والثلاثي نظام سياسي تمنح بموجبه القيادة للشخصيات السياسية الثلاث المهيمنة على المشهد السياسي. استخدم هذا النظام عبر التاريخ في أوقات الأزمات الكبرى، من أجل حل المشاكل الكبرى وقيادة الدولة الى عهد جديد. الثلاثي الأكثر شهرة على مر العصور القديمة هو ذاك الخاص بقيصر في روما، والذي تكون لتحقيق التوازن بين السلطات للمرور بالدولة خلال فترة عصيبة. ولا ننسى الثلاثي الشهير الذي تكون في فرنسا من قبِل نابليون (1795-1799) من أجل الحفاظ على الثورة الفرنسية.
ثلاثي آخر معروف في عصرنا الحديث هو ما تم في هولندا في 1561، لضمان الحريات المدنية والدينية.
في وضع مصر الحالي، يمكن أن يكون الثلاثي هو الحل أيضاً.
مصر تمر بأزمة كبيرة، تتطلع للحصول على ضمانات للحريات المدنية والدينية، وتريد الحفاظ على الثورة. كيف يمكن لهذا الثلاثي العمل من الناحية العملية؟
1. قبل الانتخابات (ويفضل في نهاية هذا الاسبوع) يتوافق المرشحين الرئيسيين للرئاسة مرسي، صباحي وأبو الفتوح على تشكيل حكومة ثلاثية (أو مجلس رئاسي من ثلاثة) وذلك لمواجهة انتخابات يونيو 16-17 معا.
الوصول للحكم عبر الانتخابات أمر شديد الأهمية. أي خيار آخر سيكون بمثابة نكسة كبيرة للديمقراطية.
2. إذا فازوا، وافقوا على العمل معاً للسنوات الأربع المقبلة في إطار هذا الثلاثي. إجراء التغييرات والإصلاحات اللازمة يحتاج للكثير من الوقت والأربع سنوات ليست بالكثير.
3. سيكون الثلاث رجال على قدم المساواة في التسلسل الهرمي.
4. سوف يكون هناك فصل واضح في الاختصاصات بحيث تقسم السلطة التنفيذية بينهم بكل وضوح، ولكن سيتم اتخاذ القرارات معا.
5. بصورة عامة يمكن تقسيم الاختصاصات كما يلي:
- الرئيس الأول : يكون مسؤولا عن الإصلاحات الخاصة بالشؤون الاجتماعية، والاقتصادية والثقافية والتعليم. ويتولى رئاسة الحكومة.
- الرئيس الثاني : يكون مسؤولا عن كتابة الدستور. ويرأس اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور. كما سيكون مسؤولا عن تطهير وإصلاح وإعادة هيكلة وزارة الداخلية. ومسؤول أيضاً عن حماية الحريات المدنية والدينية.
-الرئيس الثالث : مسؤول عن كل ما يخص الشؤون الخارجية والدفاع، وكل ما يخص العلاقة مع الجيش، وإصلاح النظام القضائي.
6. يتوافق الثلاثة على تحقيق التوازن في تشكيل الحكومة واللجنة الدستورية بحيث يخرج كلاهما ممثلاً لجميع فئات وطوائف الشعب.
أحيانا يمكن للتاريخ أن يكون مفيداً إذ يمنحنا حلولاً قديمة لكنها تبدو مبتكرة.
ولكن بطبيعة الحال، تبقى مجرد فكرة ووجهة نظر من الخارج.
كورت ديبوف: ممثل البرلمان الأوروبي في مصر والمستشار الرسمي لرئيس الوزراء البليجكي ويقيم حالياً في القاهرة