فوجئ الصحفيون اليوم بإلغاء مؤتمر لإعلان حقيقة قنابل الغاز التي ألقيت بميدان التحرير منذ 19 نوفمبر الماضي ولمدة ستة أيام على المتظاهرين السلميين بشكل مكثف ، والتي كان خبراء قد أعلنوا مؤخرا أنها غازات محرمة دوليا ولا تستخدم إلا في الحروب الكيماوية بين الجيوش المسلحة ، ما أدى لسقوط 13 شهيدا ومئات المصابين بحالات اختناق شديدة واشتعال النيران بشقق ومكاتب مطلة على الميدان . وبررت انتصار الغريب وعمر الحضري المنسقين بمبادرة حركة ثوار الإعلام والآثار أن سبب تغيب أغلب الأطباء الموقعين على بلاغ رسمي ضد السلطات المصرية والذي كشف محتويات الغازات السامة، أنهم قد تعرضوا لضغوط شديدة من جهات أمنية، ولم يتسن لأحد منهم الحضور سوى الدكتور أحمد معتز أستاذ الجراحة بالقصر العيني . (فيديو) وقالت انتصار الغريب – إعلامية وباحثة تاريخ - في حديث مسجل ل"محيط" أن الثوار أنقذوا ميدان التحرير من الإحتراق بفعل قنابل الغاز التي ألقيت فوق المجمع وتغيب سيارات الإطفاء رغم الإستغاثة بها، ولولا تدخل أحد المتظاهرين بنفسه لإلقائها بعيدا لكانت قد سقطت بكشك للكهرباء ما كان بإمكانه أن يحدث إنفجارا هائلا كارثيا ، وأكدت حدوث حالات اشتعال شديدة مشابهة منها على سبيل المثال بشقة الدكتور ثروت شديد بشارع محمد محمود العقار رقم 31 ، وكذلك ببنك التنمية الزراعية . من جهة أخرى استنكرت الغريب ضلوع الشرطة العسكرية في عمليات العنف ضد المتظاهرين بالتحرير وهو أمر غير مسبوق في تاريخ مصر على الإطلاق، واستنكرت أن يوصف المتظاهرين بالبلطجية في الوقت الذي يدافعون فيه عن وطنهم ضد المفسدين، وقالت أن أخلاق الجندية العسكرية تتراجع إذا ما استمرينا على هذا المنوال، وبعد أن كان الضباط مثل أسامة الصادق يطفيء الجندي الإسرائيلي من النيران ثم يأسره .
شاهدت الغريب كما تروي اعتداء ضباط الشرطة العسكرية على متظاهرين بالضرب المبرح وإلغاء قنابل الغاز وذلك إلى جانب الشرطة المدنية التي استخدمت كافة أنواع القمع وليس أقلها القنص بالرصاص الحي والتركيز على منطقة الرأس والعيون . وروت ما شاهدته من حالات مفزعة بمستشفى القصر العيني، منها لشاب وحيد والدته وصغير السن وقد اقتلعت عينه تماما بسبب طلق ناري اخترقها، وقالت بتأثر واضح أن المجلس العسكري يرتكب خطيئة كبرى ويعتدي على مخزون مصر الاستراتيجي المتمثل في شبابها ، ودافعت عن المتظاهرين بالميدان قائلة أنهم لم يهاجموا وزارة الداخلية من خلال شارع محمد محمود، وإنما كانوا يحمون الميدان من هجمات البطلجية وقوات الأمن كي تستمر التظاهرات السلمية وصولا لرحيل المسئولين الفاسدين. وهاجمت الغريب أيضا الأحزاب التي تركت الشباب والكبار والأطفال يلقون مصيرهم المؤسف بالميدان، وتصارعوا من أجل كرسي البرلمان، ناعتة إياهم بالأحزاب الكارتونية، وهاجمت كذلك معظم فئات الشعب التي تفضل الاستقرار الخائف وليس المبنى على الكرامة واسترداد الحقوق في هذا الوطن. وأكدت الإعلامية ان مصر تتراجع في مختلف المجالات، زراعة وصناعة وغيرها، وأن الحركة "حركة ثوار الآثار" تقوم بدورها في التصدي لمن ينهبون الآثار بعد الثورة وعلى رأسهم الدكتور زاهي حواس ، وكذلك من وضعوا الإعلام المصري في الحضيض بمبنى الإذاعة والتليفزيون الذي عملت به سنوات طويلة، وأصبحت القنوات العالمية لا تعره إهتماما وتستقي موادها من قناة "الجزيرة" القطرية . كما حذرت انتصار الغريب، منسقة الحركة، أخيرا مما أسمته بثورة جياع ، وقد حدثت في التاريخ بعد الأسرة الوسطى في عهد الفراعنة، وحينما تحدث لا تترك أخضرا أو يابس، لأنهم في هذا الوقت لن يكون لديهم شيء يخافون عليه ، وقالت أن هذا السيناريو يمكن تخيله طالما من يملك السلطة والقوة ليس لديه الحكمة أو لا ينحاز للحق . ومن الناحية القانونية، قال المحامي السيد فتحي رئيس مؤسسة نجيب الهلالي للحريات ل"محيط" أن اللجوء للمحكمة الجنائية الدولية في هذه القضية شرطه أن تستنفذ الإجراءات محليا، وقال أن الخصم الذي مارس الفعل المادي هو وزارة الداخلية، وقد استوردت حاويات من قنابل محرمة دوليا من الولاياتالمتحدةالأمريكية أحدثها 3 حاويات دخلت منذ يومين فقط ، وتحتوي على 21 طنا من القنابل الخطيرة للغاية ، وهي مرسلة من شركة كوبينر سيستم الأمريكية.
