بيروت - أ ش أ: اختلف قادة الطائفة المسيحية فى لبنان على التمثيل النسبى فى اختيار أعضاء البرلمان والذى تقدم به مروان شربل وزير الداخلية إلى الحكومة. جاء ذلك خلال لقاء برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعى على المشروع النهائى لقانون الانتخاب الجديد، إلا أن هؤلاء القادة توافقوا على اعتماد الطرح الارثوذكسى القائم على انتخاب كل طائفة لممثليها داخل البرلمان مما ينسف الهدف الاسمى لمشروع شربل بالقضاء على الطائفية والمذهبية فى الحياة السياسية اللبنانية والتى تم تكريسها خلال السنوات الماضية وافضت الى الوضع الحالى الذى يعانى منه لبنان فى كافة المواقع والقطاعات السياسية.
واثار اللقاء الذى تم السبت، بمدينة "بكركى" هواجس ومخاوف بعض التيارات السياسية اللبنانية وحاول وزير العمل السابق بطرس حرب التخفيف من وقع التباين فى الاراء، قائلا: "إن الموارنة وبتوافقهم على الطرح الارثوذكسي لا يفرضون شيئا على باقي اللبنانيين، بل يفتحون بابا للحوار بهدف توحيد الرؤية الوطنية حول قانون الانتخاب"، نافيا نفيا قاطعا أن يكون التوافق على هذا الطرح ينطلق من المخاوف التي ظهرت لدى المسيحيين بعد تغيير بعض الأنظمة العربية.
ووصف بطرس حرب ما خلص إليه اجتماع بكركي بالخطوة الإيجابية التي ستفتح باب النقاش على مصراعيه للتوصل للصيغة الأفضل لقانون انتخابي جديد، وقال وجدنا بأن المشروع الأرثوذكسي يحقق عمليا ما نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني لجهة توزيع المناصب بين المسلمين والمسيحيين مناصفة وبشكل عملي وفاعل يؤمن للمجموعات اللبنانية التمثيل الصحيح فلا تصادر أي طائفة حق الطائفة الأخرى باختيار ممثليها.
ورفض النائب إيلي كيروز عضو كتلة "القوات اللبنانية" ترك الامور للحظة الاخيرة ازاء مسألة قانون الانتخاب التى وصفهابالمسألة الأساسية والهامة مثل الأعوام الماضية للبحث في القانون، الذي يشكّل مدخلا لإعادة إنتاج سلطة جديدة في لبنا.
وقال النائب كيروز :"نريد هذه الانتخابات أن تكون عادلة ومتوازنة"، معربا عن تأييده لتقسيم الدوائر في قانون النسبية الذي يعبر عن الهواجس ويعالجها بالنسبة إلى المسيحيين، لتمثيل المسيحيين بشكل منصف، حيث أن هذه المناصفة هي المبدأ وهي النبض الذي راعاه الدستور، داعيا إلى إيجاد صيغة تزاوج بين حرصنا على المناصفة وحرصنا على العيش المشترك وانهمالا يتناقضان.