من الامور العجيبة التي نراها علي الساحة الان اننا نجد من رسب في انتخابات الرئاسة الاخيرة يريد ان يتحكم في مجريات الامور علي الساحة المصرية ويغير من خارطة الطريق والتي اتفق عليها الجميع بما فيهم حمدين صباحي وابو الفتوح وخالد علي . وما افهمه ان الراسب دائما ينزوي ويحاول ان يصلح الخلل الذي جعله لا يتجاوز الاختبار ” لا ” ان يدافع عن رسوبة عملا بالقول المأثور ” فيها لاخفيها ” لان الوضع القائم الان لا يتحمل اي تصعيد . لان البلاد مقبلة علي ايام صعبة تراجع فيها الاقتصاد بطريقة ملحوظة واعمال كثير من الناس معطلة .
والعقل يقول طالما وافقنا من البداية ان نسير في طريق الانتخابات وشاركنا بالفعل فيها فلابد وان نكمل الطريق الي نهايته .
وهذا ما يجب ان يفعله السيد حمدين وابو الفتوح وخالد علي . وليس بما ينادون به من فكرة تكوين فريق رئاسي لانهم بذلك يكشفون عن نياتهم الحقيقية في ان ما كانوا ينادون به ليس من اجل مصر وانما من اجل اغراض شخصية , مستغلين مشاعر الناس في تحقيق هذا الغرض .
وانا اري ان ما يطالبون به يخالف كل الاعراف بل وسيفتح الباب لعدم استقرار الاوضاع داخل مصرسواء الان او حتي في المستقبل القريب او البعيد . لانهم بذلك يرسخون لمبدأ عدم الرضا بنتائج الانتخابات وهدم الديمقراطية بل ونسف ما تم بنائه وما بداناه من عملية التحول السلمي .
واذا تاملنا فيما ينادي به هؤلاء من تكوين فريق رئاسي نجد ان ما ينادي به هؤلاء قام علي اعتبارات واهية , لانه تجاهل المؤسسة العسكرية الضامنة الوحيدة للانتقال السلمي , والمرشحين في السباق الان , والناخبين الذين اختاروا كلا من المرشحين .
فكيف نضرب بكل هذا عرض الحائط لتقرير امر هو باطل من اساسه ..!!! فهل يا تري لو كان السيد حمدين اوابو الفتوح الان في جولة الاعادة مع شفيق هل كان يطلب اي واحد منهما ما يطالب به الان ؟ طبعا لا .. ولذلك احب ان اقول للسيد حمدين وابو الفتوح لو كانت نيتكم الاصلاح فعلا فلماذا لم تطبقوا ما تنادون به الان قبل جولة الانتخابات الاولي ؟ والاجابة طبعا واضحة ولا تحتاج الي دليل وهي ان كل واحد منكم كان طامعا في كرسي الرئاسة …
وهذا هو السبب الذي جعلهم في الجولة الاولي لا يتفقون علي مرشح واحد من بينهم , وانا اري من خلال هذا ان ارادة الله رفضت ان يكمل هؤلاء سباق الرئاسة لان نياتهم لم تكن خالصة وها هي كما نراها قد فضحها الله امام الجميع .
والذين يؤيد ما نقول انهم الان يدعون الي مقاطعة الانتخابات . وهذا يصب بطبيعة الحال في صالح شفيق . فهل هؤلاء فعلا خدموا الثورة بهذا التصرف الاحمق ؟ ام انهم ضروها باختيارهم المعيب ؟ والاعجب من ذلك ان حمدين رفع قضية لابطال الجولة الاولي من الانتخابات , كل هذا يبين ان النية لم تكن خالصة من البداية …
ولذلك ادعوا كل وطني الي المشاركة في الانتخاب ويصوت لمرشح الثورة الان وهو محمد مرسي ولا يصوت للنظام القديم المتمثل في احمد شفيق وليعلم الجميع ان من ابطل صوته او امتنع عن المشاركة فانه بذلك يساهم في عودة النظام القديم والذي يمثله احمد شفيق ونكون بذلك قد اضعنا الثورة وحقوق الشهداء وضاع الامل الذي سيعمل علي اعادة المحاكمات من جديد , لرد الحقوق الضائعة لشهداء ومصابي الثورة , بل وللمظلومين من ابناء هذا الشعب خلال حكم مبارك ونظامه الفاسد .
فاننا الان امام لحظة فارقة من تاريخ الثورة فاما ان نكون او لا نكون فانتبهوا ياسادة .. قبل فوات الاوان — وشكرا —-