باريس: صدر بالفرنسية عن دار "ميشالون" كتاب جديد لفرحات مهنى بعنوان "قرن الهويات، نهاية دول ما بعد الاستعمار"، والذي يحاول فيه استقراء نصف قرن من تاريخ الجزائر، ومعوّقات مشاريع النهضة الفكرية، ويبدو متفائلاً بنهاية عصر الديكتاتوريات. ووفقاً لسعيد خطيبي بصحيفة "الأخبار" اللبنانية يبني المؤلف أطروحته على الواقع السياسي في الجزائر، وفشل المخطّطات الإصلاحية، مشيراً إلى أن "علّة الدّول الأفريقية والآسيوية المستقلة منتصف القرن الماضي لا تكمن في نوعية الحكم بل في طبيعته". ويقول مهنى "غداة الاستقلال عشريتي الخمسينيات والستينيات، لم نشهد ميلاد دول جديدة، بل دول قائمة على الإرث الاستعماري، تسير وفق سياقاته ومخلفاته". كذلك يذكر أنه بالنسبة لأبناء جيله، بدأ النضال على الشق الثقافي، قبل الانتقال إلى الشقّ السياسي، حيث كانوا يطالبوا بالإقرار فقط بالهوية وباللغة الأمازيغية، ويقول "حلمنا بجزائر ديموقراطية ومتعدِّدة كما دعا إليها كاتب ياسين. لكن أحداث 2001 الدموية شكلت قطيعة رمزية ونهائية مع النظام". جدير بالذكر وفق المصدر نفسه أن فرحات مهني يعتبر واحداً من الأسماء الأكثر جدلية في الجزائر، واشتهر بمواقف متطرّفة أحياناً في الدّفاع عن المسألة الأمازيغية، تعرض للسجن شهوراص طويلة إبان حكم حزب "جبهة التحرير الوطني" في الثمانينيات، وأسهم في تأسيس "الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان"، و"الحركة من أجل استقلال منطقة القبائل"، وعرف بتشبّثه بمطلب اعتماد اللغة الأمازيغية لغة وطنية في البلاد.