عدد يناير من مجلة "الهلال"، هو عدد تذكاري خاص بمناسبة مرور 150 عاما على ميلاد مؤسسها جرجي زيدان. هو عدد نادر لأنه يجمع بين دفتيه (418 صفحة) كما كبيرا من المقالات وحشدا من الصور التي تستعرض وتوثق مرحلة مهمة من تاريخ "الهلال". وكما يقول رئيس تحرير "الهلال" عادل عبدالصمد في افتتاحية العدد فإن جرجي زيدان (1861-1814) لم يكن مجرد مغامر يريد أن يحق ثروة من وراء مشروعه الفكري، لكنه كان صاحب رسالة فكرية وثقافية تتخذ من تاريخ النهضة العربية وآداب اللغة العربية منطلقا ومسارا وهدفا. ويضيف أن رحلة جرجي زيدان تجسد شخصيته وقوة إرادته التي تحلى بها وبصيرته القوية وطموحه في تحقيق مشروعه الثقافي الكبير. ويختتم رئيس تحرير "الهلال" افتتاحية العدد بقوله: "إن أكبر تحية يمكن أن نقدمها لذكرى جرجي زيدان أن يظل الهلال منبرا راقيا للفكر المتجدد والثقافة الأصيلة وشعلة للنور والحرية الفكرية المستنيرة". يضم العدد أكثر من 40 مقالا تتناول التجربتين الصحفية والأدبية لجرجي زيدان، فضلا عن المناخ الذي أحاط هاتين التجربتين، وبعض تلك تلك المقالات قديم، ومن ذلك ما كتبه عباس العقاد وفتحي رضوان وعبدالرحمن الرافعي وميخائيل نعيمة وابراهيم بيومي مدكور وخيري شلبي. وهناك كذلك مقالات لحلمي النمنم؛ رئيس مجلس إدارة دار "الهلال" وقاسم عبده قاسم، وحامد أبوأحمد ووديع فلسطين وأحمد إبراهيم الفقيه. وفي مقاله يتوقف الراحل خيري شلبي عند جرجي زيدان المفتون بالتاريخ الإسلامي لدرجة أنه أنفق عمره كله في البحث فيه والكشف عن وجوهه النضرة، مشيرا إلى كتابه "تاريخ التمدن الإسلامي" الذي صدر في خمسة أجزاء، وكتابه "تاريخ آداب اللغة العربية"، على سبيل المثال.