يتواجد بإسرائيل منذ يومين زعيم حركة انفصالية تدعو لاستقلال منطقة القبائل في الجزائر، وهو ما أثار سيلا من الانتقادات ضد فرحات مهني الذي وعد في إحدى المرات بفتح سفارة إسرائيلية في الجزائر. وتفاجأ الرأي العام الجزائري بزيارة مهني، وهو في الأصل مغن أمازيغي، إلى إسرائيل وأيضا ظهوره مع نائب رئيس الكنيست.
وخلال اللقاء طلب زعيم "الحركة من أجل استقلال القبائل" ومقرها باريس، فرحات مهني، دعم من أسماهم "الشرفاء في الكنيست".
وقال مهني في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية وجزائرية :"إن زيارته لتل أبيب تأتي في سياق عقد علاقات قوية مع كل الدول، خاصة أن إسرائيل عضو في الأممالمتحدة"، على حد تعبيره.
وأضاف مهني، الذي يزور إسرائيل لمدة أربعة أيام، إنه "متأكد من أن الشعب القبائلي سيبقى خلفه وأنه لا يخاف ردة فعله".
وردا على هذه الزيارة التي تأتي في أجواء متوترة عربيا، أدانت أحزاب جزائرية كثيرة هذه الخطوة، واعتبرتها محاولة لزعزعة استقرار البلد. وتبعا لذلك، قال المكلف بالاتصال على مستوى حزب جبهة التحرير الوطني، قاسي عيسى في تصريح ل"كل شيء عن الجزائر" :"هذا الفعل لا يلزم سوى شخص ومجموعة صغيرة، ليس لديها أي قاعدة، سواء بمنطقة القبائل أو بين القبائل الذين هم جزء لا يتجزأ من الشعب الجزائري"، واصفا زيارة فرحات مهني ب"السلوك غير المسئول".
وقال الإسلامي عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة وال تنمية، من جهته أيضا :"إننا ندين تصرف هذا الشخص الذي يريد القضاء على وحدة البلاد"، في حين دعا أمحمد حديبي الناطق باسم حركة النهضة الإسلامية السلطات إلى سحب الجنسية الجزائرية من فرحات مهني، قائلا: "هذا الشخص يشكل خطرا على الوحدة الوطنية".
ويقود فرحات مهني البالغ من العمر 51 سنة، حركة انفصالية تدعو لاستقلال منطقة القبائل وعاصمتها تيزي وزو، ويروج لطروحات تتهم النظام الجزائري بارتكاب جرائم في حق من يسميه "شعب القبائل".
لكن مواقفه لا تلقى التأييد السياسي والشعبي اللازم حتى في منطقة القبائل، حيث يعارضه أقوى حزبين سياسيين في منطقة القبائل، وهما جبهة القوى الاشتراكية بزعامة حسين آيت أحمد المقيم في منفاه بسويسرا، وأيضا التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، الذي كان يقوده إلى غاية الانتخابات البرلمانية الدكتور سعيد سعدي.
وقال شافع بوعيش الناطق باسم جبهة القوى الاشتراكية لفي وقت سابق إن دوافع مشاركة حزبه في الانتخابات البرلمانية الأخيرة هو "منع تقسيم البلاد ومواجهة دعاة انفصال المنطقة".
ونشرت صحيفة "النهار الجديد" معلومات قالت إنها مؤكدة، اتهمت فيها فرحات مهني بزيارة إسرائيل مرتين على الأقل قبل هذه الزيارة الثالثة، وقالت الصحيفة إن "مُنظّر الانفصال قد زار إسرائيل مرتين خلال هذه السنة(2009)، انطلاقا من العاصمة الفرنسية في طائرة شركة الطيران العال بجواز سفر فرنسي، تحت اسم ''كاري لويس''.
وأضافت الصحيفة، نقلا عن المكلفة بالشؤون السياسية في السفارة الإسرائيلية بباريس، خافييت ماريزا، أن "فرحات مهني يحظى باهتمام الحكومة الإسرائيلية التي تتطلع إلى فرض حق الانفصال لشعب قبائل الجزائر، ودعم الأقليات الأمازيغية في كل من المغرب وليبيا، وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تنظر بعين الاهتمام إلى تحرك حركة الماك والاعتراف بها".
بينما كشفت الملحقة العسكرية بالسفارة الإسرائيلية ببوخارست رومانيا، السيدة زهرة شارووت في اتصال هاتفي خاص مع جريدة ''النهار الجديد''، أن ''فرحات مهني تلقى دعما ماليا قدر بمليون أورو من المجمع اليهودي الأمريكي".