تقرير- أحمد هواري: واصلت وسائل الإعلام العربية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي من المحيط إلي الخليج اهتمامها بمتابعة تطورات اللحظات الأخيرة من سباق الرئاسة بمصر, حيث تصدرت تفاصيل الماراثون الانتخابي عناوين الصحف العربية وسط ترقب للنتيجة النهائية وتحذيرات من وجود من يتربص بالتجربة الديمقراطية في مصر. ففي الإمارات, دعت صحيفة الخليج في افتتاحيتها القوي التي تهمها مصلحة مصر إلي قراءة واعية للواقع الناتج عن16 شهرا انقضت منذ نجاح ثورة25 يناير في إسقاط النظام السابق والمخاض الطويل الذي خاضته. وأضافت أن مصر تشهد الآن استقطابا حادا واستنفارا وشد أعصاب وإعادة تشكيل خريطة سياسية جديدة, مؤكدة أن مصر غير معزولة أو منعزلة عما حولها, والعالم يشهد متغيرات لم تتبلور نهاياتها حتي الآن, والمنطقة في قلب هذا العالم. كما تناولت بعض الصحف السعودية, في افتتاحياتها أمس التطورات المصرية, مؤكدة أن مصر تمر بمفترق طرق, وأنها تستحق مستقبلا أفضل ولديها كل مقوماته. وأكدت صحيفة( المدينة) إن مصر اليوم عند مفترق طرق حاسم, مضيفة أنها تستحق مستقبلا أفضل, ولديها مقومات صنعته بأيدي أبنائها, فقط إذا ما تم التركيز علي الهدف النهائي دون الانشغال عنه بالاستغراق في مشاعر الغضب أو الإحباط, أو في الأحلام والأوهام بعيدا عن حسابات الواقع. ومن جانبها, ذكرت صحيفة( عكاظ) أنه بصرف النظر عمن سيفوز في انتخابات الرئاسة المصرية, فإن المهم في المقام الأول هو استقرار وأمن مصر العزيزة علي قلوب الشعب السعودي والشعوب العربية والإسلامية, واحترام ارادة الناخب في اختيار من يراه مناسبا لقيادة مصر الغد. ورجحت وكالة رويترز أن يكون التأثير الاكبر لنتيجة الصراع علي السلطة في مصر- صاحبة الثقل الأكبر في المنطقة العربية- علي قطاع غزة حيث سيعطي فوز الدكتور محمد مرسي دفعة سياسية لحركة المقاومة الاسلامية( حماس) المسيطرة علي القطاع. وتأمل حماس أن يخفف فوز إسلامي برئاسة مصر من قيود الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ وقت طويل علي غزة. وإذا سيطرت جماعة الاخوان المسلمين علي السلطة في مصر فإن حماس تأمل أيضا أن يعزز ذلك موقفها في الصراع الداخلي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس المدعوم من الغرب. وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حماس لرويترز إنه من الطبيعي أن تشعر حماس بسعادة أكبر كثيرا إذا فاز مرسي بالرئاسة. لكن وعلي الرغم من أن الأمر قد يعطي دفعة معنوية لحماس فإن قلة يعتقدون أن انتصار مرسي سيحقق تغييرا كبيرا سواء في معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية أو في الحصار المفروض علي غزة بتواطؤ من السلطات المصرية أيام مبارك. واعتبرت رويترز أنه مثلما أقلقت شعبية الاخوان في الانتخابات الحكام العسكريين في مصر فإنها جعلت حكومات محافظة في منطقة الخليج- تخشي من وصول موجة الانتفاضات إليها في نهاية المطاف- تتخذ إجراءات ضد الاسلاميين في بلادها. وتشجع أعضاء حركة الإصلاح في دولة الامارات بالنفوذ المتنامي لجماعات إسلامية فازت بالانتخابات في تونس ومصر والمغرب فعززوا من مطالبهم بمنح المجلس الاستشاري الوطني الذي يعين نصف أعضائه مزيدا من السلطات. وفي تونس, وعلي عكس الاخوان في مصر, التزم حزب النهضة بتعهده بعدم خوض انتخابات الرئاسة وقطع خطوات أكبر في سبيل طمأنة المؤسسة العلمانية القوية في البلاد طبقا لتقرير رويترز. وفي ليبيا, يرقب الليبيون الوضع في مصر عن كثب أكثر, حيث تجري الانتخابات في يوليو المقبل, وستكون أول انتخابات وطنية حرة في البلاد منذ الاطاحة بالعقيد الراحل معمر القذافي.. وللمرة الأولي في تاريخ ليبيا يشارك شبان ينتمون لجماعة الاخوان المسلمين التي كانت محظورة في عهد القذافي في دعاية انتخابية في شوارع طرابلس ويوزعون كتيبات تروج لحزب العدالة والبناء الذي ينتمون إليه.