وأضاف فتحي أن البلاغ مقدم ضد وزيري الداخلية والصحة ومنظمة الصحة العالمية فرع القاهرة ورئيس مصلحة الجمارك بالسويس، نظرا لأن القنابل المسيلة للدموع ترسلها شركة محظور التعامل معهها من جميع منظمات وجمعيات الصحة العالمية نظرا لأنها تنتج قنابل محرم التعامل معها دوليا، وقد تم استخدامها في عدة محافظات هي القاهرة والإسكندرية والاسماعيلية وقنا والسويس . وللأسف دخلت الحاويات رغم اعتراض الموظفين ورغم البلاغات التي قدمت وتم التحقيق فيها ثم تم حفظها وتسلمت وزارة الداخلية هذه السموم . الأدلة الطبية جاء ببيان وزعته الحركة قبيل المؤتمر الذي تم إلغاؤه، أن نتيجة الفحوص و التحاليل و التى قام بها المركز المصرى للدواء و المركز القومى للبحوث و مركز فحص الحرب الكيمائية فى المانيا و مصر تم التوصل إلى وجود عبوات للغاز الأعصاب و نسبة تركيزه فى العلاف الجوى حوالى 17,2 % و هو من غازات الأعصاب التى تسبب السعال و صعوبة التنفس و الشلل فى بعض الحالات و هذه العبوات هى من نوع CR Gaz و تحتوى على مادة ( البنزو-كسازيين ) ، و هى مادة شديدة السمومة و مسيلة للدموع و تسبب شلل مؤقت و تتسرب ببطء شديد ، ثم تتحول إلى مادة صلبة . كذلك تم إطلاق قذائف ال CS مكونة من مادة ( الكلورينز)- و هناك -كذلك - مادة (المالونونيتريل) و هى مادة شديدة الخطورة تستخدم على الحيوانات ،من انتاج مصانع (حيفا) بإسرائيل و تاريخ إنتاجها 2009و تستخدمها وزارة الدفاع الإسرائيلية و كذلك غاز (V X) و هو شديد الخطورة يمتصها الجلد و يستمر تأثيرها لمدة 60 يوم و نسبة تركيزها 17%، و العبوة إنتاج أمريكى من أهم و أخطر الغازات فى العالم و تم أستخدامها فى ميدان التحرير و ضد المتظاهيريين فى شارع محمد محمود و تسبب الشلل المؤقت و سعال نصحوب بنزول دماء أحيانا و دموع و صعوبة فى التنفس و رعشة و من الممكن أن تؤدى إلى الوفاة . وقالت الحركة أنها بصدد التقدم بشكة دولية ضد حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية و الحكومة الإسرائلية لقيامهما بتصدير هذه الأسلحة التى لا تصدر إلا بشروط من أهمهما عدم إستخدامها إلا فى الحروب بين الجيوش المسلحة خاصة مادتى الV(X) , BX ، وتحمل المسئولية للإدارة الأمريكية والمجلس العسكري. ول"محيط" تحدث الدكتور أحمد معتز، أستاذ الجراحة فى قصر العينى ، وأحد الأطباء الموقعين على البيان الطبي وقال أن هذا الغازات خطيرة على الأعصاب ويتم قذفها عبر مدرعات عسكرية ، وقال أن غاز cs لا يتم إطلاقه إلا على حيوانات وليس في مساحات محدودة وبنسب مخففة، وكافة الأحراز موجودة لدى الجهة مقدمة البلاغ من قنابل مسيلة وصناديق مكتوب عليها اسم الشركات المنتجة .
وقد شاهد الطبيب بنفسه شاب جثته زرقاء ومتفحمة لأن الغاز أطلق عليه من مسافة قريبة ، ومن الغازات ما يصيب بالشلل المؤقت وانفلات الأعصاب ويتحول لمادة سامة بالجسم وبعضها قد يؤدي لسرطان القولون والإلتهاب الحاد بالرئة . وأكد د. معتز أنه تم إخفاء بعض الأدلة و تهديد لأطباء الطب الشرعى بمشرحة زينهم و القيام بتفريغ تقرير الصفة التشريحية لبعض الشهداء من مضمونة . وتضم لجنة العلماء المصريين الذين قاموا بفحص العبوات التى أطلقت على المتظاهريين السلميين حتى الآن من : د. أحمد معتز - أستاذ الجراحة لطب قصر العينى د. خالد مأمون - أستاذ تحاليل الأدوية و المواد الكيمائية و الغازات الكيمائية د. حسن توفيق - أستاذ الحرب الكيمائية د. خالد حسن إبراهيم السباعى - أستاذ تحاليل الغازات السامة و المنبعثة د.طارق جلال سعود - أستاذ تحاليل الغازات السامة و غازات الأعصاب د. أميمية إسماعيل صبرى - أستاذ الغازات السامة بجامعة كاليفورنيا يذكر أن انتقادات عديدة وجهت قبيل المؤتمر من قبل المشاركين لتقرير وزارة الصحة والسكان والمركز القومي للبحوث اللذين أعلنا خلو القنابل المسيلة للدموع فى أحداث ميدان التحرير وشارع محمد محمود من الغازات السامة..