أعلن الدكتور مجدى بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة واستشارى طب الأطفال وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، خلال ندوة "مناعة ذوى الاحتياجات الخاصة" التي نظمها مركز رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة التابع لجمعية الرعاية المتكاملة، أن عُشر تعداد سكان العالم يعانون واحدة من أشكال الإعاقة، وإن "متلازمة داون" تعد من أكثر الأمراض الوراثية شيوعاً؛ حيث تسبب درجات متفاوتة من الإعاقة العقلية ومشاكل جسدية تصيب طفلاً من كل 800 طفل على المستوى العالمي. وقد خصصت الأممالمتحدة يوم 21 مارس من كل عام كيوم عالمي لمتلازمة داون، ليتم الاحتفال به سنوياً في جميع دول العالم.
وأوضح بدران أن "متلازمة داون" قد شخصها العالم البريطاني جون لانجدون داون عام 1866م، حيث لاحظ أن أغلبية الأطفال في مركز للإعاقة يشبهون بعضهم البعض في ملامح الوجه وخصوصاً في العين التي تمتد إلى أعلى والتي تشبه العرق الأصفر، فأطلق عليهم اسم "المنغوليين" نسبة إلى جمهورية منغوليا، وظل هذا الاسم شائعاً إلى عام 1967م، حيث أن الأبحاث أكدت أن المرض ليس له علاقة له بالعرق الأصفر، فمنع استخدام هذا الاسم لوصف المرض، وعرف منذ ذلك ب"متلازمة داون".
وأشار بدران إلى أن احتمال إصابة الأطفال بهذه المتلازمة يزداد مع تقدم عمر الأم الحامل، وأن أعراضها تتمثل فى وجود عيوب خِلقية أو عيوب فى القلب أو عيوب خِلقية في المعدة والأمعاء أو عيوب في السمع أو عيوب خِلقية في العمود الفقري العنقي.
وأوضح أن إصابة الطفل تزداد مع تقدم عمر الأم، في كل 1 في 900 للأمهات في عمر 30 سنة، و1 في 350 للأمهات في عمر 35، 1 في 40 للأمهات في عمر الأربعين، 1 في 35 للأمهات في عمر 45، 1 في 10 للأمهات في عمر 49.
وأكد بدران أن الأطفال المصابين ب"متلازمة داون" يتصفون من الناحية الظاهرية بالبشاشة ورقة الإحساس العاطفي، أما من الناحية الإكلينيكية بنقص كفاءة الجهاز المناعي خاصةً الخلايا الأكولة التي تعتبر "مايسترو" الجهاز المناعى؛ حيث تلتهم الميكروبات وتتجول فى أنحاء الجسم وتخلصه أولا بأول من الميكروبات والخلايا المسنة وبقايا الالتهابات.
وأضاف بدران أن الإصابة بهذا المرض تؤدي إلى نقص فى الاستجابة المناعية للتطعيمات وسوء التغذية وعيوب التمثيل الغذائي ونقص الزنك وصغر قناة الأذن الخارجية وعيوب في القصبة الهوائية وحساسية الطعام وضيق قناة الأذن الخارجية؛ وهذا يسبب تراكم شمع الأذن مما يعيق التشخيص الصحيح للمرض، بالإضافة إلى أن تغيرات الوجه فى هؤلاء المرضى " تفلطح قاعدة الجمجمة وضيق منتصف الوجه" تزيد من مشاكل الإذن الوسطى.
ويعانى مرضى "متلازمة داون" من تكرار وكثرة الإصابة بالميكروبات، مثل تكرار الالتهاب الرئوي ، والتهابات الشعب الهوائية التهابات الأذن الوسطى والالتهابات المعوية، التهاب الأغشية المخاطية في الأنف. نصائح لعلاج متلازمة داون يوصي بدران بأهمية الزنك لمرضى نقصى المناعة من ذوى الإحتياجات الخاصة خاصةً بعد إنتشار تناول الأطعمة المجمدة التي تفقد نسبة كبيرة من الزنك الموجود بها.
ويوجد الزنك في الحبوب الكامله، المكسرات،المأكولات البحريه والأسماك، اللحوم الحمراء، الطيور المنزليه، البقول كالفاصوليا والفول والعدس والبسلة.
وينصح بدران الأم الحامل والمرضع الاهتمام بالزنك لأن الزنك فى لبن الأم يصبح غير كافياً بعد الشهر السادس من العمر وأحيان يسحب الرضيع رصيد الزنك من الأم فتعاني الأم نفسها من نقص الزنك.
وأكد بدران أن حساسيه القمح 25 ضعفاً في مرضى متلازمة داون، فحوالي 10% من مرضى متلازمة داون لديهم حساسية القمح، وهناك 32 ماده في القمح تستطيع أن تسبب حساسيه للقمح.
وينصح بدران بالإمتناع عن تناول منتجات القمح وتستخدم بدائل من دقيق الذرة أو الأرز، وتجرى حالياً أبحاث على إمكانيه إنتاج قمح خالي من الجلوتين وإستخدام لقاحات ضد جلوتين القمح تستخدم عن طريق الأنف وأكد أن المتابعة الصحية لمرضى متلازمة داون مما يساعد في تمتع المرضى وذويهم بحياة طبيعية.
وينصح بدران بإجراء مزيد من البحوث المتقدمة للتوصل لتدخل مبكر في المستقبل يوقف حدوث المرض عند التخصيب في الساعات الأولى للحمل.