ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن حملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل كبح جماح كوريا الشمالية في طريقها إلى مزيد من التعقيد، في وقت يأتي فيه زعيم جديد تقدمي في كوريا الجنوبية "مون جيه – إن" وعلاقات متوترة مع الصين، مما يترك الولاياتالمتحدة أمام شركاء أقل يضغطون على زعيم كوريا الشمالية "كيم جونج - أون" بشأن برنامجيها النووي والصاروخي. وقالت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته اليوم الأربعاء على موقعها الإلكتروني، إن ترامب سيتعرف عن قرب أكثر للمرة الأولى على هذا المشهد الأقل ودية غدا الخميس عندما يرحب بالرئيس الكوري الجنوبي المنتخب حديثا في البيت الأبيض من أجل غداء واجتماع بالمكتب البيضاوي في اليوم التالي. وأضافت الصحيفة أن "مون" خاض حملته الانتخابية نحو الرئاسة بسياسة خارجية ذات عقلية مستقلة ومهتم أكثر بالانخراط مع الشمال عن مستشاري ترامب من الصقور، مشيرة إلى أنه أوقف أيضا نشر منظومة "ثاد" للدفاع الصاروخي الأمريكية الصنع في كوريا الجنوبية إلى حين تقييم التأثير البيئي لها. وأشارت الصحيفة إلى أن مسئولي البيت الأبيض يأملون في نزع فتيل أي توترات عن طريق محاولة بناء تقارب شخصي جيد بين ترامب و"مون"، الذي يعد محامي حقوق إنسان يبلغ من العمر 64 عاما، وخدم من قبل تحت قيادة الزعيم الكوري الجنوبي السابق "روه مون – هيون" المعروف بنزاعاته مع الولاياتالمتحدة بسبب كوريا الشمالية. ولفتت إلى أنه في الوقت الذي يحاول فيه ترامب إقناع "مون" بمواقفه فإن الرئيس الأمريكي يسعى للتأسيس لنهج أقوى مع الصين، وذلك بحسب مسئولين في الإدارة الأمريكية. ونوهت الصحيفة إلى أن الولاياتالمتحدة طلبت أن تشن بكين حملة على البنوك والشركات الصينية التي لديها أعمال تجارية مع كوريا الشمالية، موضحة أن واشنطن تخطط أيضا للمضي قدما قريبا في تطبيق تعريفات جمركية على واردات الصلب والتي تستهدف الصين في جزء منها. ووفقا لمسئولين أمريكيين كبار فإن ترامب في السابق كان يتحرك ببطء في الإعراب عن وجود مشاكل في الصين تتعلق بقضية الإتجار بالبشر في مقابل مساعدة الرئيس "شي جين بينغ" بخصوص كوريا الشمالية، لكن وسط عدم تصعيد الصين لموقفها فإنه سيشعر بتقييد أقل بشأن مواجهة الصين فيما يتعلق بالتجارة وغيرها من المجالات مثار النزاع. وبحسب مسئول أمريكي رفيع المستوى تحدث للصحيفة شريطة عدم ذكر اسمه، فإن إدارة ترامب تريد تجنب أن تجد نفسها متورطة ما بين كوريا الجنوبية وجارتها الشمالية، وهو ما حدث خلال فترات سابقة عندما اشتبكت واشنطن وسول حول كيفية التعامل مع الحكومة الكورية الشمالية. وأوضحت الصحيفة أنه بالنسبة للبعض داخل البيت الأبيض فإن انتخاب "مون" كان بمثابة تغير سياسي قوي في كوريا الجنوبية وانتصار، خاصة بالنسبة للناخبين الشباب الذين يريدون نوعا مختلفا من العلاقة مع الجارة الشمالية