رام الله : أضرم مستوطنون إسرائيليون فجر الاثنين النار بمسجد في بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم في الضفة الغربية. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" عن شرطة بيت فجار، أن مجهولين قاموا بإحراق مسجد الأنبياء الواقع على أول المدخل الغربي للبلدة، حيث فتح تحقيق بذلك. وأشار شهود عيان إلى أن عبارات باللغة العبرية تم كتابتها داخل المسجد منها: "الانتقام، الثمن، هذا مرحاض". وأتت النيران على فراش المسجد إضافة إلى حوالي 15 مصحفا قام المستوطنون بجمعها وحرقها، إضافة إلى احتراق طلاء المسجد وسقوط الحجارة التي تحيط بأعمدة المسجد بسبب النيران. وكان الدفاع المدني الفلسطيني قد توجه إلى موقع الحدث واستطاع أن يسيطر عليه. وقال أهالي البلدة إن عددًا من المغتصبين داهموا مسجد " الأنبياء" الواقع غرب بلدة بيت فجار ليلاً، وحرقوا السجاد و12 مصحفًا قبل أن يهرع الأهالي ويشتبكوا بالأيدي مع المغتصبين إلى أن حضر الجيش وفض الاشتباك . وفي المقابل ، حضرت قوة عسكرية اسرائيلية الى المسجد قبل ظهر اليوم حيث فتحت تحقيقا بالحادث وعملت على معاينته، واستمعت الى شهود عيان حول ملابسات الحادث. وقد استنكر مدير اوقاف محافظة بيت لحم محمد عايش الحادث متهما المستوطنين بارتكابه وقال ان كل الدلائل تؤكد ان الفاعلين هم من المستوطنون والمتزمتون اليهود الذين دأبوا دوما الاعتداء على المواطنين الفلسطينينن ومقدساتهم، مشيرا الى ان مثل "هذه الجريمة لم تكن الاولى من نوعها، وقد عاث المستوطنون الفساد في مشارق الارض ومغاربها ولا يمكن لنا ان ننسى احراق المسجد الاقصى وبعد ذلك توالى المسلسل ليتم استهداف بقية المساجد دوما". واكد عايش "ان المستوطنين لا يمكن لهم ان يقدموا على هذه الفعلة الشنيعة الا لانهم قد حصلوا على ضوء اخضر من الجيش الاسرائيلي، مطالبا الجهات الاسرائيلية فتح تحقيق جدي بالحادث، كما ناشد العالمين العربي والاسلامي التحرك من اجل انقاذ المقدسات في فلسطين". إلى ذلك ، اعتبر الدكتور حنا عيسى الخبير في القانون الدولي ان الجريمة البشعة التي قام بها المستوطنون الإسرائيليون فجر اليوم، باقتحام المسجد وإحراق المصاحف فيه انتهاكا صارخا لحرية العبادة والمعتقد ولحرمة المقدسات. وأضاف عيسى أن "هذا الاعتداء يشكل خرقا فاضحا للقانون الدولي الإنساني وانتهاكا صارخا لحرية العبادة مثلما يشكل انتهاكا صريحا لالتزامات إسرائيل بوصفها القوة القائمة بالاحتلال في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وما يترتب على ذلك من وجوب قيامها بعدم التعرض لاماكن العبادة، وضمان حرية العبادة فيها وسلامتها وعدم المساس بها أو تدنيسها بأي شكل ومن أي جهة كانت". واستطرد: "إن هذا الحريق مخالفة واضحة للعديد من المواثيق والقوانين الدولية واتفاقات لاهاي وجنيف التي تطالب بضرورة عدم انتهاك حرمة وقدسية الأماكن المقدسة لدى الشعوب المختلفة، وتؤكد ضرورة الحفاظ على الأوضاع الثقافية والتراثية في أي بلد. وان استمرار سلطات الاحتلال في سياستها التعسفية ضد المقدسات وأماكن العبادة الإسلامية والمسيحية يتناقض مع ابسط حقوق الإنسان ويعتر انتهاكا صارخا للحقوق الإسلامية والمسيحية في فلسطين". واختتم بالقول ان اعتداء المستوطنين على مسجد بلدة بيت فجار يدلل مرة أخرى على عدم شرعية وقانونية الاستيطان ووجوب وقف كل الانتهاكات والإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانبية بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته والأماكن المقدسة الإسلامية و المسيحية في كافة الأراضي الفلسطينية بما فيها القدسالشرقية. وأقدم مغتصبون في السابق على حرق مساجد أو انتهاك حرمتها في أكثر من واقعة بالضفة، ففي 14 أبريل/نيسان الماضي اقتحم مغتصبون مسجدا في حوارة ودنسوه بعبارات مسيئة للإسلام ورسموا على جدرانه نجمة داود، كما تم حرق مسجد بقرية ياسوف في ديسمبر/كانون الاول الماضي، وشهدت مقبرة بقرية عورتا تخريبا يناير/كانون الثاني هذا العام.