بعد أن أيقن من أن فرصه فى الفوز فى إنتخابات الرئاسة باتت معدومة بحصول الإسلاميين – الذين لا يثقون به إطلاقا – 70 بالمائة من أصوات الشعب بدأ رجل " فيينا " فى تنفيذ مخططه الثانى والذى كان معدا له مسبقا لإحراق مصر. فبعد أيام مع إعلانه إنسحابه من الترشح طرح البرادعى ما أسماه " خريطة طريق جديدة للبلاد" وهى تقضى بانتخاب رئيس مؤقت للبلاد عبر البرلمان ثم وضع دستور جديد وبعدها يجرى انتخاب رئيس للبلاد وبعدها إنتخاب إعضاء مجلس الشعب مرة ثانية. ولقراءة تلك الخطة وفق ما يجرى حاليا فى ميدان التحرير من إشتباكات واسعة مع شباب الاخوان فى الميدان من جانب أنصار البرادعى واخرين والإتهامات التى وجهت لشباب الإخوان بأنهم قاموا بضرب متظاهرين وسحلهم وتعذيبهم إضافة إلى ما كتب على صفحات انصار البرادعى على تويتر مثل نواره نجم ووائل عباس واخرين من أنهم سيعملون على " كسر الإخوان مثلما كسرنا الشرطة " فإن المشهد سيبدو واضحا للعيان. والبرادعى يهدف من وراء هذا المخطط إلى أن يقوم البرلمان بإنتخاب رئيس مؤقت والمؤكد أنه سيكون من الإخوان – وهذا هو هدف البرادعى - وعندها يتولى السلطة ويذهب الجيش لثكناته ويترك الجيش البلاد للشرطة ويتخلى المجلس العسكرى عن دوره الحالى وقتها تخرج العناصر الداعمة للبرادعى من بعص عناصر6 إبريل وغيرهم إضافة إلى أحزاب ترفض نتائج الإنتخابات مثل المصريين الاحرار وبدعم من رجال أعمال معروفين لتقوم بمظاهرات عاصفة وتقوم بأعمال عنف مشابهة لأحداث شارع محمد محمود ومجلس الوزراء. وعند تكرار أحداث محمد محمود أو مجلس الوزراء لن يكون أمام الرئيس المؤقت " الإخوانى" ألا الحفاظ على سيادة الدولة فلن يقبل أى رجل دولة شريف ان تقتحم وزارة الداخلية وعند استمرار المواجهات لعدة أيام مع قيام رجال اعمال بتمويل أعمال العنف هذه بالبلطجية وقنابل الملوتوف وقتها ستقوم الشرطة بالرد.
ولكن الشرطة لن تستطيع الإستمرار فى المواجهة ووسائل الاعمال التى يسيطر عليها رجال اعمال له علاقات موثقة بجهات اجنبية ستقوم بالبكاء على قتل من تسميهم الشهداء رغم أنهم مخربون ومع الوقت ينهار جهاز الشرطة. وقتها سيعلو صوت الجميع بإستدعاء الجيش مرة ثانية أولا لأن سيادة الدولة انهارت بإنهيار الشرطة وثانيا لأن الاخوان سقطوا فى الفخ المنصوب لهم وستظهر الإدعاءات بأن الإخوان أعداء للثورة وللحرية فيأتى الجيش ويعلن الأحكام العرفية ويسقط مجلس الشعب. ولا ننسى أن البرادعى نفسه دعى قبل الإنتخابات إلى استمرار العسكر لسنة على الأقل من أجل إعطاء الفرصة لمعسكره لترتيب نفسه لدخول الإنتخابات. وهنا لن يكون أمام الإسلاميين إلا ثلاثة سيناريوهات إما سيناريو الجزائر وإما سيناريو حماس وإما يتراجعوا بثوب الخزلان وهو ما يتمناه البرادعى .
لأن هذه ستكون الفرصة السانحة لإظهار مدى كون البرادعى نافذا لدرجة كبيرة وستكون فرصته الوحيدة لحكم البلاد مع ما ستعلنه وقتها القوى الغربية من رفضها لحكم العسكر واستمرار الاحكام العرفية وفى ذات الوقت رفضها لاستمرار الاسلاميين الذين يقمعون "الثوار الاحرار". وسيكون أمام الشعب خيار واحد إما قبول إسلاميين بحكم الواقع الدولى لن يتعامل معهم إحدا وبالتالى تنهار الدولة فى ظل إقتصاد منهار أصلا يعتمد على الغرب وأما القبول بالبرادعى والاتى على ظهر الدبابة الامريكية.
هذا هو مخطط البرادعى لإحراق مصر والذى يجب علينا جميعا أن نقف أمامه مهما كلفنا ذلك من جهد وتضحيات لأن رجل أمريكا يخوض معركته الأخيرة على جسد الوطن.