ايمان الطريفى تكشف عن مسجون سياسي بعد 25 سنه من اعلان النظام فى تونس انه تم اعدامه سجون الانظمة الديكتاتورية التى هتفت لها الجموع ونادى بعظمتها المرجفون لم تكن السجون البوليسية الا اماكن لتخليص الحسابات وواد المخالف وتكقم الافواة والتصفية الجسدية للمعارضين من هو الشيخ محمد الازرق ولد الشيخ محمد الأزرق بمدينة المكنين شمال شرق تونس سنة 1927 وترعرع في العاصمة حيث انخرط في مقاومة الاستعمار الفرنسي في كل من تونسوالجزائر كما كان يكتب ببعض الجرائد التي صدرت منتصف القرن الماضي، وشارك في حرب فلسطين سنة 1948. انحاز إثر اتفاقيات الحكم الذاتي التي وقّعها بورقيبة مع فرنسا إلى تيّار الزعيم صالح بن يوسف الذي دخل في مواجهات عسكرية وسياسية ضد الحكم الجديد مما اضطر الشيخ الأزرق إلى المغادرة إلى الجزائر بعد الحكم عليه بالسجن، وعاد إثر ذلك ليشارك في محاولة الإنقلاب على بورقيبة مع عدد من المقاومين بينهم القائد العسكري لزهر الشرايطي سنة 1962، بيد أن بورقيبة تمكّن من قمع التحرك وأصدر أحكاما قاسية بالإعدام والسجن على العناصر التي شاركت فيها حيث قضى الشيخ الأزرق فترة في السجن. وقد روى عدد ممن بقي على الحياة منهم الأهوال التي تعرضوا إليها في أقبية التعذيب، واتهموا الباجي قائد السبسي رئيس الحكومة السابق أنه هو من كان يشرف على حملة التعذيب والإبادة القاسية التي تعرضوا إليها من موقعه كمدير للأمن. غادر الشيخ الأزرق سجون بورقيبة حيث اشتغل لسنوات في تجارة الأقمشة وواصل الكتابة في منشورات صادرة بمصر والسعودية، غير أن نظام بورقيبة ضيّق عليه الخناق ففرّ وحيدا بسيارته إلى الجزائر ثم امتدت رحلته إلى المغرب وأسبانيا وفرنسا وبلجيكا وألمانيا وسويسرا وإيطاليا ويوغسلافيا وبلغاريا واليونان وتركيا وسوريا والأردن قبل أن يصل إلى مدينة جدة السعودية حيث عيّن للعمل برابطة العالم الإسلامي. وخلال عمله بالرابطة زار عدة مناطق بالعالم بينها أفغانستان حيث تلقى تدريبا على استخدام الأسلحة والمتفجرات. وفي شهر أغسطس من عام 1986 أعلنت السلطات التونسية أنها تسلمت الشيخ الأزرق من السعودية ونفذت فيه حكم الإعدام بتهمة الانتماء إلى "حركة الجهاد الإسلامي". ربع قرن بعد الإعلان عن إعدام محمد الأزرق ورفيقيه، وتحديدا في صائفة 2011 وبعد أن عصفت ثورة شعبية بعرش بن علي ففرّ هاربا إلى السعودية التي جلب منها ذات يوم غريمه محمد الأزرق.. بعد ربع قرن كانت المفاجأة..... محمد الأزرق حيّ يرزق رغم أن التعذيب والحبس السريّ قد حولاه إلى هيكل عظمي وشبح تنخر الديدان جسده.. كيف حدث ذلك. إنها قصة تبدو لفرط غرابتها من تخوم الخيال.. ولكن قبل ذلك، من يكون الشيخ محمد الأزرق؟؟ قالت الأستاذة إيمان الطريقي رئيسة جمعية حرية وإنصاف الحقوقية في تصريح حصريّ لليبيا المستقبل أنها أكدت للمسؤولين في وزارتي الصحة والعدل بأن منظمة حرية وإنصاف متمسكة بكشف الحقيقة ومعاقبة المسؤولين وإعادة جثمان الشيخ الأزرق إلى عائلته. وأضافت إيمان الطريقي في تصريحها لمراسل ليبيا المستقبل مساء اليوم أن لديها أدلّة وإثباتات على أن شخصيات أخرى تقبع في سجون سريّة أو تمت تصفيتها خارج القانون، وأن قضية الشيخ الأزرق أثبتت أن السجون السريّة حقيقة. كما أضافت الأستاذة الطريقي أنها أمهلت حكومة حمادي الجبالي ثلاثة أيام لكشف الغموض المحيط بهذه القضايا، ووعدت ب"مفاجآت" أخرى خلال الأيام القادمة. من جهة أخرى، علمت ليبيا المستقبل مساء اليوم الاحد أن وكيل الجمهورية بتونس العاصمة قد أذن بفتح تحقيق لكشف ملابسات هذه القضيّة.