تطوير السكك الحديدية (1)

لاشك أن الكثير من المشاكل الاقتصادية الجاثمة على الساحة فى المرحلة الحالية تتطلب تضافر وتجنيد جميع الجهود الوطنية المخلصة للتوصل إلى أمثل ناتج قومى، وصولاً إلى ما نصبوا إليه من طموحات.

لذا بات من الضرورى إزالة المعوقات أمام القطاع الصناعى والإنتاجى وذلك بهدف تحقيق انطلاقة للاقتصاد المصرى التى تقف منها الحكومة موقف الشريك الرئيسى الداعم لها على طول الخط موفرة البنية الأساسية والقوانين والتشريعات اللازمة والضرورية لإصلاح الشارع الصناعى والتجارى أيضاً.

إلا وأننا فى موضع تحديد الأولويات، ذاكرين إحداها فقط كمطلب أساسى للصناعة نراه الأكثر تأثيراً من الناحية الإيجابية نجد أننا منحازون لقطاع النقل والمواصلات وعلى وجه الخصوص خطة تحديث السكك الحديدية التى طال تعرضها للإهمال الجائر، باعتبار أن فى دعم هذا المرفق الحيوى المهم وصولاً به لتحقيق قدر لا يستهان به من الطموحات القومية المعلقة عليه، فيه حل لكثير من المشاكل الاقتصادية المتراكمة فى مرحلتها الحالية.

والأمر ليس بخاف فى أن تطوير هذا المرفق الحيوى المهم ليحقق الطموحات القومية المعلقة عليه حل للعديد من المشاكل التى يتعرض لها الاقتصاد فى المرحلة الحالية، ولنا أن نسأل ونجيب عن التساؤلات الاقتصادية التالية:

■ لماذا لم يتحقق الهدف من المشروعات الكبرى بجنوب مصر وعلى رأسها مستقبل مشروع توشكى العملاق حتى الآن؟

الإجابة: السكك الحديدية التى لم تمد خطوطها حتى توشكى.

■ ما مشكلة عدم الاستفادة بكامل الإمكانيات المتاحة من الثروة السمكية ببحيرة السد العالى؟ الإجابة: السكك الحديدية وعدم توفير خدمات النقل المبرد من أسوان لباقى أنحاء الجمهورية شمالاً وذلك حتى تواكب إمكانيات الصيد الضخمة التى يمكن توفيرها.

■ ما السبب فى تأخير انطلاقة التصنيع الزراعى بموقع الزراعة؟

الإجابة: السكك الحديدية التى تخلت خطوطها عن توفير خدمات النقل لمناطق مدخلات ومخرجات عملية التصنيع الزراعى وكذا خلوها من خدمات النقل المبرد.

■ ما العقبة أمام تطور موانئ البحر الأحمر لتخدم الرقعة الجغرافية التى تقع فى نطاقها وخارجها؟

الإجابة: عدم مد خطوط السكك الحديدية لهذه الموانئ التى كان من شأنها إحداث انطلاقة عمرانية عملاقة فى المساحة المنحصرة بين الوادى والبحر الأحمر.

■ ما مشاكل شركات إنتاج الصلب وأيضا الأسمنت مما جعلها تتخلف عن ملاحقة النهضة المنشودة بالمعدلات المطلوبة؟

الإجابة: السكك الحديدية التى تخلت عن مد خدمات نقل الخامات السائبة من أسمنت سائب وكذا تغذية المصانع بحاجتها الضخمة من الفحم السائب والكيماويات السائبة الأخرى مثل المازوت وغير ذلك مما يحمل عمليات النقل الحالية مصاريف إضافية تهدر فى التعبئة والتغليف والبطء فى عملية التفريغ.

■ لماذا تخلف الريف والحضر عن الدخول فى منظومة التصدير للعالم بفرض توافر التكنولوجيات؟

الإجابة: السكك الحديدية التى لم تمد خطوطها للموانئ ولم توفر خدمات التخليص والنقل من المصدر بالصعيد إلى الموانئ والعكس لتسلم وتسليم المستندات وتقوم بتخليص البضائع لحساب العميل المصرى.

■ ما مشاكل التجارة الداخلية التى تمنعها من تأدية دورها بالحجم الذى تستحقه؟

الإجابة: السكك الحديدية التى تحتاج لتنشيط مخازنها بكل محطة سكة حديد لتستوعب الخدمات التخزينية التى تحتاجها المنطقة الجغرافية التى تقع فى نطاقها بما فى ذلك النقل المبرد وكذا أن تؤدى دورها فى تسليم البضائع واقتضاء الثمن وتحويله للمستفيد مورد البضاعة.

ولاشك أن حالة السكك الحديدية المتردية التى نحياها الآن هى شاهد غير قابل للتشكيك فيه على إهدارنا عبر عقود لإمكانيات كانت لدينا وتميزنا فيها وبها، وكم كان لنا من الخبراء فى إدارة السكك الحديدية ممن تمكنوا بنجاح من إدارتها تحت الإدارة المصرية فى المرحلة التالية لرحيل الإدارة البريطانية دون أن تحدث ثمة فجوة إدارية أو فنية فى التشغيل.

«نستكمل لاحقا»

** نقلا عن صحيفة "المصري اليوم "