يلاحقني سؤال في الملتقيات والمؤتمرات الأدبية والثقافية عن أهم الأسماء الإبداعية الروائية الكويتية. وإن كان إسماعيل الفهد، وليلي العثمان وطالب الرفاعي هم الأكثر حضوراً علي ساحة الرواية العربية، ولهم أعمال روائية وقصصية وصلت القارئ العربي منذ عقود، فماذا عن الأسماء الأخري المبدعة علي ساحة الرواية الكويتية والشابة منها تحديداً؟ وماذا عن أهم ملامح الرواية في الكويت؟ بداية تجب الإشارة إلي أن الرواية الكويتية بدأت مسيرتها عام 1948 مع رواية "آلام صديق" للكاتب فرحان راشد الفرحان، وأنها خلال مسيرة قاربت علي النصف قرن، كانت علي الدوام حاضرة في المشهد الثقافي العربي، وإن كان الروائي إسماعيل فهد إسماعيل هو الاسم الأكثر فعلاً إبداعياً في هذه المسيرة، ومنذ صدور روايته الأولي "كانت السماء زرقاء" عام 1970، التي قدّم لها الشاعر صلاح عبدالصبور بقوله: " في رواية "كانت السماء زرقاء" يتبدي اقتدار الكاتب الذي يوشك أن يكون عفوياً علي استغلال منطق التداعي، وعلي جدل حبلي الماضي والحاضر في حبل واحد. وأخيراً فإن هذه الرواية من أهم الروايات التي صدرت في أدبنا العربي حتي الآن". إن المتابع لحركة الرواية في الكويت، بين عامي 1973 وحتي 1989، يري حضور الأعمال الروائية لإسماعيل فهد إسماعيل، إضافة لفاطمة يوسف العلي، وليلي العثمان، ووليد الرجيب. لكن، ما لبثت العجلة أن دارت، لتصدر أعمال روائية كويتية تحمل نكهتها الخاصة، وعوالم أحداثها وشخوصها المنوعة، راسمة خريطةً جديدة لمشهد الرواية الكويتية وكتّابها، ومن أهم الأسماء الروائية الحاضرة علي مشهد الرواية في الكويت اليوم، تبرز أسماء: فوزية شويش السالم، وحمد الحمد، وناصر الظفيري، وبثينة العيسي، وميس العثمان، وسليمان الخليفي، وسليمان الشطي. ويمكن رصد أهم الملامح المشتركة للرواية الكويتية الراهنة: أولاً: يتجلي صراع الحراك الاجتماعي، بوصفه الموضوع الأكثر تداولاً في الرواية الكويتية، وتحديداً منعطفات وعوالم علاقة الرجل بالمرأة، في مختلف تجلياتها. ثانياً: خلافاً لأعمال إسماعيل فهد إسماعيل الروائية ، فإن معظم الروايات، من حيث أسلوبها، ولغتها، وشكل البناء الروائي فيها، يمكن أن تنسب إلي المدرسة الرواية الواقعية، بدرجة أو بأخري. ثالثاً: يمكن لمناخات الأعمال الروائية الكويتية مجتمعة، أن تقدم صوراً دالة لمجمل القضايا الإنسانية المحتدمة التي تواجه المجتمع الكويتي الراهن. رابعاً: لغة السرد الروائي لمجمل الأعمال جاءت علي لسان الراوي العليم، أو بصيغة ضمير المتكلم. ولقد كان التجريب، علي مستوي اللغة، بعيداً عن أجواء الأعمال، باستثناء أعمال الكاتبة فوزية شويش السالم، التي تتصف لغتها بشعرية عالية، وبانفتاحها علي عوالم التجريب. خامساً: يمكن للقارئ أن يلمح جزءاً من السير الذاتية للكتّاب، مبثوثة في نصوصهم بدرجة أو بأخري، مع لفت النظر إلي أن رواية "المحاكمة" للكاتبة ليلي العثمان، هي رواية سيرة ذاتية باقتدار، وكذلك انحياز طالب الرفاعي الواضح، في رواياته: "ظل الشمس"، و "سمر كلمات" و "الثوب" إلي رواية التخييل الذاتي. سادساً: يمكن ملاحظة مشاركة مجموعة كبيرة من الشباب في الإقبال علي كتابة الرواية، ومن أهم الأسماء الشبابية: ميس العثمان، وبثينة العيسي، وهيثم بودي، وسعود السنعوسي، وسعداء الدعاس، وعبدالوهاب الحمادي، وبما يبشر بمستقبل واعد للفن الروائي الكويتي. الرواية الكويتية، وسط النتاج الروائي العربي الكبير، لها حيز حضورها، الذي يقدم تعاريج وحيوات البيئة الكويتية بمختلف تجلياتها، وبما يعدّ مشهداً روائياً خاصاً علي ساحة الرواية العربية. ويكفي الكويت أن يكون إسماعيل فهد إسماعيل عنواناً لروايتها، وعراباً لكتّابها، وأن تكون أسماء كثيرة شابة في طريقها لأخذ مكانها ومكانتها في عالم الرواية العربية، كالكاتبة بثينة العيسي وميس العثمان وعبدالوهاب الحمادي. روائي وقاص كويتي