في الوقت الذي اعلن فيه عن تلقي مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان ردا من الرئيس بشار الأسد على مقترحاته لحل الأزمة ، كشفت تقارير اخبارية أن الأسد رفض المقترحات ، فيما اعلن عن سيطرة قوات الجيش النظامي السوري على مدينة إدلب وسط انسحاب الجيش السوري الحر. وكشف مسئولون أمريكيون لCNN أن الرئيس السوري بشار الأسد رفض جهود المبعوث المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا كوفي أنان، الذي طرح خلال زيارته لدمشق، الأسبوع الماضي، "مقترحات واضحة"؛ لإنهاء العنف الدموي الذي راح ضحيته الآلاف من القتلى منذ بدء تحركات مناهضة للنظام قبل عام. وقال ثلاثة من مسئولي الإدارة الأمريكية إن الأسد رد على مقترحات عنان بقوله بأنه لا يعترف به كممثل للجامعة العربية، وأنه لن يفعل شيئًا حتى تلقي المعارضة سلاحها. من جانبه، قال أحمد فوزي، الناطق باسم أنان، في اتصال مع CNN، إن دمشق سلمت بالفعل ردها الرسمي على مقترحاته، ولكنه رفض تقديم المزيد من المعلومات، مشيرًا إلى أن قد يصار إلى الإعلان رسميا عن محتوى الرد في وقت لاحق الأربعاء. السيطرة على إدلب وميدانيا ، أفادت مصادر إخبارية اليوم بأن قوات الجيش النظامي السوري سيطرة على مدينة إدلب وسط انسحاب الجيش السوري الحر .
وتتواصل عمليات الجيش بشكل واسع في مدن معرة مصرين وأريحا ومعرة النعمان وريفها الغربي إضافة إلى عدد من قرى جبل الزاوية ، حيث تقوم وحدات الجيش بملاحقة المجموعات المسلحة في المناطق الجبلية بين هذه القرى. وقال عضو الهيئة العامة للثورة السورية ميلاد فضل في اتصال مع وكالة "فرانس برس" إن قوات الجيش النظامية اقتحمت اجزاء من مدينة ادلب حيث فرضت حظرا للتجول.
واضاف "الجيش ينتشر في المدينة وفي مناطق عدة في الريف، لكن لا يمكن القول انه يسيطر تماما على المناطق التي ينتشر بها، فهم يتواجدون على الطرق الرئيسية فقط ويتجنبون الدخول الى الاحياء فيما يعملون على تقطيع اوصال مناطق الريف من خلال الحواجز بين القرى".
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية ان أكثر من خمسين دبابة وآلية عسكرية توجهت نحو بلدة رنكوس .
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية ان مائة وعشرة اشخاص قتلوا امس برصاص الامن في سوريا معظمهم في ادلب وحمص وحماة.
وقال ناشطون ان من بين هؤلاء اربعين شخصا اعدموا قرب جامع بلال بن رباح في مدينة ادلب بعد ان تجمعوا للتعرف على جثث لاشخاص اعدموا في وقت سابق.
استقالة المعارضة ويأتي ذلك في الوقت الذي قدم فيه ثلاثة أعضاء بارزين من المجلس الوطني السوري المعارض استقالتهم من المجلس بسبب عدم رضاهم عن طريقة تدبير شئون المجلس خصوصا مسألة تسليح المعارضة وما أسموه ب "غياب الشفافية". وذكرت قناة "الجزيرة" اليوم أن الثلاثة هم هيثم المالح، وهو قاض سابق ومعارض منذ فترة طويلة لحكم أسرة الأسد وعضو بالمجلس التنفيذي للمجلس، وكمال اللبواني القيادي في المعارضة، وكاثرين التلي وهي محامية وناشطة في مجال حقوق الإنسان. ومن جانبه، قال المالح إنه استقال من المجلس لأنه يموج بالفوضى وبسبب غياب الوضوح بشأن ما يمكن أن ينجزه حاليا ، وإن المجلس لم يحقق تقدما يذكر في العمل على تسليح المعارضين. وأضاف أنه يشعر بخيبة أمل لنقص الشفافية وضعف التنظيم داخل المجلس، مشيرا إلى أن المجلس عبارة عن مجموعة تقودها في الغالب شخصيات معارضة في الخارج وتتفاوض مع قوى أجنبية. وأكد المالح أنه سمع الكثير من الشكاوى بشأن الشفافية في عمل المجلس الوطني، وشعر بأن مواصلته العمل خارج المجلس ستكون أكثر فاعلية وفائدة للشعب السوري. وبدوره، أكد كمال اللبواني، وهو ليبرالي شكل جماعة داخل المجلس تحت اسم مجموعة العمل الوطني السوري، أن المجلس الوطني غير قادر على تمثيل تطلعات الشعب السوري في وقت يرتكب فيه نظام بشار الأسد القمعي المزيد من الجرائم، مضيفا "لقد استنفدنا كافة السبل للاصلاح ، وكل الطرق لتغيير المجلس سدت في وجوهنا".
من جانبها، ذكرت كاثرين التلي، وهي أيضا عضو بالمجلس التنفيذي للمجلس الوطني، أنها قررت الاستقالة حتى لا تتحمل المسئولية عن ما أسمته بأوجه القصور والأخطاء السياسية للمجلس.
والمجلس الوطني السوري هو جماعة سياسية سورية تضم أغلب أطياف المعارضة منها الإخوان المسلمون وإعلان دمشق والمؤتمر السوري للتغيير ومستقلين، وأعلن عن تشكيله في 2 أكتوبر 2011 في إسطنبول. وتأتي هذه الاستقالات في صفوف المجلس الوطني السوري في وقت تزيد فيه القوى الغربية والعربية ضغوطها على المعارضة بهدف دفعها لتوحيد صفوفها وجمع كلمتها أمام إصرار نظام بشار الأسد على التمسك بالسلطة بكافة السبل.
من جهة ثانية، اجتمع أنان قبل ظهر الثلاثاء بوفد من المجلس الوطني السوري المعارض في العاصمة التركية أنقرة، لبحث تطورات الأزمة في سورية. وفي حديث لراديو "سوا" الأمريكي ، قال سمير نشار عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني إن اللقاء كان بغرض التعارف، وسيليه اجتماع آخر خلال الأيام القليلة القادمة.
وأضاف نشار "الجلسة كانت للتعارف واستعراض موجز لموقف المجلس الوطني السوري مما يحصل في سورية والإصرار على مطلب أن الشعب السوري قدم ضحايا وهناك مجازر ومذابح ترتكب بحقه، ثمن الحرية الشعب السوري سيدفعه، ولكن التغيير الديموقراطي يجب أن يتحقق". وكان المجلس الوطني قد قرر تمويل الجيش السوري الحر، وفق ما أفاد به عضو المجلس محمد سرميني لراديو "سوا". وأوضح أنه "تم الاتفاق على أن يكون هناك دعم مستمر مباشر لقوات الجيش السوري الحر وتنظيم الهيكلية له، وهذا من أهم الأولويات الآن التي يهتم بها المجلس، خصوصا أننا أعلنا بالأمس عن تسليح الجيش الحر وكذلك عن طلب التدخل العاجل، نتيجة أن هناك مجازر يقوم بها النظام بقتل وحرب الإبادة التي يقوم بها ضد الشعب السوري". وتابع "اليوم هناك أيضا مهمة أساسية للجيش السوري الحر هي القيام بالدفاع عن كل الشعب السوري، وحتى هذه اللحظة لم يكن هناك أي جهة دولية قادرة على توفير هذه الحماية.