ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية ان حماس لديها الآن معركة مختلفة حيث تسعي إيران من خلال استخدام عملائها من أجل زعزعة الاستقرار وإحداث الفوضي في قطاع غزة الذي يفتقر للعتاد اللازم من أجل التعامل فى حالة المواجهة حيث يبدو وكأن إيران عازمة على معاقبة غزة ازاء تركها للتحالف الايراني طويل الأمد . وأشارت المجلة الأمريكية -في سياق تقرير أوردته على موقعها الالكتروني- اليوم الأربعاء إلى أنه ووسط تبادل الصواريخ بين كل من إسرائيل وحركة "حماس" الفلسطينية يبدو ولأول مرة وكأن حماس لا ترغب في أن يكون لها يد فيما يحدث من قصف صواريخ على إسرائيل حيث لم تعلن مسؤوليتها عن أي من الهجمات التي وقعت . وأوضحت إن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة يعد أمرا شائعا إلى حد ما بطبيعة الحال حيث انه قبل نوبة العنف الحالية زعم الاسرائيليون ان القطاع شن اكثر متن 50 هجوما هذا العام . ولفتت المجلة إلى أن هذه الجولة الأخيرة من إطلاق الصواريخ بدأت في التاسع من مارس الجاري إثر غارة جوية اسرائيلية أسفرت عن مقتل زهير القيسي، رئيس لجان المقاومة الشعبية. وأشارت المجلة إلى تلك الجماعة تربطها علاقات عميقة مع حزب الله المدعوم من إيران حيث نقلت عن مصادر إسرائيلية تقريرا بأن المجموعتين تشتركان في علاقة مالية ولوجستية. فضلا عن أن شعار لجان المقاومة الشعبية - والذي يتميز بشكل ذراع تشهر سلاحا آليا- يبدو انه جزء من علم حزب الله (الذي يبدو ايضا كجزء من فيلق حرس الثورة الإسلامية).
ووفقا للجيش الاسرائيلي القيسي كان في طريقه من أجل تنفيذ هجوم إرهابي. ولفتت المجلة إلى أن حزب الله أدان الهجوم من لبنان في الوقت الذي تدعم فيه إيران فصائل في قطاع غزة التي أطلقت صواريخ من أجل الانتقام . وأردفت المجلة تقول ان منظمة الجهاد الإسلامية الفلسطينية والتي تعد إيران أيضا راعيا رئيسيا لها وفقا لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أطلقت أكثر من 185 صاروخا في الوقت الذي أطلقت فيه لجان المقاومة الشعبية 85 صاروخا على الأقل . ونوهت المجلة إلى أن القادة الايرانيين لديهم من الأسباب الخاصة مايجعلهم يعيثوا فسادا في غزة .. والتي تتمثل في إلهاء المجتمع الدولي عن أنشطة طهران النووية..حيث في الوقت الذي تكون فيه إسرائيل على شفا حرب مع فلسطين ستكون استجابة المجتمع الدولي هى دعوة إسرائيل لضبط النفس والدعوة من أجل التهدئة . وتابعت المجلة أن الأممالمتحدة تسعى الآن من أجل تجنب نشوب حرب في غزة بدلا من البحث عن طرق جديدة لوقف البرنامج النووي الايراني . علاوة على ذلك فإن أي اضطراب في المنطقة يتردد صداه على أسواق النفط..حيث يرفض التجار رؤية العنف بالقرب من مصادر الطاقة. وفي وقت نشوب الحرب بين إسرائيل ولبنان في عام 2006 دفع ذلك إلى زيادة أسعار النفط بنسبة 15%، على الرغم من حقيقة أن لبنان ليست دولة مصدرة للنفط. وفي ختام تقريرها رات المجلة أن التسبب في حدوث طفرات في ارتفاع أسعار النفط يعد بمثابة الوسيلة الأسهل بالنسبة لإيران من أجل التحايل على العقوبات التي يفرضها المجتمع الدولي عليها.