تسبب احراق المصاحف في موجة من المظاهرات واعمال العنف المعادية للولايات المتحدة قال رجل دين افغاني كبير إن الافغان لن يقبلوا بمحاكمة الجنود الامريكيين الخمسة المتورطين في احراق نسخ من المصحف على وفق العدالة الامريكية، وان عدم تقديمهم لمحاكمة عامة سيتسبب في "عاصفة غضب" عارمة في افغانستان. وكان احراق نسخ من المصحف في قاعدة جوية تابعة للناتو تسبب في غضب كبير واشعل شرارة احتجاجات واسعة في افغانستان، كما تسبب في تعقيدات واجهت الجهود الامريكية لصياغة حلف امني طويل المدى مع افغانستان مع اقتراب موعد انسحاب القوات القتالية من البلاد نهاية عام 2014 . وقال القاضي نظير احمد حنفي رئيس جماعة افغانية تضم رجال دين وبرلمانيين تحقق في الحادثة إن "القادة العسكريين الذين امروا بالاحراق والمعتدين الذين قاموا بالعمل يجب ان يحاكموا ويعاقبوا... هذه الجريمة الشريرة قد وقعت في افغانستان لذا فان العقوبة يجب ان تكون طبقا لقوانين البلاد". واضاف أن "محكمة عسكرية او أي عقوبة في نطاق الجيش الامريكي لن تقبل ... واذا لم تلب مطالبنا فأن عاصفة من الغضب ستتولد وتكنس الامريكان". وكان احراق المصاحف قد تسبب في موجة من المظاهرات واعمال العنف المعادية للولايات المتحدة شملت كافة ارجاء افغانستان وراح ضحيتها اكثر من اربعين شخصا. بيان واشار الرئيس الأفغاني حامد كرزاي انه قد تلقى رسالة اعتذار من نظيره الأمريكي باراك أوباما عن ما وصفه الأخير "بالحرق غير المقصود" لنسخ من القرآن في قاعدة باغرام العسكرية شمالي كابول ، وجدها مجموعة من العمال الأفغان أثناء جمعهم القمامة. كما اعتذر أوباما للشعب الأفغاني قائلاً "إن حرق نسخ القرآن ، خطأ فادح". أوباما اعتذر لكرزاي عن حرق نسخ من القرآن داخل قاعدة أمريكية وقد قال رجال دين افغان بارزون يوم الجمعة إن الاعتذار الامريكي عن حرق المصاحف في قاعدة امريكية بالبلاد "لن يقبل ابدا" وطالبوا بالاقتصاص من الفاعلين. وقال اعضاء في المجلس الاعلى لعلماء الدين الافغان عقب اجتماعهم بالرئيس حامد كرزاي في مكتبه بالعاصمة كابول "يجب محاكمة اولئك الذين ارتكبوا هذه الجريمة ومعاقبتهم" حسب بيان اصدره مكتب الرئيس الافغاني. واصر المجلس على ان "هذا العمل الشيطاني لا يمكن التكفير عنه بالاعتذار، بل يجب محاكمة مرتكبيه علنا ومعاقبتهم." وجاء في بيان اصدره المجلس "ان المجلس يدين بشدة العمل الشنيع واللا انساني والبربري المتمثل في اهانة القرآن وغيره من الكتب المقدسة من قبل القوات الامريكية في قاعدة باغرام." وكان جنود أمريكيون أحرقوا نسخاً من القرآن بعد مصادرتها من معتقلين في سجن قاعدة باغرام الاميركية لأنهم اعتقدوا أنها تُستخدم لتمرير رسائل بين السجناء ، بحسب مسؤولين أمريكيين في واشنطن. المصدر: بي بي سي