كل من يعرف الاسلام يدرك مدي عظمته وسماحته ، ويثني بقدر وعلو منزلة النبي صلي الله عليه وسلم ، ويجعل قلبه سكنا لكل طيب من محبة لله تعالي ورغبة في إرضائه. وكل مدح أو وصف في النبي المختار صلي الله تعالي عليه وسلم لا يجزيه ولا يكفيه، فهو حبيب الله وأفضل الخلق قاضبة، ومن يتتبع سيرته العطرة وتعاليمه الدبلوماسية العقلانية يشعر بيقين لا يخالطه الريب بعجز اللسان عن الثناء عليه أو ذكر جل محاسنه صلي الله عليه وسلم، وقد اجتهد السلف والخلف في مدح النبي "صلي الله عليه وسلم" فلم يستطع احدهم وصفه وصفا شافيا كاملا كافيا، إنما جاءت شهاداتهم لتكمل بعضها وتتلاصق لتكوين صورة موجزة عن أخلاقه العظيمة وعقله السديد، فمن ذا الذي يعرف الحبيب ولا يثني عليه ، وكلنا كمسلمين كنا نتمني التواجد أيام حياته فقط لنراه ، فما بالنا بمن رآه وسمعه وجالسه بل وما بالنا بأهله وزوجاته وأبنائه فقد تهيأ لهم كل الحظ والسعادة بمعاشرته صلي الله عليه وسلم.
يقول العالم ايتيين دنييه "إن شخصية محمد صلي الله عليه وسلم بين برديه كانت خارقة للعادة ،وكانت ذات أثر عظيم جدا، حتي أنها طبعت شريعته بطابع قوي جعل لها روح الابداع وأعطاها، صفة الشيء الجديد"
ويعترف دايفيد دي سانتيلانا " ما كان من محمد صلي الله عليه وسلم إلا ان تناول المجتمع العربي هدما من أصوله وجذوره وشاد صرحا اجتماعيا جديدا....هذا العمل الباهر لم تخطئه عين ابن خلدون الثاقبة ..إن محمدا صلي الله عليه وسلم هدم شكل القبيلة والأسرة المعروفين أنذاك ، ومحا منه الشخصية الفردية Gentesوالموالاة والجماعات المتحالفة"
ويري ول ديورانت أنه " يبدو أن أحدا لم يعن بتعليم محمد صلي الله عليه وسلم القراءة والكتابة ..ولم يعرف عنه أنه كتب شيئا بنفسه ..ولكن هذا لم يحل بينه وبين قدرته علي تعرف شئون الناس تعرفا قلما يصل إليه أرقي الناس تعلما..وكام من مهرة القواد ..لإلا انه كان سياسيا محنكا يعرف كيف يواصل الحرب بطريق السلام"
ويتابع "محمد صلي الله عليه وسلم من أعظم عظماء التاريخ، فلقد أخذ علي نفسه أن يرفع المستوي الروحي والأخلاقي لشعب ألقت به في دياجير الهمجية الحرارة وجدب الصحراءوقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحا لم يدانه فيه أي مصلح آخر في التاريخ كله"
ويمدح فرانز روزنثال قائلا "إن افكار محمد صلي الله عليه وسلم التي تلقاها وحيا أو التي أدي إليها اجتهاده نشطت دراسة التاريخ نشاطاط لا مزيد عليه ،فقد أصبحت أعمال الأفراد وأحداث الماضي وحوادث كافة شعوب الأرض أمورا ذات أهمية دينية ، كما أن شخصية الرسول صلي الله عليه وسلم كانت خطا فاصلا واضحا في كل مجري التاريخ ،لم يتخط علم التاريخ الاسلامي هذا الخط قط .."
ويقول جاك ريسلر " ...كان لزاما علي محمد صلي الله عليه وسلم ، أن يبرز في أقصر وقت ممكن تفوق الشعب العربي، عندما أنعم الله عليه بدين سامٍ في بساطته ووضوحه ،وكذلك بمذهبه الصارم في التوحيد في مواجهة التردد الدائم في العقائد الدينية ، وإذا ما عرفنا أن هذا العمل العظيم أدرك وحقق في أقصر أجل أعظم أمل لحياة إنسانية ، فإنه يجب أن نعترف بأن محمد صلي الله عليه وسلم يظل في عداد أعظم الرجال الذين شرف بهم تاريخ الشعوب والأديان"
ويصرح هنري دي فاستري " ..ولقد نعلم أن محمد صلي الله عليه وسلم مر بمتاعب كثيرة، وقاسي آلاما نفسية كبري قبل أن يخبر برسالته ، فقد خلقه الله تعالي ذا نفس تمحضت للدين ومن أجل ذلك احتاج إلي العزلة عن الناس لكي يهرب من عبادة الأوثان وتعدد الآلهة"
أما الكاتب غير المسلم جورج برنارد شو يعلق"لابد أن نطلق عليه لقب منقذ الانسانية ، واعتقد لو وجد رجل مثله وتولى قيادة العالم المعاصر لنجح في حل جميع مشاكله بطريقة تجلب السعادة والسلام المطلوبين"
من جانبه يؤكد جيمس جينز "لما وعد الله رسوله بالحفظ بقوله (والله يعصمك من الناس) صرف النبي حراسه ، والمرء لا يكذب على نفسه ، فلو كان لهذا القرآن مصدر غير السماء لأبقى محمد على حراسته!"
وأعرب البروفيسور يوشيودي كوزان - مدير مرصد طوكيو "أعظم حدث في حياتي هو أنني درست حياة رسول الله محمد دراسة وافية ، وأدركت ما فيها من عظمة وخلود".
يقول الكاتب لامارتين "كان محمد (صلي الله عليه وسلم) فيلسوفا ، خطيبا ، رائدا ، مشرعا ، محاربا ، مفكرا ، محيي العقيدة السليمة ، ذا دين بلا اصنام ، مؤسسا لعشرين امبراطورية ارضية ، كلها تابعة لامبراطورية روحية واحدة. وبجميع مقاييس عظمة الرجال يمكننا ان نتسائل ، ايوجد رجل اعظم من محمد (صلي الله عليه وسلم) ؟"
هذا جزء من شهادات الغربيين علي شخصية نبينا ، وإنما ذكرناها لنذكر الخلق أجمعهم أن رسولنا بعث للعالم أجمع عربهم وأعجمهم ، ومحاولة لرد جميل نبينا علينا عندما بلغ عن ربه قوله "كنتم خير أمة أخرجت للناس" وشهادة حق علي كل من يصادم تاريخ معلم البشرية أنه أكبر وأعظم من افتراءاتكم بشهادة مفكرين منكم تفكروا قبل أن يقرروا ،وتفهموا قبل أن يدرسو.
اللهم صلي علي الحبيب ملء السموات والأرض والعرش العظيم ، فهؤلاء شهدوا بنزاهة نبينا ، فماذا نقول نحن لنتفوق عن شهادتهم بما يتجاوزها دقة؟ فوالله لو اجنمع الخلق ليصفوا عظمته ويحددوا جل مكارمه ما قدروا وما استطاعوا ،وما علينا إلا أن نقترب من الوصف الأعم والأشمل له صلي الله عليه وسلم بأنه "حبيب الله".