اهتمت الصحف الإماراتية والقطرية فى مقالاتها الافتتاحية اليوم الخميس، بالمشهد السياسى المصرى، وانتظار رسو السفينة المصرية على بر الأمان، محذرة من وجود من يتربص بالتجربة الديمقراطية الفريدة، التى خاضتها مصر فى الانتخابات الرئاسية. فى الإمارات، دعت صحيفة "الخليج" تحت عنوان "دستور تستحقه مصر"، القوى التى تهمها مصلحة مصر ونهوضها وديمومتها إلى قراءة واعية للواقع، الذى أفرزته 16 شهرا انقضت على نجاح ثورة 25 يناير فى إسقاط النظام السابق، والمخاض الطويل الذى أوصل إلى انتخابات رئاسية فاز فيها من فاز. أضافت الصحيفة أن فى مصر الآن استقطابا حادا واستنفارا وشد أعصاب وإعادة تشكيل خريطة سياسية جديدة، مؤكدة أن مصر غير معزولة عما حولها، والعالم يشهد متغيرات لم تتبلور خواتيمها حتى الآن. أوضحت "الخليج" أن ذلك يجب أن يشكل دافعا للمصريين بقواهم كافة للعمل يدا بيد بلا تفرد ولا استثناء، ومن دون استعادة أى شكل من أشكال النظام السابق، الذى ثاروا من أجل تغييره، وإلا فإنه لن يكون هناك معنى لأى حديث عن تغيير أو تطوير ويبقى البلد أسير الدوامة نفسها. أكدت الصحيفة- حسب وصفها- أن الدستور الجديد هو ما يعول عليه، لأنه هو ما سيبنى عليه، ولذا تبرز الحاجة إلى رجال ثقة ووعى ومسئولية وحكمة يمثلون شرائح المجتمع كافة، ليكون دستور مصر فعلا. وفى قطر، رأت صحيفة "الوطن" أنه أمام مصر والساحة السياسية المصرية عدة تحديات تتعلق بالعبور إلى واقع سياسى جديد فى أعقاب نجاح ثورة 25 يناير، مشيرة إلى أن اكتمال استحقاق العملية الانتخابية يأتى ليشكل حدثا بالغ الأهمية فى مسار الأحداث بمصر. ونبهت "الوطن" إلى أن الساحة السياسية المصرية باتت الآن مشحونة بتداعيات شتى بعد حالة التجاذب الذى اتخذ صورا عديدة بين حملتى المرشحين للرئاسة، مؤكدة أنه فى ظل هذه الحالة غير المسبوقة من الاستقطاب والتوتر، يتجدد التطلع بأن تسود ساحة العمل السياسى المصرى معطيات اعتماد النزاهة والشفافية واحترام دور كافة المؤسسات الرئيسية الشرعية فى الدولة. من جانبها، قالت صحيفة "الشرق"- تحت عنوان (مصر على مفترق الطرق)-: "إن العملية الانتخابية فى مصر دخلت مرحلتها النهائية، إلا أنها زادت من التكهنات والمخاوف والحذر من أن يكون هناك من يتربص بهذه التجربة الديمقراطية الفريدة". ودعت الصحيفة الشعب المصرى إلى أن يقدر حجم المسئولية الديمقراطية، وأن يبذل المزيد من الانتظار لتتضح الرؤية وتكون النتيجة أكثر شفافية وأكثر تعبيرا عن إرادة الشعب الذى يختار رئيسه لأول مرة بطريقة ديمقراطية وشفافية ونزيهة فى تاريخ مصر الحديث.