دمشق : بعد اعلان جامعة الدول العربية وقف عمل المراقبين داخل سوريا بسبب تدهور الوضع الأمني ، والاعلان عن مقتل 98 شخصا برصاص شبيحة نظام الأسد في انحاء مختلفة السبت ، تتواصل الجهود العربية والدولية المبذولة لوضع حد للقمع الدموي العنيف المستمر منذ أكثر من تسعة أشهر في سوريا . فمن جانبه ، غادر القاهرة صباح اليوم الاحد الدكتور نبيل العربى الامين العام لجامعة الدول العربية متوجها الى نيويورك فى زيارة تستغرق عدة أيام يلتقى خلالها ووفد الجامعة مع بان كى مون الامين العام للامم المتحدة وينضم الى وفد الجامعة فى نيويورك الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى رئيس وزراء وزير خارجية قطر ورئيس اللجنة العربية المعنية بالازمة السورية. وصرح الدكتور العربى قبل مغادرته بأن وفد الجامعة سطلع مجلس الامن على المبادرة العربية لحل الازمة السورية والتي اتخذها مجلس الجامعة وأوضح أن الجزائر لم تعترض على قرار المجلس وانما تحفظت على الفقرة السابعة فقط . وقال الامين العام أن هناك اتصالات تجرى مع روسيا والصين حول الوضع فى سوريا ،وأعرب عن الامل فى أن يتغير موقف البلدين حسب الصياغة النهائية لمبادرة الجامعة العربية . وحول وضع مراقبى الجامعة العربية فى سوريا، قال العربى أنه تم اتخاذ قرار بوقف عمل المراقبين فى سوريا بسبب تدهور الاوضاع هناك بشكل كبير ضمانا لسلامة المراقبين .
وكانت جامعة الدول العربية قد دعت الاسبوع الماضي إلى تنحي الرئيس السوري بشار الأسد ، وذلك بعد عشرة أشهر من الانتفاضة ضد حكمه وقالت إنها ستحمل مقترحاتها بشأن خطة للسلام إلى مجلس الأمن الدولي التابعة للأمم المتحدة الأسبوع الجاري. هذا وقد اتهمت جامعة الدول العربية الحكومة السورية بتصعيد الخيار الامني، والتسبب بتدهور الاوضاع الامنية بشكل خطير، وقررت بناء على ذلك وقف عمل بعثة الجامعة في سورية بشكل فوري والى حين عرض الموضوع على مجلس الجامعة. وافاد بيان صادر عن الامين العام للجامعة نبيل العربي انه اتَخذ هذا القرار اثر مشاورات اجراها مع عدد من وزراء الخارجية العرب. وأضاف البيان ان الحكومة السورية وفي لجوئها إلى التصعيد الامني، أخلّت بالالتزامات التي نصت عليها خطة العمل العربية وبروتوكول مهمه بعثة مراقبي الجامعة وتسببت بارتفاع عدد الضحايا. وقد أعربت سوريا عن أسفها لوقف عمل بعثة المراقبين العرب في أراضيها واعتبرت الخطوة محاولة للتاثير على مجلس الامن الدولي ومقدمة لتدخل دولي في سورية. واورد التلفزيون السوري الرسمي في خبر عاجل ان سورية مندهشة من قرار الجامعة العربية وقف عمل بعثة المراقبة بعد ما كانت الجامعة قد طالبت بتمديد عمل البعثة لمدة شهر وحظيَ مطلبُها بموافقة الحكومة السورية. ونقلت وكالة "سانا" الرسمية عن مصدر في وزارة الخارجية السورية قوله ان قرار العربي جاء كرد فعل على تقرير بعثة المراقبين الذي اقر بوجود مجموعات مسلحة تستهدف المدنيين والعسكريين. المعارضة السورية
وفي سياق ردود فعل المعارضة على ما يحدث داخل سوريا ، أعلن المجلس الوطني السوري أنه سيتوجه إلى مجلس الأمن الدولي الأحد.
وقال عضو المجلس سمير نشار في مؤتمر صحفي في اسطنبول إن المجلس السوري سيطلب من مجلس الامن الدولي توفير الحماية من نظام الرئيس بشار الاسد. ونقل راديو "سوا" الأمريكي عن عضو المجلس الوطني السوري محمد سرميني، أن المجلس سيطلب انشاء منطقة عازلة "نحن لدينا رسالة واضحة سنقدمها للمجلس في زيارة الغد، حيث يزور وفد برئاسة الدكتور برهان غليون مجلس الأمن لتقديم هذه الرسالة التي من شأنها حماية المدنيين وهو المفهوم الأساسي الذي نسعى له وكذلك هناك مطالب أخرى تتعلق بانشاء منطقة آمنة وعازلة".
ويقول سرميني، إن ما ورد في المبادرة الثانية لجامعة الدول العربية ينصّ على تنحي الرئيس بشار الاسد، واضاف:"أما بالنسبة للمبادرة العربية فهي خطوة هامة وأهم ما فيها هو تنحي بشار الأسد الذي هو المطلب الأساسي للشعب السوري، نحن عقدنا سلسلة لقاءات مع أمين عام جامعة الدول العربية، وبعد الاستفسار والاستيضاح عما جاء في المبادرة، كان هناك نقص في المبادرة وهو تنحي بشار الأسد وعلى هذا الأساس سنذهب إلى مجلس الأمن للمطالبة بشكل أساسي أن يتنحى بشار الأسد عن الحكم وبعد ذلك نناقش بقية المواضيع". وجاء من نيويورك ان اعضاء بعض البعثات الاوروبية والعربية في الاممالمتحدة بدأوا باعادة صياغة مشروع القرار المطروح على مجلس الامن الدولي لادانة اعمال القمع التي يقوم بها النظام السوري بحق المدنيين وذلك في اعقاب قرار الجامعة العربية وقف عمل بعثة المراقبين في سوريا. وقد اجرت فرنسا اتصالات مع روسيا في مسعى لاقناعها بعدم معارضة مشروع القرار المذكور مزيد من القتلى
وميدانيا ، اعلن ناشطون مقتل سبعة أشخاص بينهم جنود منشقين برصاص الأمن السوري اليوم الأحد. وكان اعلن عن مقتل 98 شخصا بينهم 11 جنديا منشقا برصاص قوات الامن والجيش حسب ما ذكرته لجان التنسيق المحلية امس السبت. واكدت اللجان ان 26 قتيلا سقطوا في حمص بينما قتل 18 شخصا اخر في حماة، كما عثر على 20 جثة مجهولة الهوية في المشفى الوطني في المدينة.