الدوحة: أكد الشيخ عبد الله بن عمر البكري خلال خطبة الجمعة أمس بجامع عمر بن الخطاب بقطر إن للآداب والأخلاق صلةٌ وثيقة بعقيدة الأمة ومبادئها. فالأخلاق عنوانُ التمسك بالعقيدة ودليل الالتزام بالقيم، والأخلاق في الإسلام باب عظيم مفتاحه الحياء. وأوضح البكري أنه جاء في كتب التاريخ أنه استشهد لإحدى الصحابيات ولد في بعض الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءت تبحث عنه بين القتلى وهي منتقبة فقيل لها: تبحثين عنه وأنت منتقبةٌ متحجبة؟ فقالت: "لأن أُرزأ ولدي فلن أُرزأ حيائي"، فحياؤها أغلا من الدنيا كلِّها، ومصابُها به أعظم من كل مصيبة. هكذا كانت نساء المسلمين في زمن عافية الأمة وهكذا كانت أمهات الأبطال الفاتحين. وقال البكري أن الحياء خلق نبيكم صلى الله عليه وسلم ، قال أبو سعيد الخدري: (كان رسولُ الله أشدَّ صلى الله عليه وسلم حياءً من العذراء في خدرها). وعلاقة الحياء بالإيمان وثيقة جداً، فقد قال النبي: " الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء والجفاءُ في النار" وقال: صلى الله عليه وسلم " الحياء والإيمان قُرنا جميعاً فإذا رفع أحدهما رفع الآخر". والحياءُ كله خير، ولا يأتي إلا بخير كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، والحياء زينة وبهاءٌ ، ووقار للرجال والنساء، وقد قال النبي: صلى الله عليه وسلم "ما كان الفحش في شيء قطُ إلا شأنه ولا كان الحياء في شيء قط إلا زانه" واختتم البكري خطبة الجمعة بقوله " اعلمي أيتها الفضلى واعلم أيها الفاضل أن الحياء لا يذهبُ جملة واحدة ولكنه ينسل انسلال الأفعى ، ويتسربُ تسربَ الماء شيئاً فشيئاً، كالشجرة المورقة في الخريف لا تزال تفقد أوراقها واحدة واحدة فإذا بها جذع مجدب بعد أن كانت ظلا وارفا ،فاحذروا الخطوة الأولى مهما بدت صغيرة، فللشيطان خطوات يخدع بها من انساق وراءه (يا أيها الذين آمنوا لاتتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم) ومتى رزق المرء الحياء رايت ذلك منه فى لفظه وهيئته ومداخله ومخارجه وبعده عن مواطن الشبه ومسالك الريب".