كان لقرار المشير حسين طنطاوى الجمعة الماضية بإرسال طائرة عسكرية تحمل معونات غذائية عاجلة لأهالي محافظة بورسعيد، وذلك بسبب إحجام بعض التجار عن نقل المواد الغذائية إلى المدينة منذ أحداث مباراة المصري والأهلي ، صداً طيباً في نفس كل مصري كما ترك ألما أيضا. الصدى الطيب هو إحساس المسئول وتحركه الفوري لنجدة أبناء قطعة غالية من أرض مصر "بورسعيد" في ظروف عصيبة أفرزتها مباراة كرة القدم الشهيرة، وتحيط الشكوك حول تورط رجال النظام السابق فيها. أما الألم فهو أن تعامل تلك المدينة الباسلة العريقة وكأنها مدينة وشعب مجهول يعيش بيننا ، وسعى البعض فى الإعلام المحرض على تكريس فكرة العداء تجاه بورسعيد وأهلها . وتوالت مشاعر الحب والدفء الجياش من أبناء الوطن الواحد بورسعيدي دمياطى سويسي ردا على دعوات الفتنة ، الكل واحد، الكل وطن، الكل مصر ، وانطلقت من دمياط قافلة ضخمة تضم 200 سيارة إلى بورسعيد في محاولة من أبناء دمياط لكسر الحصار الذي فرض على بورسعيد ، كما انطلقت مسيرات من محافظات ( الدقهلية - والسويس - والإسماعيلية - والشرقية ) وذلك في محاولة لكسر الركود التجاري الذي أصاب المدينة . وانطلقت الدعوات الطيبة لتصحيح هذا الاتجاه الخاطئ الذى هو كما السوس ينخر فى عظام ومفاصل الوطن، وأعلن الداعية الإسلامى محمد حسان عن مبادرة لرأب الصدع بين جمهور الأهلي وجماهير بورسعيد، وقال إنه لا يمكن اختزال دور بورسعيد في التاريخ المصري، في الحادثة الأخيرة والتي راح ضحيتها العشرات من جماهير النادي الأهلي، مؤكدا أن العقلاء من هذا الوطن يجب أن يقوموا بدورهم تجاه التهدئة والإصلاح بين الخصوم من أجل مصر. وبدورنا نقول ما ذنب العامل والتاجر والسائق فى هذا "الحصار" ونتألم ونحن نصفه بالحصار ، وما ذنب مليون نسمة فى فتنة صنعها محرضون وممولون لتفريق أبناء الجسد الواحد والوطن الواحد . وحفاظا منا على مسيرة مصر الواحدة نطلق دعوة لنبذ الفرقة والخلاف بين الخصوم ومبادرة لوأد الفتن التي ربما تؤدي إلى فتن أكثر لا يعلم مداها إلا الله عز وجل . لذا فان شبكة الإعلام العربية " محيط" ترى أنه لابد أن تتوالى الزيارات إلى بورسعيد وتعود حركة المصالح التجارية كما كانت على هذا البلد الشهير ، وننسي ما حدث مع احتفاظنا بالحق فى طلب معاقبة الجناة الأصليين عن تلك المجزرة . وأبدا لم تتلوث أيادى أبناء بورسعيد الباسلة بدماء إخوانهم ولن تفعل ، فشعب 56 الذي حمى مصر لا يتورط في تلك الأفعال الآثمة . ونهاية نقول .. بورسعيد تفتح ذراعيها لكل مصري تحت شعار " أهلا بكم في بلدكم".