شكلت منظمة التجارة العالمية الاثنين مجموعة خاصة حول مسالة الصادرات الصينية من المعادن النادرة بناء على طلب الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي واليابان، كما أفاد مصدر مقرب من المنظمة. واتخذ القرار الاثنين أثناء اجتماع لهيئة تسوية الخلافات في منظمة التجارة العالمية حيث كانت المسالة مدرجة على جدول الأعمال.
ويتناول الخلاف القيود التي تفرضها الصين على صادرات المعادن النادرة من التنغستين (معدن ابيض فلزي يستخدم في تقسية الفولاذ) والموليبدين (فلز ابيض).
وتقول الولاياتالمتحدة ان الصين تفرض حصصا وحقوق تصدير إضافة الى إجراءات إدارية على هذه المعادن النادرة ما يؤدي الى الحد من هذه الصادرات التي يرتفع سعرها أكثر فأكثر بالنسبة الى المستوردين الأجانب.
من جهته، أعلن الاتحاد الأوروبي ان هذه القيود على الصادرات تمثل انتهاكا لالتزامات الصين التجارية الدولية، في حين تعتبر اليابان ان هذا التنظيم الصيني مخالف لقواعد منظمة التجارة العالمية.
وأعربت الصين عن "اسفها لتشكيل هذه المجموعة". وقال الوفد الصيني في منظمة التجارة العالمية "كما قلنا في مناسبات عدة"، فان السياسة الصينية في مجال المعادن النادرة "تهدف الى حماية هذه الموارد الطبيعية وتوفير التنمية الاقتصادية الدائمة لها".
وأضاف الوفد الصيني ان "الصين لا تنوي البتة حماية اقتصادها المحلي عبر هذه الوسائل التي تؤدي الى خلل في القواعد التجارية".
وأشارت احصاءات أوردتها بكين الى ان الصين تتمتع بحصة تفوق 90 في المئة في السوق العالمية للمعادن النادرة، بينما لا تمثل سوى 23 في المئة من الاحتياطات العالمية من هذه الموارد.
وأضافت الصين التي تستعد مع ذلك للتعاون مع المجموعة ان "الافراط في استغلال هذه الموارد يقود الى مشاكل مثل التدمير البيئي، الأمر الذي يحول في المقابل دون التنمية المستدامة للمعادن النادرة".
والمعادن النادرة هي عناصر كيميائية تدخل في تركيب العديد من المنتجات المنبثقة من صناعات التقنيات الدقيقة مثل المحركات الهوائية او الهواتف النقالة.
والمجموعة الخاصة التي شكلتها منظمة التجارة العالمية والمؤلفة من ثلاثة أشخاص مهمتها ان تدرس، على ضوء اتفاقات منظمة التجارة العالمية، المسالة التي رفعت أمام هيئة تسوية الخلافات ومساعدتها على صياغة توصيات.
وسيتعين عليها مبدئيا تقديم تقريرها في مهلة ستة أشهر اعتبارا من تاريخ تشكيلها. ويمكن لهذه المهلة ان تمدد لكن ينبغي ان لا تتجاوز تسعة أشهر. ولا يزال من الممكن ابرام اتفاق ودي خلال عملها.
وحددت الصين حصصا لتصدير 30 ألف طن للعام 2012 على غرار ما فعلت بالنسبة الى 2011. لكن صادراتها من المعادن النادرة في العام الماضي بالكاد بلغت نصف الحصص.