أحيا الشعب اللبناني اليوم الذكرى السابعة والثلاثين لاندلاع الحرب الأهلية التي استمرت طوال سنوات أليمة أدت إلى خسائر كبيرة في الأرواح والمنشآت وأنهكت قوى لبنان السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وتذكر اللبنانيون الأيام السوداء التي عايشوها في كل لبنان وداخل جميع طوائفه الدينية وتياراته السياسية، وحث رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والقوى الشعبية على استذكار تلك الأيام العصيبة والعمل على إبعاد الخلافات الطائفية والمذهبية والسياسية عن وجه لبنان حتى يعيش في ظل الهدوء والطمأنينة ورفض العودة إلى الماضي وإنقاذ الأجيال القادمة من أخطار النزاعات والخلافات التي تقع في بعض البلدان المجاورة.
ودعا الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان، اللبنانيين إلى التوقف مليا عند هذه الذكرى والتبصر بمضامينها ومعانيها، وأن يكون استذكارها لاستخلاص العبر مما تؤدي إليه الصراعات والخلافات عندما تتجاوز سقف المصلحة الوطنية إلى لعبة المحاور والمصالح السياسية والآنية والمكاسب الخاصة.
ولفت سليمان إلى أهمية الاستقرار الذي ينعم به لبنان في خضم التوتر والغليان الذي تشهده المنطقة أمنيا وسياسيا، وأمل في أن يعي اللبنانيون أهمية التفاهم الداخلي على الثوابت الوطنية الأساسية وأن يبقى الاختلاف حيال أي موضوع ضمن الأطر الديمقراطية والدستورية لان لا قيامة حقيقية للدولة التي يصبوا إليها اللبنانيون إلا بالتزام الدستور الضامن الوحيد للوطن وأبنائه.
من جانبه قال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي إن "الذكرى السابعة والثلاثين لاندلاع الحرب اللبنانية الأليمة تحمل في الذاكرة جروحا تدفع إلى دعوة جميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم إلى التلاقي على كلمة سواء تحفظ الوطن وتبعد عنه الحروب والويلات"، وضرورة العظة من عبر ودروس هذه الذكرى وأن يكون بالحوار الجدي والتلاقي بين بعضنا البعض للبحث في أفضل السبل لدرء الأخطار عن لبنان، لا سيما في ظل الأحداث الأليمة التي تشهدها المنطقة، وحمايته من التجاذبات الإقليمية والدولية التي حذر دائما من انعكاساتها السلبية على الوحدة الوطنية، والابتعاد عن الدخول في أي رهانات خاطئة دفع الجميع أثمانا غالية بسببها في السابق، ولا نزال نجهد للتخلص من تداعياتها على واقعنا ومستقبلنا.
من جهته ، استذكر رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري ذكرى 13 أبريل "انطلاق شرارة الحرب الأهلية اللبنانية عندما اختفى صوت المنطق والحوار وتحققت الغلبة لإرادة الانقسام والتعصب والفوضى".
ووصف الحريري الموجود بالخارج هذا اليوم بالأليم وشهد مآسي القتل والحروب والمجازر والخطف والتهجير بمثل ما نستذكر حروب الأشقاء والأعداء والاجتياحات الإسرائيلية المتكررة لأرضنا وسيادتنا الوطنية، ومعها كل أشكال المؤامرات التي حلت على لبنان وشعبه.
من ناحية أخرى نظمت "الجمعية اللبنانية الخيرية للإصلاح والتأهيل"، لقاء بمناسبة هذه الذكرى في طرابلس بحضور فاعليات شعبية وسياسية لتأكيد حماية لبنان ومواجهة كل أنواع الفتن التي يحاول البعض إثارتها، وان الجيل الجديد يتطلع إلى أن يعيش ويتعلم ويعمل وأن يخدم المجتمع في أجواء من الأمن والطمأنينة وهذا من أبسط الحقوق.