل الأستاذ عادل صبري ، المشرف السابق على الديسك الإخباري بشبكة الإعلام العربية محيط، وتحت إشراف أستاذنا الكاتب الصحفي عادل القاضي رحمه الله، رئيس التحرير السابق لمحيط أيضاً.
وفي خلال شهور قليلة تمكن الأستاذان عادل من الوصول بهذه البوابة إلى قائمة أشهر عشرين موقعاً في مصر، رغم قلة الإمكانيات المتاحة ، وذلك في مقر البوابة القابع في بدورم المبنى التاريخي لحزب الوفد، حتى وصل عدد قراء إلى أكثر من 20 مليون قارئ شهريا، في مقابل خسائر فادحة بتكبدها الحزب في طباعة النسخة الورقية.
لم يأت هذا النجاح على حساب المهنية في العمل، فهي مدرسة أخلاق واحتراف في الأساس أسسها المرحوم عادل القاضي في بوابة الوفد، وسائر على نهجها الأستاذ عادل صبري، فعلى الرغم من أن أغلب شباب البوابة الصحفيين هم من شباب الثورة، فلا تجد في التغطيات الإخبارية في البوابة أية تحيزات لأي طرف سياسي، اللهم ألا ضمير الصحفي.
ولازالت بوابة الوفد برئاسة تحرير عادل صبري هي الأكثر مصداقية في عالم الإعلام الإلكتروني ، مقابل بوابات كثير من الصحف المشكوك في تمويلها من رجال أعمال فلول النظام السابق.
عادل صبري ليس رئيس تحرير في البوابة ، عادل صبري أصبح مدرسة في المهنة، وأباً وأخاً للصحفيين ، بدأ أغلبهم العمل زملاء لي ، ثم انتقلوا للبوابة لتتحول في عهد عادل صبري من موقع جديد على الإنترنت إلى مصدر موضوعي رئيسي للمعرفة والأخبار.
نصيحة لرئيس الحزب وقادته ، بوابة الوفد الإلكترونية هي النقطة المضيئة في الحزب بعد فقدانه شعبيته فلا تطفؤها !