الشارقة: استضافت إدارة متاحف الشارقة بمتحف الحضارة الإسلامية مساء امس السبت فريدريك ميتران وزير الثقافة الفرنسي المسؤول عن المتاحف والمعالم الوطنية وتعزيز وحماية الفنون يرافقه وفد رفيع المستوى ضم الان ازواو سفير باريس لدى الدولة وجيرالد تيلم القنصل الفرنسي العام بدبي ونخبة من أهل الثقافة والفكر وعدد من المسئولين والإداريين. كان في إستقبال الوفد الفرنسي عبدالرحمن محمد العويس وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع الاماراتى وعبد الله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة ومنال عطايا مدير عام إدارة متاحف الشارقة وأمين متحف الشارقة للحضارة الإسلامية وعدد من المسؤولين والإداريين. وتمثل زيارة الوزير الفرنسي خطوة هامة للتعرف على المؤسسات الثقافية في دولة الإمارات وإمارة الشارقة التي تعتبر منذ أكثر من عشرين عاماً عاصمة الثقافة العربية. وقد كانت هذه الزياره فرصة هامة لتعريف الوزير برؤية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة فيما يخص المشهد المسرحي والثقافي للشارقة والتعرف على تاريخ إدارة متاحف الشارقة التي تم تأسيسها عام 2006 بقرار منه وبإدارة منال عطايا والتي تهدف إلى خدمة أكثر من 16 متحفا في إمارة الشارقة تتنوع تخصصاتها ومجالاتها، كما تعرفوا على التطور الذي شهدته المتاحف والإزدهار في مختلف المجالات والتي تعمل الإدارة جاهدة من خلالها على تحقيق الرؤية التي تحملها الإمارة كعاصمة للثقافة والفنون وعاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2014 على المستويات الإماراتية والخليحية والعربية والعالمية كافة .
وتم اصطحاب الوزير والوفد المرافق في جولة إرشادية في أرجاء متحف الشارقة للحضارة الإسلامية حيث تجول في بعض صالات العرض التي تضم أكثر من 5000 من المقتنيات الإسلامية الهامة التي جمعها من مختلف بقاع العالم الإسلامي وتمثل أهم إنجازات الفكر والعلوم والفنون الإسلامية والتي تعود إلى عصور إسلامية مختلفة منذ 1400 عام حتى الحقبة المعاصرة. كما اطلع الوفد على مقتنيات المتحف التي أهداها الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الإعلى حاكم الشارقة حفظه الله للمتحف عند افتتاحه في العام 2008.
كما تم إعطاء الوزير نبذة عن معرض "أوين جونز": التصاميم الإسلامية والاكتشافات والرؤى الذي يستضيفه متحف الشارقة للحضارة الإسلامية في منتصف مارس المقبل والذي يأتي من بريطانيا من متحف فيكتوريا أند ألبرت. كما اطلع الوزير والوفد المرافق على البرامج التعليمية والتعريفية والورش العملية التي يعمل المتحف على تنظيمها على هامش كل معرض وتهدف إلى تعزيز الثقافات الفنية وتستهدف مختلف الأعمار من طلاب المدارس والجامعات والمدرسين والمدرسات فضلاً عن الأدباء والناشطين في المحافل الثقافية والفنية. ووصفت زيارة وزير الثقافة الفرنسي عضو مجلس الوزراء في الحكومة الفرنسية بأنها مهمة جداً، حيث يتولى مسؤولية إدارة المتاحف والمعالم الوطنية وتعزيز وحماية الفنون المرئية والمسرحية والتشكيلية والموسيقية مؤكدة أن إهتمامه بالاطلاع على المقتنيات والأنشطة والرؤية التي تسعى متاحف الشارقة إلى تحقيقها يمثل مؤشراً هاما يدلل على القيمة الثقافية التي تحتلها متاحف الشارقة على المستوى العالمي وأهمية ومكانة الخدمات التي تقدمها إلى الجمهور، كما تعتبر فرصة هامة لتعزيز الوعي الغربي بالرؤى والفن والحضارة الإسلامية. من جانبه أشاد الوزير الفرنسي بمبادرات حاكم الشارقة في إبراز المشهد الثقافي العربي والاسلامي في الدول الأوروبية. وأكد الوزير الفرنسي والوفد المرافق أهمية هذه الزيارة التي ساهمت بشكل كبير في تعزيز معارفهم عن الأنشطة الثقافية والفنية في امارة الشارقة والسبل التي من شأنها الوصول إلى الأهداف المرجوة في تحقيق بيئة ثقافية قوية في إمارة الشارقة والإمارات الأخرى. وأشار الوزير إلى الاهتمام الذي كان لديه لزيارة هذا المتحف الذي يعتبر أحد أهم ثلاث متاحف في منطقة الخليج وقدم شكره وامتنانه لحاكم الشارقة على كرم الضيافة وحسن الاستقبال وعلى الفرصة التي نالها للتعرف على الرؤية الخاصة به وعلى الجهود والدعم المقدم منه اتجاه الإرث الثقافي والفني. من جهته أكد عبدالله محمد العويس حرص حاكم الشارقة على تنظيم ايام الشارقة الثقافية في مختلف دول العالم وخصوصا في العواصم الثقافية . مشيرا إلى أنه يجرى حاليا التنسيق بين الدائرة ومدينة مرسيليا الفرنسية لتنظيم أيام ثقافية في المدينة تزامنا مع الإعلان بأن تكون مدينة مرسيليا عاصمة أوروبا الثقافية لعام 2013 منوها إلى الإعداد لمشاركة إمارة الشارقة في معرض باريس للكتاب الشهر القادم والفعاليات المصاحبة لها. وعلى نفس النهج اتفقت دائرة الثقافة والإعلام والوفد الفرنسي على أن يقوم وفد طلابي من مدرسة هنري الرابع الثانوية بباريس بزيارة للشارقة ومرافقها الثقافية خلال شهري مارس وابريل القادمين واللذين يشهدان فعاليات ثقافية منها أيام الشارقة المسرحية والأيام التراثية وبينالي الخط . عن إدارة متاحف الشارقة تم تأسيس إدارة متاحف الشارقة عام 2006 برعاية الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى - حاكم الشارقة، كدائرة حكومية مستقلة تهدف إلى توفير أرقى المعايير في مجال المتاحف للزائرين والمواطنين والمقيمين في إمارة الشارقة، وذلك من خلال تقديم باقة من التسهيلات المتميزة وتنظيم المعارض المتخصصة وإطلاق برامج تعليمية خاصة، بالإضافة إلى نشر الأبحاث والوصول إلى كافة شرائح المجتمع. وتتضمن إدارة متاحف الشارقة أكثر من 17 موقع في الإمارة تغطي معظم أنواع الفنون والثقافة الإسلامية وعلم الآثار والتراث والعلوم والأحياء المائية وتاريخ إمارة الشارقة والمنطقة. وتهدف إدارة متاحف الشارقة في رسالتها إلى تقديم أعلى مقاييس خدمات المتاحف من خلال متاحفها، ومعارضها، وبرامجها التعليمية والبحثية، وبرامج التواصل مع المجتمع لأهالي الشارقة وزوارها من مختلف أرجاء المنطقة. وتسعى في رؤيتها إلى تعميق الفهم، والتقدير، والاحترام لهوية الشارقة وقيمة تراثها الثقافي والطبيعي، محلياً وعالمياً.