انطلقت صباح اليوم الدورة الأربعين لمعرض الكويت الدولي للكتاب 2015 والذي يستمر حتى 28 نوفمبر الجاري، بمشاركة 508 دور نشر عربية وأجنبية. وقال مدير إدارة المعرض بالمجلس عبدالله المطيري في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية، إن العديد من الهيئات الدبلوماسية والمؤسسات الثقافية ومراكز الأبحاث ودور النشر الإلكتروني ستساهم في المعرض فضلا عن أكثر من عشرة آلاف عنوان جديد بمختلف مناحي الأدب والثقافة والفكر والشعر والتراث والعديد من كتب التراجم. وأضاف المطيري، أن "معرض الكويت الدولي للكتاب من المعارض العربية المهمة التي يحرص الناشرون في منطقتنا العربية على المشاركة فيه، إضافة إلى القارئ الكويتي والمقيم من النخب المثقفة التي تحرص على اقتناء كل جديد من إصدارات دور النشر الكويتية والعربية والأجنبية". وذكر أن هناك دور نشر تشارك لأول مرة من الجزائر والمغرب وليبيا ولبنان ومصر والأردن وبريطانيا، إضافة إلى عدد من دور النشر المحلية التي أنشئت أخيرا وتقدم كتب الرواية والشعر والأدب. لكن حديث الكتاب العرب عن شبح المصادرات المخيم كل عام، بدأ منذ أمس، حيث أعلنت الكاتبة "دلع المفتي" عبر حسابها على "تويتر" عن عدد من الأسماء العربية البارزة التي ستتعرض لمنع رواياتها بالمعرض وذكرت منهم "سعود السنعوسي" ،"بثينة العيسى" ، "عبدالله البصيص" ،"عبدالوهاب الحمادي" ، "فيصل الحبيني" ، "فيصل الرحيل" ، "سليمان الشطي" وكاتبة السطور . وتساءلت الكاتبة : بأي وجه يفتتح معرض الكويت الدولي للكتاب بدون أكثر الكتاب الكويتيين!! وكانت الكاتبة بثينة العيسى أحد الذين يطالهم المنع قد علقت بمقال قبل أيام عن منع روايتها "خرائط التيه" في الكويت، ووصفت ذلك لأن بلادها صارت كقطة تأكل صغارها وتمسخ منهجيا واجهتها الأدبية، فتكون الحرية فعل كان، ويكون القلب جمر لأن البلاد تنفى لخارج حقيقتها المنفتحة. واستطردت العيسى بقولها : رغم كل الازدهار الأدبي الذي تعيشه الكويت كتابة وقراءة، فاننا في معرض الكتاب القادم سوف نرى غياب الكتاب الكويتي عن معرض الكتاب الكويتي، وهذا شكلٌ من أشكال الاضطهاد يتعرّض له الكاتب والقارئ الكويتي في بلده. أما الكاتب الصحفي مهاب نصر فعلق بمقال منشور في صحيفة "القبس" الكويتية أمس بقوله أن المعرض يحظى بصيت كبير عربيا رغم ما يعتريه من مجزرة سنوية لمنع الكتب وما يصدر من لغط واسع بين المثقفين أسفا على ما آلت إليه حرية النشر. فالناشر، الذي بات يعرف تلقائيا نوع الكتب التي يمكن أن تفسح في الكويت بعيدا عن المغامرة، يقدر حجم مبيعاته في الكويت قياسا إلى معارض صاعدة مهمة، كمعرضي أبو ظبي أو الشارقة. حجم الاقبال على الكتاب في معرض الكويت يجعل الناشر يتردد في انتقاد الرقابة، ولا يتحدث عنها إلا همسا، وهذا ما يزيد من قوة الرقيب التقليدي ، لكنه لا يعلم أن الجمهور الناضج لا يعترف بوصاية ويقبل على الممنوع بقدر أكبر بسبب الضجيج المثار حوله ، وهو أمر مغر لكثير من الناشرين والمكتبات بترويج هذا الكتاب الممنوع! ويختتم الكاتب بقوله : الأزمة أزمة ثقة لا رقابة فحسب. وحتى يكون معرض الكتاب احتفالية حقيقية بالمعرفة، عليه أولا أن يكون احتفالا بهذه الثقة المتبادلة. ارفعوا الرقابة وضعوا مكانها الثقة.