تابعنا جميعا أحداث شارع محمد محمود بشغف وحزن بالغين، وتناثرت روايات كثيرة مختلفة ومتناقضة بعضها يشير إلى محاولات قد تمت من قبل بلطجية لاقتحام مبنى وزارة الداخلية استدعت رجال الشرطة للدفاع عنها، وبعضها يؤكد أن الثوار كانوا يحاولون منع هجوم الشرطة على ميدان التحرير.. وإن كانت كلتا الروايتين غير منطقيتين وكأن الطريق الوحيد من وإلى وزارة الداخلية هو شارع محمد محمود.. أما الرواية الأقرب إلى المنطق أن هناك ثأر بين الثوار وضباط الشرطة ومن هنا جاء الاقتتال.. ولكن يظل السؤال قائما إلى أبد الآبدين بلا إجابة "من بدأ بالهجوم على من؟" أما الرواية المكررة بعد كل كارثة هى رواية "الوقيعة من قبل الطرف الثالث المجهول الهوية".. وإلى هذه اللحظة تتمنع الحقيقة علينا وتأبى الظهور.. وكأن من أصيبوا ومن فقدوا نور عيونهم بل ومن فقدوا حياتهم ليسوا سوى بعض الذباب الذى قضى عليه ببعض من البيروسول.. وانتهت القصة. سمعنا عن تشكيل لجنة لتقصى الحقائق وليعطينا الله عزيزى القارىء طيلة العمر لنعرف إلى ماذا توصلت هذه اللجنة.. أنا لا أتهم الثوار ولا أتهم أيضا رجال الشرطة.. بل أحاول أن أقف على الحياد إلى أن ترضى عنا الحقيقة وتعلن عن ظهورها حتى نقيم لها الأفراح والليالى الملاح، فإن تأثير اختفائها مثير للأعصاب ومسبب للشلل والاختناق تماما كما القنابل المسيلة للدموع.. بل والأعظم تأثيرا على عقلى أنا شخصيا هو النتائج المتضاربة حول تحليل نوعية الغاز الملقى على الثوار فى تلك الأحداث، وبغض النظر عن صحة موقفهم من عدمه.. فقد تلقت وزارة الصحة والسكان تقريرا من المركز القومي للبحوث عن فحص القنابل المسيلة للدموع في أحداث ميدان التحرير وشارع محمد محمود يثبت خلوها من الغازات السامة حيث أفاد المركز أنه تسلم عبوتي دخان مسيل للدموع "CS" -ولكن لم يذكر المركز من الذى سلم له هذه العينات! وهو سؤال مهم من وجهة نظرى الشخصية- وتم اجراء الفحوصات اللازمة لمحتواهما وتبين أن المادة الفعالة في كلتيهما تتطابق مع المراجع العلمية عن تركيب هذا الغاز "CS" الخالى من أى مواد سامة، -كلام جميل.. مقدرش أقول حاجة عنه- ولكن ما كشف عنه مركز النديم بعد ذلك يدعو للجنون.. حيث كشفت نتائج الفحوصات التى قام بها عن وجود مكونات سامة وغازات أعصاب ضمن مكونات القنابل المسيلة للدموع التي أطلقت على متظاهري التحرير. وأضاف أن المركز المصرى للدواء والمركز القومى للبحوث -أيضا، ولا أعلم كيف!- ومركز فحص الحرب الكيمائية فى ألمانيا ومصر قاموا بإجراء تحاليل لعينات من هذه الغازات والقنابل، وتم التوصل إلى وجود عبوات لغاز الأعصاب، الذى يسبب السعال وصعوبة التنفس والشلل فى بعض الحالات. وهذه العبوات من نوع ”CR Gaz” وتحتوى على مادة (البنزوكسازيين) وهى مادة شديدة السمية ومسيلة للدموع وتسبب شلل مؤقت وتتسرب ببطء شديد، ثم تتحول إلى مادة صلبة.. بل وطالب المركز بتشكيل لجنة دولية للتحقيق فى جرائم الحرب والإبادة التي ارتكبت في حق الشعب المصري، على أن تضم اللجنة العلماء المصريين الذين قاموا بفحص العبوات التي أطلقت على المتظاهرين السلميين وهم: أ.د أحمد معتز – أستاذ الجراحة بالقصر العيني، أ.د خالد مأمون – أستاذ تحاليل الأدوية والمواد الكيميائية والغازات الكيمائية، أ.د حسن توفيق – أستاذ الحرب الكيمائية، أ.د خالد حسن إبراهيم السباعي – أستاذ تحاليل الغازات السامة وغازات الأعصاب، أ.د طارق جلال سعود – أستاذ تحاليل الغازات السامة وغازات الأعصاب، أ.د أميمه إسماعيل صبري – أستاذ الغازات السامة بجامعة كاليفورنيا. وأضاف البيان الذي نشرته صفحة النديم على "فيسبوك" أن من بين النتائج أيضا الكشف عن إطلاق قذائف الCS من مادة (الكلورينز) وكذلك مادة (المالونونيتريل) وهى مادة شديدة الخطورة تستخدم على الحيوانات ”من إنتاج حيفا بإسرائيل” وكذلك غاز "mvx" وهو شديد الخطورة يمتصه الجلد ليستمر تأثيره لمدة 60 يوما، ويعد من أهم وأخطر الغازات في العالم "من إنتاج الولاياتالمتحدةالأمريكية" ويسبب الشلل المؤقت وسعال مصحوب بنزول دماء أحيانا ودموع وصعوبة في التنفس ورعشة ومن الممكن أن يؤدى إلى الوفاة... ونقل البيان عن الأستاذ الدكتور أحمد معتز أستاذ الجراحة فى القصر العينى أنه تمت عملية إخفاء لبعض الأدلة وتهديد لأطباء الطب الشرعي بمشرحة زينهم والقيام بأخذ بصمات أرجل وأيدي الشهداء وتسجيلهم كمجرمين لهم تاريخ إجرامي بتواريخ سابقة ترجع لسنوات التسعينيات على الرغم من أن بعضهم في العشرين من عمره أى كان فى سن الطفولة فى التسعينيات. وكذلك تفريغ تقرير الصفة التشريحية لبعض الشهداء من مضمونه بواسطة رئيس نيابة قصر النيل.. هل أصبت بالحيرة والتخبط مثلى عزيزى القارىء؟ هل بدأت فى تخبيط كفا على كف؟؟ هل بدأت فى قول "لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم".. فليجيب أحد المسئولين علينا.. من نصدق؟؟ ولماذا لا تبرئون ساحتكم وتتخذون كافة الاجراءات القانونية والمشددة تجاه من يخدع الشعب المصرى سواء كانت وزارة الصحة أو مركز النديم؟؟ هذه التصريحات فى غاية الخطورة ليس فقط على مصرنا الغالية ولكن على عقولنا.. فإما أن يتم تكذيب أياهما ثم توقيع أقصى العقوبة على من يحاول تضليلنا.. أو فليتحمل المسئولون حالة عدم الاستقرار النفسى التى أصابتنا جميعا والتى سوف تودى بنا إلى الهاوية.. فقد أصبتموننا فى مقتل.. فى عقولنا "ولا حرج على المجنون".. وأنا من هنا أتقدم ببلاغ رسمى إلى كل من يهمه أمر هذا البلد وأمر كل المصريين تحت عنوان.. "خاطبوا عقولنا حتى نهدأ ونستقر ونتعاون ونتصالح ونبدأ فى البناء".. المزيد من مقالات ريهام عادل