أعربت نقابة الصحفيين عن قلقها البالغ إزاء التطورات السلبية التي تجري داخل صحيفة "المصري اليوم" وأدت إلى استقالة رئيس تحريرها الزميل محمود مسلم، بسبب ما أسمته إدارة الجريدة "إجراءات جديدة للهيكلة"، ستؤدي حال تطبيقها إلى الاستغناء عن عدد كبير من الزملاء والاضرار بحقوقهم المستقرة التي يكفلها لهم القانون، والتدخل في شئون التحرير من جانب الإدارة بالمخالفة لكل الأعراف والتقاليد. وأكد بيان للنقابة أن تكليف مالكي الجريدة للسيد هشام قاسم، بمهمة إعادة الهيكلة لا يعني أبدا إطلاق يده في اتخاذ أي قرارات تأتي على حساب الحقوق المستقرة للزملاء، أو يتم فيها انتهاك القانون الذي يجعل النقابة طرفا في علاقة العمل، وأن أي مساس بهذه العلاقة طبقاً للمادة (17) من قانون تنظيم الصحافة لابد أن يسبقه اخطار النقابة بمبررات هذا الإجراء حتى تقوم بدور التوفيق أولاً. وأشارت النقابة في هذا الصدد، إلى الخطاب الذي أرسله نقيب الصحفيين إلى الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مجلس إدارة مؤسسة "المصري اليوم"، حول المبررات التي أدت إلي قيام إدارة الجريدة بمطالبة الصحفيين التوقيع علي تعهد يعطي الإدارة الحق في إنهاء التعاقد بإرادتها المنفردة ودون رجوع الزملاء على المؤسسة بأي مطالبات مالية أو قانونية في حالة عدم الالتزام بشرط التفرغ للعمل. وتساءل الخطاب عن دواعي هذا الإجراء في هذا التوقيت، خاصة أن نص التعهد يعفي المؤسسة من الإجراءات القانونية المتبعة في مثل هذه الحالات، ويجرد الصحفي من كافة حقوقه، كما يغفل نص المادة (17) من قانون تنظيم الصحافة. وأكد خطاب النقيب أن عقود العمل الخاصة بالزملاء، والموجود نسخة منها لدى النقابة هي المرجعية الوحيدة المعتمدة في أي خلاف، وأعرب الخطاب أن هذا الإقرار أشاع موجة من القلق كما اثار لدي النقابة الكثير من الهواجس والشكوك بشأن ما يجري. وطالبت النقابة إدارة "المصري اليوم" بضرورة وقف أي إجراءات أحادية الجانب مؤكدة رفضها التام لما يجري من ممارسات تعسفية تتخذها المؤسسة ضد الزملاء تفتقد لقواعد الشفافية واحترام القانون والدستور، خاصة وأن الإجراءات الأخيرة سبقتها أزمة منذ أقل من عام أدت إلي فصل العشرات من الزملاء وهي المشكلة التي مازالت تلقي بظلالها السلبية على العلاقة بين النقابة وإدارة الجريدة، على الرغم من أن النقابة كانت على أتم استعداد لإصلاح هذه العلاقة بعد أن لاحت بوادر لأنهاء تلك الأزمة. كما طالبت النقابة المجلس الأعلى للصحافة باتخاذ موقف عاجل يضمن التوفيق بين اعتبارات حرية إصدار الصحف وحقوق العاملين في هذه المؤسسات الصحفية، خاصة بعد أن تكررت في الآونة الأخيرة أكثر من أزمة تتعلق بانتهاك حقوق الزملاء في عدة صحف خاصة. وحذر البيان جميع الزملاء المحتمل ترشيحهم لتولي رئاسة تحرير "المصري اليوم" القبول بتولي هذا المنصب، علي حساب حقوق أصيلة لزملائهم العاملين بالصحيفة، أو المشاركة في أي قرارات تعسفية تتخذ ضدهم . وأكد مجلس النقابة أنه لن يتهاون في اتخاذ الإجراءات التأديبية ضد كل من يشارك من اعضاء النقابة في الاضرار بمصالح وحقوق الزملاء ويخالف ميثاق الشرف الصحفي، كما سيتخذ كل الإجراءات القانونية والنقابية الكفيلة بحماية هذه الحقوق والمصالح.