واصلت مجموعات المستوطنين اليهود اقتحام لمسجد الأقصى اليوم الخميس، إذ اقتحمت مجموعة ثالثة من المستوطنين المتطرفين المسجد الأقصى تحت حراسة الوحدات الخاصة بشرطة الاحتلال الإسرائيلي،ليصل المجموع الكلي للمستوطنين الذين اقتحموا المسجد اليوم إلى 65 مستوطنا، فيما حذرت الرئاسة الفلسطينية على لسان الناطق باسمها نبيل أبو ردينة من عواقب تلك الاقتحامات. وقال ماهر قيسي رئيس حرس المسجد الأقصى لموفد وكالة "أنباء الشرق الأوسط"، إن المستوطنين دخولوا من جهة باب المغاربة، الذي تسيطر عليه قوات الاحتلال، مشيرا إلى الشرطة الإسرائيلية تحاصر المصلى القبلي بالمسجد الأقصى وتغلق بواباته وتهدد بإعتقال المزيد من الشبان في حال تواصلت التكبيرات بوجه المتطرفين. وكانت شرطة الاحتلال اعتقلت صباح اليوم أربعة أشخاص بالمسجد الأقصى خلال اقتحام المستوطنين للمسجد . وأضاف قيسي إن قوات الاحتلال تواصل منع مئات المواطنين من دخول المسجد الأقصىوسط تجمهر كبير ومشادات كلامية وعراك واشتباكات بالأيدي تحدث بين الحين والآخر بين الجانبين، مشيرا إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تنتشر في شوارع البلدة القديمة بشكل كثيف وتدقق في هويات المواطنين الفلسطينيين والمقدسيين الذي يمرون في تلك الشوارع خاصة مع النداءات المتكررة للمقدسيين ومن يستطيع الوصول إلى الأقصى بالذهاب إليه لحمايته من الاعتداءات. وكان مستوطنون يهود من مستوطنة "كريات أربع" بمدينة الخليل (جنوب الضفة الغربية) قد أعلنوا اعتزامهم تنظيم اقتحام جماعي للمسجد الأقصى اليوم الخميس لتأدية الصلوات اليهودية فيه التي تدعو إلى التسريع بإقامة الهيكل المزعوم بمناسبة بداية الشهر العبري.
ونظم المئات من المستوطنين اليهود الليلة الماضية مسيرة ضخمة جابوا خلالها طرقات وأسواق البلدة القديمة بالقدس، فيما أجبرت قوات الاحتلال التجار على إغلاق متاجرهم لتأمين المسيرة. وخرج مئات المستوطنين من جهة حائط البراق (حائط المبكى) باتجاه حي "الواد" بالبلدة القديمة وسط حراسة عسكرية مشددة، وكانوا يحملون الأعلام الإسرائيلية ويقرعون الطبول كما شكلوا حلقات للرقص والغناء، وأدوا طقوسا يهودية على بعض أبواب المسجد الأقصى من الخارج وخاصة بابي الحديد والقطانين. من جانبها، أدانت الرئاسة الفلسطينية عمليات الاقتحام المتواصلة للمسجد الأقصى المبارك، ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الموجود في القاهرة حاليا قوله "إن هذا تصعيد خطير واستفزازي، ويكمل سلسلة الهجمات التي يقوم بها المتطرفون على المقدسات من مساجد وكنائس، وستكون لها عواقب وخيمة لا تحمد عقباها". وحمل أبو ردينة الإسرائيليين مسئولية هذا التصعيد، وطالب المجتمع الدولي بالتدخل لإجبار السلطات الإسرائيلية لوقف هذه الأعمال الاستفزازية التي تمس حرية العبادة.