أعرب حلف شمال الأطلسي "الناتو" عن أسفه جراء اعمال أعمال العنف التي تشهدها أفغانستان ، احتجاجا على إحراق نسخ من القرآن في قاعدة باجرام شمال كابل، مؤكدا أن تلك الأحداث لن تؤثر على جهود الناتو هناك. ونقل راديو "سوا" الأمريكي عن اندرز فوغ راسموسن الأمين العام للحلف تأكيده خلال مؤتمر صحفي عقده في واشنطن امس، عزم المجتمع الدولي مواصلة مهامه في أفغانستان بحسب الجدول الزمني الذي وضع في عام 2010 والذي سيتم بموجبه سحب جميع القوات المقاتلة مع نهاية عام 2014.
وقال راسموسن إن الثقة بين قوات الأطلسي وشركائها الأفغان لا تزال قائمة وإن الأحداث الجارية لن تدفع الحلف إلى تغيير في جدول انسحاب قواته.
وتابع قائلا "لن نسمح للمتطرفين التأثير سلبا على النتائج التي حققناها وسنواصل العمل جنبا إلى جنب مع شركائنا الأفغان ولن نتراجع عن تحقيق أهدافنا المشتركة".
واتهم الأمين العام للحلف المتمردين باستغلال الغضب الذي أثاره إحراق المصاحف، قائلا إن "أعداء أفغانستان لن يتمكنوا من جعلنا نقطع علاقاتنا مع شركائنا.
واستطرد قائلا "نريد استئناف تعاوننا الوثيق بأسرع وقت ونحن في أفغانستان لإرساء الأمن والاستقرار لأن ذلك يصب في مصلحة الأفغان ومصلحتنا على حد سواء".
من جهة أخرى قال راسموسن إن قوات "الناتو" تتحلى ب"قدر كبير من ضبط النفس" بعد التوترات التي أعقبت حادثة إحراق المصاحف، فيما أظهرت القوات الأفغانية شجاعة كبيرة في جهودها لاستيعاب موجعة العنف المستمرة منذ الأسبوع الماضي، حسب تعبيره.
وكانت واشنطن أكدت الاثنين الماضي أنها تعتزم إبقاء استراتيجيتها العسكرية في أفغانستان دون تغيير ومواصلة العمليات المشتركة مع القوات الأفغانية على الرغم من موجة الاحتجاجات والاعتداءات التي تتعرض لها القوات الأجنبية منذ أيام بعد تسرب أنباء عن إقدام جنود أمريكيين على إحراق نسخ من القرآن الكريم في قاعدة باغرام.
يشار الي أن الاحتجاجات انطلقت في أفغانستان قبل ثمانية أيام ردا على انتشار نبأ إحراق المصاحف في حادثة أكد كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين الأميركيين بمن فيهم الرئيس باراك أوباما أنها لم تكن مقصودة، في حين قالت تقارير صحفية إن قرار التخلص من المصاحف جاء لأن معتقلين في القاعدة كانوا يستخدمونها لتبادل رسائل "متطرفة" فيما بينهم.